ضرب الأهلي كل العصافير التي كان يريد ضربها بفوزه المهم والمثير علي الاتحاد بهدفين نظيفين في المواجهة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة العشرين من مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم بملعب الاسكندرية. استعاد الأهلي قمة المجموعة متساوياً في نفس الرصيد من النقاط 33 نقطة مع سموحة ومتفوقاً عليه بفارق الأهداف والمواجهات المباشرة. الأهلي أكد انه لايزال كبيراً وفي الوقت المناسب يستعيد قمته.. كما انه الحق الخسارة الثانية بالاتحاد هذا الموسم.. واستعاد خطورة مهاجمه الهداف الخطير وصاحب هدفي الفوز عمرو جمال. الأهلي ضمن بشكل كبير الحفاظ علي القمة بعد ضمان التأهل للمربع الذهبي.. واطمأن الي استعادة نجومه لمستواهم وبات لديه الآن أكثر من لاعب في أكثر من مركز خاصة بعد مشاركة أحمد خيري لدقائق. قدم الأهلي أفضل عروضه الفنية وكان آخر جمال مع مديره الفني فتحي مبروك ومهاجمه الخطير عمرو جمال من الدقيقة الأولي وكان واضحاً انه في طريقه للفوز ولم تشعر جماهيره انه سيخسر.. وتوج فوزه بأكثر من فرصة ضائعة وبعض اللمحات الفنية الجميلة لبعض نجومه خاصة عمرو جمال والسعيد وتريزيجيه ورامي ربيعة وعاشور. الاتحاد لم يكن في حالته وكأنه غير مصدق انه جاء يوم لينافس الأهلي علي قمة مجموعته.. اهتز دفاعه وتباطأ وسطه ولم يجد هجومه أي دعم فاستحق الخسارة وباتت فرص تأهله صعبة للغاية. كان واضحاً ان فتحي مبروك يحاول ألا يتفلسف في الاختيار فحافظ علي معوض يساراً وأعاد فتحي يميناً ودخل ربيعة لنصف الملعب مع عاشور ليهاجم بالسعيد وتريزيجيه ورءوف وعمرو جمال وبقيا سعد سمير ونجيب في قلب الدفاع. أما الاتحاد فاعتمد علي تأمين الوسط دفاعياً بوجود أيمن سعيد وعامر صبري والشايب ومحمود فتحي مع اقتراب فتحي مبروك يساراً ومحمد عادل يميناً معتمداً علي الهجمات المرتدة لمانوندو وشرويدة. كان الأهلي موفقاً في طريقته فكانت له الغلبة بضرب تكتل دفاع وسط الاتحاد فاخترق واحرز وأهدر وشل حركة مهاجمي الاتحاد. البداية حذرة هادئة جعلت البرود يسيطر علي الأداء وسوء التمرير يفرض نفسه.. وكانت أول الخطورة بمشوار لمانوندو بهات وخد جعله يقترب قبل ان يشتت نجيب لركنية انتهت علي مافيش. برغم مشوار مانوندو يبدو الأهلي أكثر سيطرة يقابله هجمات مرتدة سريعة للاتحاد حيث ظهر شرويدة بواحدة أوقفها سعد بفاول. الأهلي يفقد السيطرة لدقائق قبل ان يستعيدها وبشكل أقوي في الدقيقة 11 أوصله لهدفه الأول الرائع الذي بدأ بعرضية لعمرو جمال هيأها للسعيد مررها بمهارة عالية لتريزيجيه ولكن الدفاع شتتها لتجد المتربص عمرو يلتقطها بمهارة وقبل نزولها علي الأرض يخطفها في المرمي مباشرة. الهدف منح الأهلي مزيداً من الجمال والسيطرة والاقتراب خاصة عن طريق المتحرك تريزيجيه.. كما زاد الهدف من سخونة الاتحاد ولكن دون تركيز. الوقت يمر واللقاء يسير علي وتيرة واحدة الأهلي يبدو الأكثر استحواذاً ورغبة في الفوز وهو نفس فكر الاتحاد مع الفارق في التطبيق حيث يأتي الاتحاد من بعيد وفي وقت يمنح الأهلي وقتاً للعودة والتأمين. كانت الدقيقة 40 علي موعد مع فرصة الهدف الثاني للأهلي وكذلك الوقت الضائع من هذا الشوط الأول بعدم استغلال رءوف لعرضية فتحي فتمر من أمام رأسه بينما منع ابراهيم فرج فرصة لعمرو جمال بعد ان سقطت تصويبة من يده لينتهي الشوط. بدأ الشوط الثاني بنفس السخونة.. الأهلي الطامع في الفوز والاتحاد الباحث عن العودة.. الأهلي يهاجم يميناً ويساراً ويضغط من وسط الملعب ليقتل فرص وصول الاتحاد لمنطقة التهديف. المشهد يشير إلي أن الأهلي يقترب ولكن خطورة الاتحاد تظهر بهدوء وعلي استحياء مخيف في ظل الهدوء والثقة المبالغ فيها من قبل لاعبي الأهلي. من جديد يحرم فرج الأهلي من الهدف الثاني عندما قطع تمريرة تريزيجيه قبل ان تصل لرأس عمرو في الدقيقة 57 ليفقد الأهلي فرصة تأمين هدفه الوحيد. الروح القتالية تغيب عن الاتحاد ولكنه بصفة عامة لم يكن بعيداً عن احراز التعادل حيث تأخر شرويدة عن استقبال عرضية ابتعدت عنه ولكنه لم يكن جاداً في دفاعه ويتساهل مع هجوم الأهلي بشكل مقلق. أجري الأهلي تغييره بنزول موسي ايدان بدلاً من رءوف ومعه يشتت عادل من امام ايدان كما يخرج فتحي مبروك لاعب الاتحاد ويلعب حسام عبد الجواد وهو تغيير موفق حيث لم يكن مبروك في حالته. فاصل من العك الكروي يسيطر علي الأداء يقطعه السعيد بتصويبة يشتتها الحارس ولكن يستمر الأداء الفاتر الذي يرفضه عمرو جمال عندما أحسن استقبال تمريرة السعيد ولعبها برأسه في المرمي معلناً تقدم الأهلي بالهدف الثاني في الدقيقة 75.. وكان تريزيجيه قد صنع الهدف بضغطه واستخلاصه الكرة وتقدمه وتمريره للسعيد. يعود تريزيجيه وينطلق ويمرر للسعيد الذي طمع وصوب بدلاً من التمرير مهدراً فرصة التهديف من جديد. الوقت يقترب من النهاية والأهلي يؤكد تفوقه ويسيطر ويقترب من هدف ثالث ومن الفوز.. ولكن كاد فرانسيس يفسد ذلك بانطلاقة وتمريرة عرضية لم تجد من يستقبلها ويودعها المرمي.. ويرد عليه فتحي بصاروخ يلمس سقف الشبكة ويشق طريقه للأوت. يخرج عمرو جمال وينزل جدو كما يدخل أحمد خيري بدلاً من السعيد ومع التغييرين بدأ الاتحاد تائها متعباً ضعيفاً مستسلماً ومنتظراً لصافرة النهاية.