رحب الخبراء والطلاب بقرار المجلس الأعلي للجامعات بمضاعفة أعداد طلاب الانتساب الموجه من 25% إلي 50%.. حيث أكدوا أنه يعطي الفرصة للطلاب لمواصلة تعليمهم الجامعي بعيداً عن استغلال الجامعات الخاصة. أضافوا أن زيادة الأعداد لن تكون عائقاً مادامت الامكانيات متوفرة من منشآت وأساتذة ووسائل تعليمية متقدمة.. مؤكدين أن العبرة بنوعية البرامج التعليمية ومدي استفادة الطلاب. طالب الخبراء الطلاب باستغلال الفرصة لمواصلة تعليمهم خاصة أن طالب الانتساب الموجه يمكنه الانتقال إلي الانتظام في حالة نجاحه وحصوله علي تقدير "جيد". يقول د. أشرف حاتم الأمين العام للمجلس الأعلي للجامعات إن قرار المجلس برفع نسبة الانتساب الموجه من 25% إلي 50% هدفه إتاحة الفرصة لعدد أكبر من الطلاب الحاصلين علي الثانوية العامة للالتحاق بالجامعات الحكومية. أضاف أن عدد طلاب الثانوية العامة هذا العام أكثر من 40 ألف طالب نأخذ منهم نحو 220 ألف طالب في الجامعات والمعاهد الحكومية والقرار الأخير سوف يزيد أعداد طلاب الانتساب الموجه حوالي 100 ألف طالب وهذا لصالح الطلاب حتي يجد معظمهم مكاناً في الجامعات والمعاهد الحكومية. أشر د. حاتم إلي أن الانتساب الموجه كما هو في الكليات النظرية وهي التجارة والآداب والحقوق.. منوهاً إلي زيادة أعداد المقبولين في الانتساب الموجه إن لم يكن الأفضل فهو الأنسب للظروف التي نمر بها خصوصاً أن الجامعات والمعاهد الخاصة لا تناسب إلا قطاعا محدوداً من المصريين وهم الذين لديهم القدرة المادية وبات الالتحاق بالجامعات الحكومية أملاً يراود معظم المصريين خاصة متوسطي ومحدودي الدخل ليتمكنوا من إكمال مسيرة تعليمهم. البرامج الجيدة يقول د. أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف وعضو المجلس الأعلي للجامعات المشكلة تكمن في أن عدد طلاب الثانوية العامة هذا العام كبير جداً يزيد علي 400 ألف طالب بالإضافة إلي زيادة عدد المقبولين من التعليم الفني وأيضا الحاصلين علي الثانوية من الخارج. أضاف أن كل هذه الأعداد تحتاج لأماكن في الجامعات.. مؤكداً أن الكليات العلمية في إطار جودة التعليم لا يمكن زيادة عدد المقبولين بها فلا يوجد حل لدينا إلا الكليات النظرية لإتاحة فرصة لاستيعاب عدد أكبر في الجامعات والمعاهد الحكومية. أشار إلي أننا دائما نسعي إلي جودة التعليم ولكن في هذا القرار كان أمامنا خياران إتاحة التعليم أو جودة التعليم لكن الوضع العام والظروف تضطرنا إلي اختيار الاتاحة حتي لو كانت علي حساب الجودة.. منوهاً إلي أن الواقع الذي يؤكد وجود فرق بين الانتساب الموجه والانتظام وهو الحضور ولكن الواقع الانتساب يحضر مثله مثل الانتظام. أضاف أن الفرق الواضح هو أن الانتساب الموجه يدفع 400 جنيه أما طالب الانتظام فلا يدفع أكثر من 120 جنيهاً مؤكداً أن طالب الانتساب الموجه ينضم للانتظام في حالة حصوله علي تقدير عام جيد. أكد د. لطفي أن هذا النظام تم تطبيقه منذ منتصف التسعينيات وبعد الثورة تم وقفه لصالح التعليم المفتوح ولم تنجح الفكرة وعادت بعد عام واحد ولكن كانت نسبة القبول 25% فقط. يقول د. مصطفي عبدالسميع عميد معهد الدراسات التربوية الأسبق بجامعة القاهرة إن زيادة أعداد طلاب الانتساب في الجامعات بداية من العام القادم ليس له تأثير بالنسبة للأعداد الكبيرة مادامت الامكانيات بالكليات متوافرة من أعضاء هيئة تدريس ووسائل تعليمية أو ما نطلق عليه تكنولوجيا تعليمية متقدمة. أضاف أن زيادة الأعداد لن تكون عائقاً والدليل أن أعداد الطلاب والتلاميذ في فصول ماليزيا مثل الأعداد عندنا تماماً بين ال 60 و70 طالباً في الفصل الواحد ولكن مع هذا تقدمت ماليزيا.. مؤكداً أن العملية لا تتوقف في المقام الأول ان علي الأعداد إنما أشياء أخري. أشار د. عبدالسميع إلي العملية التعلمية التي تتوقف علي الإدارة من خلال توفير أعضاء هيئة التدريس والخطة الزمنية للمحاضرة أو الحصة هذا من جانب.. منوهاً إلي الجانب الآخر الهام وهو المعلم أو الاستاذ فهل هو يلقن الطلاب كي يحفظوا أم أنه يحثهم علي التفكير والابتكار.. هذا بالإضافة إلي دور المنزل والفقر الذي قد يجعل الطلاب يعملون أثناء الدراسة مما يعوقهم عن العملية التعليمية. تقول د. نادية جمال أستاذ أصول التربية بجامعة القاهرة إنها ترحب بأي قرار يسمح للطلاب المصريين بمواصلة تعليمهم.. منوهة إلي أن إتاحة الفرصة لهم أمر مطلوب ومرغوب لأن التعليم العالي يعني مجتمع المعرفة والاقتصاد مبني علي المعرفة. أضافت أن الأهم هو الجدية في التعليم وذلك من خلال وضع برامج تعليمية جيدة ترتقي بالطلاب هذا من ناحية.. ومن الناحية الأخري أن يستغل الطلاب الفرصة الثانية التي اتيحت لهم بعد أن حرمهم مكتب التنسيق من الفرصة الأولي. تساءلت د. نادية لماذا لا نعطيهم الفرصة الثانية وحتي الثالثة أيضاً.. مشيرة إلي أن التنافسية العالمية ترتكز في المقام الأول علي التعليم ونحن للأسف نريد أن نترك أبناءنا للشوارع والإدمان ونحرمهم من حقهم في مواصلة التعليم.. مؤكداً أنه لو استفاد 10% منهم فقط فهذا يعتبر نجاحا في حد ذاته. أشارت إلي أن الدراسات طالبت بجامعة لكل 2 مليون مواطن ونحن بذلك نحتاج إلي 45 جامعة وهذا الرقم غير موجود الآن.. مؤكدة أن التعليم حق لكل مواطن وواجب علي الدولة توفيره لمواطنيها مجاناً لأنهم ثروتها الكبري ومن حق الوطن علينا أن يكون لديه مواطنون متعلمون. طالبت بالاهتمام بالتعليم العالي حتي لو علي حساب التعليم الفني خاصة أن تكاليف أي مدرسة فنية ثلاثة أضعاف أي مدرسة ثانوية.. منوهة إلي أن الاهتمام بالتعليم الفني علي حساب العالي ترقيع للماضي وخيانة للمستقبل والدليل ما نراه في الشوارع من محلات للموبايل وتركيب الدش.. أين التعليم الفني منها؟!.. مؤكدة أن سوق العمل متغير والعالم يتكلم الآن عن التدريب المستمر والتحويلي واكتساب مهارات وخبرات جديدة. النسبة ليست عالية يقول د. كريم مصلح عيد آداب سوهاج إن قرار المجلس الأعلي للجامعات بزيادة أعداد طلاب الانتساب لن يكون له اثار سلبية بالشكل الكبير لعدة أسباب.. أهمها أن هذه النسبة وهي 50% كانت مطبقة قبل الثورة وتم تقليصها إلي 25% لصالح التعليم الخاص وها هي عادت كما كانت وبالتالي النسبة ليست عالية. أضاف أن طلاب الانتساب الموجه يحضرون ولهم جداول ولقاءات من خلال المحاضرات وهذا الحضور لن يكون مشكلة أمام أي كلية في الجامعات المصرية مادامت القاعات متوفرة وأعضاء هيئة التدريس موجودين. زيادة الميزانية يري د. محمد سعد عميد حقوق أسيوط أن التعليم حق لكل طالب وليس من حق أحد أن يقف حجر عثرة في وجه أبنائنا الطلاب.. لكن أي زيادة في الأعداد يجب أن تقابلها زيادة في المنشآت والميزانية أيضا. أضاف أن الكليات النظرية مكتظة بالأعداد والمدرجات الموجودة قد تستوعب ألف طالب لكن عندما يصل العدد إلي ما يقرب من 5 آلاف طالب يجب أن يقابله استعداد حتي لو كان طلاب الانتساب الموجه لهم جداول خاصة. أشار إلي أنه ليس ضد الزيادة في حد ذاتها ولكنه مع تحقيق أهداف التعليم الجيد.. منوهاً إلي أهمية فتح التعليم لكل من فاته القطار ومنحه الفرصة مرة ثانية ولكن بضمانات توفير التعليم الجيد. فرصة لن نفرط فيها أما طلاب الثانوية العامة فقد أبدوا ارتياحاً كبيراً للقرار حيث اتفق علي عبدالراضي ومني إسماعيل وحازم مراد "ثالثة ثانوي" علي أن القرار جيد لأنه يعطي فرصة لبعض الطلاب لمواصلة تعليمهم الجامعي وخاصة الطلاب الذين ليس لديهم القدرة المادية للالتحاق بالكليات والمعاهد الخاصة التي تطلب مصاريف باهظة.. منوهين إلي أن القرار فرصة لن يفرطوا فيها. أضافوا أن مواصلة التعليم تحمي المجتمع من تسكع الشباب في الشوارع وزيادة فرصة تناولهم المواد المخدرة من ناحية ومن ناحية أخري تخرج لنا أجيالاً تحمل مؤهلات عليا وأما عثورهم علي وظائف فهي مسئولية الدولة وليس مسئولية الخريجين. أشاروا إلي أن طلاب الانتساب الموجه لديهم فرصة كبيرة للانتقال للانتظام في حالة حصولهم علي تقدير عام جيد مما يجعلهم أكثر حرصاً علي المذاكرة والتفوق.. وهذا يعني أن الانتساب هو فرصة ثانية لمن فاته القطار لظروف قد تكون خارجة عن ارادته.