رفضن التقوقع داخل عنوستهن. فقررن تحطيم أسوارها والخروج بها إلي العالم الافتراضي. ذلك العالم الذي صنعه "الفيس بوك" ليكون بديلاً عن العالم الواقعي. يستطيع الإنسان أن يقول علي جدرانه كل ما يشعر به من دون خجل أو حرج. أو من دون الخروج عن الذوق العام ومقتضيات القانون. وفي نفس الوقت يجد المشاركة الوجدانية من الآخر. .. ومن خلال تدوينات "هي.. وأخواتها" علي حائط الفيس تابعت مونولوجاتها التي تتحدث فيها عن أمنيتها من الانتقال من حال ال"سينجل" إلي حال ال "ديو" وتجد من يداعب خيالها ويملأ فراغ قلبها ويكمل معها رحلة الحياة. فبحثت عن الحب أولاً ليكون طريقها للزواج. ولما يئست من العثور علي الحب. سلكت طريق البحث عن "العريس" فقد يكون الحب نهايته!! توجه "هي" في إحدي مونولوجاتها رسالة إلي حماتها المستقبلية تقول فيها: "باعتبارك أم المُز جوزي. قوليله أنه واحشني جداً. خليه ييجي بأه علشان يقوللي كلام م اللي بيدوخ ده. ويلبسني الدبلة اللي عجباني وهموت عليها". ثم توجه رسالة أخري إلي زوجها المستقبلي تقول فيها: "عارف أنا من دلوقتي بتخيل فستان فرحي هيبقي شكله إيه ودبلتك وهي منورة إيدي. وشكلك وأنت طاير م الفرحة إنك نفذت وعدك ليا. وأنا بعيط م الفرحة عشان هبقي مش مصدقة أن حلمي اللي دعيت ربنا بيه اتحقق بعد طول صبر وانتظار.. امسك بإيدك أمام جميع خلق الله دون استحياء ولا خوف ويختم أسماء صغاري باسمك.. ويصبح أطفالك أحفاد لأمي". المونولوجات التي نقلتها عن "هي" حقيقية بالفعل وليست من عندياتي. فقطار العنوسة قد أطاح بأحلام جيل بأكمله في استكمال النصف الآخر من الدين. وقد يطيح بجيل قادم وهو ماض في طريقه مالم تتدخل الدولة بكل قوتها وإمكاناتها لإيقافه أو إجباره علي السير ببطء. فحلول تلك المشكلة بعض منها في يد الدولة. والبعض منها في يد أهل العروس. منذ وقت قريب رصدت إذاعة هولندية. نسب العنوسة في الوطن العربي عن العام 2013. حيث أظهرت الإحصاءات أن أعلي نسبة عنوسة سجلت في لبنان بينما سجلت فلسطين أقل نسبة.. وبالنسبة لمصر فقد بلغ عدد العوانس 8 ملايين أي 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج. وفي دول الخليج حيث تصدرت دولة الإمارات بنسبة 75% بينما كانت النسبة 45% في السعودية. وأرجعت الدراسة السبب ربما للمغالاة في المهور. أما في سوريا فقد بلغت نسبة العنوسة 70% وهي نسبة مرشحة للارتفاع بسبب ظروف الحرب. وبتحليل الإحصاءات السابقة يتضح أن المغالاة في المهور سمة مشتركة في جميع البلاد العربية غنيها وفقيرها وليس في مصر وحدها. كما أن السوريات قاسم مشترك في ارتفاع نسبة العنوسة نتيجة لظروف الحرب. ليس فقط في سوريا. حيث ضعفت الإمكانات. بل تخطتها إلي بقية الدول العربية حيث صار الإقبال علي الزواج من السوريات هدفاً للشباب الذي فاته القطار وذلك لرخص تكاليف زواجهن لحاجتهن للمأوي والمأكل. وللدولة دور نحو الشباب. فعليها توفير المزيد من الوظائف ورفع الأجور والقضاء علي البطالة وبناء المساكن الرخيصة وتصنيع السلع الاستهلاكية ومستلزمات الزواج قليلة التكاليف. وكذلك مطلوب من أهل العروس تسهيل أمور الزواج. والتخفيف عن كاهل العريس وعدم إرهاقه بما لا يفيد. * آخر تدوينة سطرتها "هي" علي حائطها: عقبالكم ياولاد. أنا "قفَشِتْ عريس"!! ألف مبروك لها ولكل من تستطيع أن "تقفش عريس" وعقبال البكاري.