كشف احتراق مخزن للزيوت والمازوت بالبساتين عن حلقة جديدة في مسلسل اهمال المسئولين واستهتارهم بأرواح المواطنين فوجد مخزن للزيوت والمازوت في قلب المنطقة السكنية تسبب في كارثة حقيقية راح ضحيتها 7 أشخاص نتيجة الاختناق بينهم سيدة وطفلان شقيقان وتفحمت جثتان من الضحايا كما أصيب 4 آخرون بإصابات مختلفة بين الحروق والاختناق أيضاً. كما كشف الحريق عن اهمال من جانب مرفق الاسعاف الذي رفض ارسال سياراته لمكان الحريق بحجة أن المبلغين من الأهالي وسيارات الاسعاف لا تتحرك إلا بناء علي بلاغ من الشرطة وهو ما تسبب في تأخر الاسعاف واضطر الأهالي لنقل المصابين لمستشفي أحمد ماهر وقصر العيني وعندما حضرت سيارات الاسعاف بعد ساعتين من الواقعة كانت الطامة الكبري عندما أعطت للأهالي أكياساً بلاستيكية وطلبت منهم استخراج الجثث واحضارها لسيارة الاسعاف التي انتظرت بأول الشارع ورفضت الدخول لمكان الحريق. تلقي العقيد شمشون يوسف مشرف غرفة العمليات بالقاهرة بلاغاً من الأهالي باندلاع النيران بمخزن للزيوت والمازوت بالعقار رقم 29 شارع عبدالباسط البحراوي المتفرع من شارع الزهور بمنطقة البساتين.. انتقلت علي الفور قوة مكونة من 6 سيارات بقيادة اللواء ممدوح عبدالقادر مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة لمكان البلاغ وتبين أن النيران امتدت لعقارين وتم السيطرة علي ألسنة اللهب قبل امتدادها لباقي العقارات الملاصقة للعقار الذي نشب به الحريق. كما انتقل النقيب أحمد محيي رئيس فرقة مرافق البساتين لمكان البلاغ لمعاينة الحريق والعميد أحمد ياسر مأمور قسم شرطة البساتين.. وتم القبض علي مالك المخزن المحترق والتحفظ عليه بقسم الشرطة لحين عرضه علي النيابة العامة.. وتم استخراج 4 براميل زيت وعشرات "الجراكن" قبل أن تصلها النيران وكادت تتسبب في كارثة أكبر. أسفر الحادث عن وفاة كل من "نعيمة عبدالهادي" 47 سنة ربة منزل. و"عمر محمد نصر" 3 سنوات. وشقيقه "خالد" 9 سنوات. وأربعة من عمال ورشة الأحذية المحترقة هم "أحمد حمادة". و"جابر السيد" 17 سنة و"مجدي" لم تعرف باقي بياناته و"حسن نصر محمد " كما أصيب كل من أحمد نصر محمد وشقيقه محمود. وعبدالمجيد محمد نصر. وحسن عيد عبدالباسط. "المساء" انتقلت لمكان الحريق وقال شهود العيان إن الحريق بدأ عند سقوط "ولعة" مالك المخزن أثناء تناوله "للشيشة" داخل المخزن الممتليء بالزيوت والمازوت وبمجرد رؤيته لبدء اشتعال النيران قام باخراج كميات كبيرة من الزيوت والمازوت خارج المخزن ووضعها أمام العقار المجاور له إلا أن النيران كانت أسرع منه ووصلت للزيوت التي أخرجها فاشتعلت في لحظات ثم حدث انفجار مدو وتحول المخزن وورشة أحذية ملاصقة له لكتلة من النيران امتدت ألسنتها لباقي أدوار العقار وللعقارين المواجهين له. قال إبراهيم أحمد توفيق من الجيران الذين شاركوا في استخراج الضحايا إن المطافيء تأخرت رغم وجود نقطة اطفاء قريبة جداً من مكان الحريق وأكد أنهم وبعد انصراف سيارات الاطفاء اكتشفوا وجود 3 جثث بدورة المياه الملحقة بورشة الأحذية التي تفحمت بالكامل. فجر مصطفي عبده عامل سابق بورشة الأحذية المحترقة مفاجأة عندما قال إن سيارات الاسعاف رفضت الدخول لمكان الحريق وانتظرت في بداية الشارع وطلبت من الأهالي أن يخرجوا الجثث من داخل العقار ويسلموها للاسعاف وأعطوهم أكياساً بلاستيكية خاصة بقوات الاسعاف معدة خصيصاً لنقل الجثث وأضاف بنبرة حزينة: أخرجنا جثتين متفحمتين ووصفهما ب"كانت الجثث سايحة خالص". بينما قال أحمد عبدالعاطي خال المصاب حسن عيد إنه اتصل بمرافق الاسعاف من هاتفه المحمول وطلب منهم ارسال سيارات اسعاف لوجود قتلي ومصابين إلا أنه فوجيء بالرد يأتيه بأن سيارات الاسعاف لا تتحرك إلا ببلاغ من قوات الشرطة ورفضوا ارسال السيارات. فقام المبلغ بالتوجه لأحد أفراد الشرطة المتواجدين بالمكان وطلب إليه أن يخبر الاسعاف بخطورة الموقف وعندما تحدث فرد الشرطة الي الاسعاف استجابوا لطلبه وتم ارسال سيارات الاسعاف بعد ساعتين من اندلاع الحريق. قال سيد محمد نجار إنه يحمل المسئولية للمسئولين في "الحي" لأنهم سمحوا بتواجد تلك المخازن وسط المنطقة السكنية ويتغاضون عن المخالفات الواضحة التي تسببت في الكارثة.. واتفق معه ناصر محمد يعمل بطلاء المعادن. وقال إن المنطقة بها عشرات المخازن المماثلة والتي يقوم أصحابها بتخزين البنزين بها لبيعه لسائقي "التوك توك" وتخزين الزيوت المستهلكة وإعادة بيعها للأفران ونطالب المسئولين باغلاق تلك المخازن قبل فوات الأوان. علي جانب آخر أصبح سكان العقارات المتأثرة بالحريق بلا مأوي بعدما التهمت النيران شققهم السكنية بمحتوياتها وأثاثاتها وأصبحوا بالشارع وجلسوا أمام منازل جيرانهم والدموع في أعينهم ولا يعلمون أين يذهبون ولا أين يقضون ليلتهم وناشدوا المسئولين سرعة التصرف في ايوائهم وأسرهم التي أصبحت مشردة بلا مأوي.. وبعد انصراف رجال الاطفاء اكتشف الأهالي أن النيران مازالت مشتعلة ب"وسادة" بالطابق الأول من العقار فقاموا بالقائها من النافذة وأطفأها الموجودون بالشارع. انتقل فريق من نيابة البساتين برئاسة راغب رفاعي. لمعاينة الحريق وتم تحريز عينات من آثار الحريق واجراء معاينة تصويرية للمكان وأمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائي لتحديد أسباب الحريق كما أمرت بتشريح الجثث السبع لتحديد أسباب الوفاة وصرحت بدفن الجثث.