هناك تطورات سريعة ومتلاحقة تجري في ليبيا. بالقرب من حدودها مع مصر. حيث يقود اللواء المتقاعد "خليفة بلقاسم حفتر" عملية عسكرية كبري ضد الجماعات الإرهابية والجهادية. التي تهدد الشعب الليبي. وتنشر الفوضي في تلك المنطقة. ورغم أن هذه العملية التي يقودها اللواء حفتر. لم تكن بإذن من الحكومة الليبية المؤقتة. التي تحكم في طرابلس. ولم يكن هذا اللواء خاضعاً للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية. إلا أن العملية التي يقودها تحت شعار "كرامة ليبيا" لاقت تأييداً من مواطني المنطقة في طبرق. ثم امتد هذا التأييد إلي محافظة بنغازي. ولأن اللواء حفتر أكد أن هدفه محاربة الإرهاب. وتوطيد الأمن. وإعادة هيبة الدولة. بعد أن عاثت فيها الميليشيات المسلحة فساداً.. فقد سارعت قطاعات واسعة من قوات الجيش النظامي الليبي بالانضمام إليه ومؤازرته لتحقيق هذا الهدف. وهو إعادة الأمن والطمأنينة للشعب الليبي. فقد أعلنت أعداد من القواعد العسكرية والجوية والشرطة الليبية بالمنطقة الشرقية المحاذية للشريط الحدودي مع مصر. انضمامها إلي عملية "كرامة ليبيا" ثم أعلن العقيد ونيس بوخمادة. قائد قوات الصاعقة انضمامه للواء حفتر في المعركة التي يخوضها ضد المجموعات المتشددة. وكان العقيد إبراهيم عبدربه. قائد قاعدة طبرق الجوية قد سبق الجميع في الانضمام لجيش حفتر.. ومعه العقيد فرنانة. قائد الشرطة العسكرية الذي أعلن تجميد عمل "المؤتمر الوطني العام" "البرلمان". وتكليف حكومة الطوارئ بمواصلة تسيير الأعمال إلي حين إجراء الانتخابات. وقال فرنانة إن الشعب الليبي لن يقبل أن تكون بلاده مهداً للإرهاب والمتطرفين وأنهم استعادوا السلطة من يد مَن فرَّط في الأمانة. ووصف ما تم في طرابلس من حراك بأنه ليس انقلاباً علي السلطة. بل هو انحياز لإرادة الشعب الليبي. إن هذه التطورات المتلاحقة في ليبيا توجب علي مصر مراقبة الوضع فيها عن كثب. وتأييد كل عمل يضمن الحرية والكرامة للشعب الليبي ويجنبه ويلات الانقسام والشرذمة. ويمنع أن تكون ليبيا مسرحاً لعمليات إرهابية متطرفة. إن من حق الشعب الليبي الشقيق أن يعيش في أمان. وفي وحدة ووئام. بعيداً عن أي تدخلات خارجية.. وآن الأوان أن يعيد بناء دولته علي أسُس ديمقراطية سليمة. ويستغل ثرواتها البترولية فيما يعود عليه وعلي الأجيال القادمة بالخير. إن أمان ليبيا أمان لمصر. لا شك في ذلك.. فإذا علمنا أن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي العقيد محمد الحجازي. أشاد بالجيش المصري. وقال إنه صمام الأمان للأمة العربية بأكملها. ونُعَوِّل عليه الكثير. ونمد إليه اليد لحماية الحدود من جهتنا. فيجب أن نقابل هذه النيات الطيبة بالمثل.. ولن يتأخر الجيش المصري عن مد يد العون للحفاظ علي الحدود المصرية الليبية مستقرة. لقد عانت مصر خلال السنتين الماضيتين من عمليات تهريب السلاح والجنود المرتزقة. من الحدود الليبية.. وما يحدث في ليبيا الآن يعطينا مؤشرات طيبة وإيجابية بأن الشعب والجيش الليبي. يرفضان أي عبث بأمن ليبيا. كما يرفضان أن تكون الجارة الشقيقة مصدراً لزعزعة الأمن في مصر. ومن هنا جاء بيان وزارة الخارجية المصرية بتأكيد حرصها علي وحدة التراب الليبي. ورفض أي تدخل خارجي في الشأن الليبي. علينا أن نراقب وننتظر. وننحاز إلي الشعب الليبي في مقاومته للإرهاب.