عفواً عزيزي القارئ لايوجد اي خطأ مطبعي في كتابة عنوان هذا المقال فالحكومة أي حكومة عندما تبدأ عملها تقول لا مساس بالفقراء ومحدودي الدخل وان كل همها هو رحمة الفقراء وحماية محدودي الدخل وبعد عدة اسابيع من عمل تلك الحكومة يكون همها الاكبر هو القضاء علي الفقراء ومحدودي الدخل.. كيف.. ببساطة تقوم برفع الاسعار بشكل كبير وتغلظ الايمان بان هذا الزيادة في الاسعار راعت الفقراء. حتي المهندس ابراهيم محلب رئيس الحكومة الجديدة الذي توسمنا فيه خيراً خرج علينا مبرراً الزيادة الاخيرة في اسعار الغاز الطبيعي قائلاً انها راعت الفئات الاكثر احتياجاً وانها راعت الفقراء.. واوضح حمدي عبدالعزيز وكيل وزارة البترول المتحدث الرسمي باسم الوزارة ان الشريحة الاولي تضم 65% من المستهلكين.. ولكي تقارن عزيزي القارئ وتدرك حجم المأساة لك ان تعلم ان الزيادة التي قررتها الحكومة في اسعار الغاز لتلك الشريحة التي تضم 65% من المستهلكين محدودي الدخل والفقراء علي حسب وصف الحكومة بلغت 4 اضعاف.. وبتحديد اكثر فإن سعر المتر تم رفعه 3 قروش إلي 40 قرشاً.. هل وجدت رحمة اكثر من ذلك.. من كان يدفع في الشهر مثلاً عشرة جنيهات سيدفع فقط اربعين جنيهاً.. هل تريد مثالاً اكبر من ذلك علي حرص الحكومة في عدم المساس بالطبقات الاكثر احتياجاً في المجتمع. الحكومة التي وعدت بالاهتمام البالغ بالفقراء ومحدودي الدخل ألمحت اكثر من مرة بل ولا اخفي سراً انها تستعد لرفع اسعار الكهرباء وبالطبع ستضع مصلحة الفقراء ومحدودي الدخل في مقدمة اولوياتها وستزيد الاسعار وبعد زيادتها ستؤكد انها راعت الفقراء ومحدودي الدخل.. وبعد الكهرباء يأتي الدور علي المياه.. والبنزين رغم اعلان شريف اسماعيل وزير البترول مؤخراً انه لانية لتحريك اسعار البنزين في المرحلة الحالية.. وللامانة الرجل لم يكذب فهو ربما يقصد بالمرحلة الحالية الساعات الحالية وذلك حتي يعطي نفسه مساحة عندما يتم الاعلان عن الزيادة بانه نفي اي زيادة في المرحلة الحالية وليست المستقبلية وبالطبع ستراعي الزيادة الفقراء ومحدودي الدخل. لذا عزيزي القارئ لا تتعجب من دعوتي للحكومة بالكف عن رحمة الفقراء ومحدودي الدخل اذا كان هذا هو مفهومها للرحمة عفواً ايتها الحكومة ا ن ما تفعلينه ليس هو الرحمة بالفقراء انما ما تفعلينه هو اطلاق رصاصة الرحمة علي الفقراء ومحدودي الدخل. يا حضرات يا ايها السادة.. الناس لم تعد تتحمل وتعاني الامرين في سبيل توفير لقمة العيش.. والله العظيم اعرف اناساً لديهم استعداد للعمل 24 ساعة من اجل توفير رغيف عيش ولكنهم بهذه الطريقة لو استطاعوا العمل 48 ساعة في اليوم لن يستطيعوا الحياة بشكل كريم. ان كل ما نسمعه من الحكومات كل الحكومات في السنوات الاخيرة كلام جميل في البداية وافعال غريبة في النهاية بطريقة المثل الذي يقول "اسمع كلامك اصدقك.. اشوف امورك استعجب".. كل الحكومات تتكلم عن جذب استثمارات وتوفير فرص عمل وموارد وزيادة مستوي المعيشة وما نشاهده علي ارض الواقع عكس ذلك تماماً.. هروب استثمارات بطالة.. نهب الموارد. انخفاض في مستوي المعيشة.. الكل يراهن علي قدرة هذا الشعب علي الصبر والاحتمال ولكن البعض لايدرك ان للصبر حدوداً.. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. *** ملحوظة سريعة: نحن الآن نعيش زمن مرتضي منصور وعماد متعب... *** حمي الله مصر وحفظها من كل سوء