تعاني قري ومدن محافظة المنوفية من سوء حالة مياه الشرب. الأمر الذي يصيب المواطنين بأمراض التيفود والفشل الكلوي والكبدي. يقول محمد فهمي أبوخليل "عميد بالمعاش" مياه الشرب بقرية جنزور بمركز بركة السبع ذات طعم ولون ورائحة كريهة. وبها شوائب خاصة عقب انقطاعها ووصلها مرة أخري. الأمر الذي يضطر الأهالي إلي شراء المياه "المفلترة" المعبأة في الجراكن. خوفاً من الاصابة بالامراض المتوطنة والفتاكة مما يمثل عبئاً مادياً إضافياً علي كاهل المواطنين. اضافت سهام إبراهيم "موظفة" أن قرية الشهيد فكري ومعظم قري المحافظة. مازالت تعتمد علي الطلمبات الحبشية في حصول الأهالي بها علي مياه الشرب. واشارت إلي أن تركيب تلك الطلمبات يتم بالحفر علي أعماق غير مناسبة. مما يتسبب في اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي وبالتالي إصابة المواطنين بالأمراض الخطيرة التي تنتهي غالباً بالوفاة. اشار علاء صلاح "مدرس" إلي أن الأهالي علي مستوي المحافظة يحلمون بكوب ماء نظيف وأن وعود المسئولين مجرد "فرقعة في الهواء" موضحاً أن كارثة تسمم المئات من أهالي قرية صنصفط بمركز منوف في اغسطس عام 2012 بسبب مياه الشرب الملوثة قد تتكرر في قري أخري بالمحافظة إذا لم تتحرك الحكومة للحفاظ علي صحة المواطنين. قال وحيد محمد "إخصائي صحافة": شبكات المياه بمعظم القري بمركز منوف قديمة والمواسير متهالكة مما يسهل تسرب المياه الملوثة التي امتصتها التربة من مياه "الطرنشات" واختلاطها بالمياه الجوفية. مشيراً إلي أن عمليات غسيل شبكات المياه غير كافية. وكذلك نسب الكلور غير مناسبة. الأمر الذي يجعل المياه غير صالحة للشرب. أوضح محمود يوسف "عامل" أن مياه الشرب لا تسر عدواً ولا حبيباً. وأن نسب الحديد والمنجنيز بها مرتفعة في حين تنخفض أو تكاد تنعدم بها نسبة الكلور المطهر. أكد د.كمال دهب استاذ المياه الجوفية بكلية العلوم جامعة المنوفية أن المياه الصناعية التي تباع في جراكن بدعوي أنها "مفلترة" تشكل خطراً علي الصحة العامة. لفقدانها لبعض العناصر الاساسية لبناء الجسم. مما يؤدي إلي اصابة الأشخاص خاصة كبار السن والحوامل والاطفال بالأمراض ومنها لين العظام. مطالبا بتغيير أو تعديل وحدات الحديد والمنجنيز الموجودة حالياً بمحطات المياه الحكومة للحصول علي مياه نقية صالحة للاستخدام الآدامي. اضاف أن المياه السطحية الناتجة في المحطات المرشحة التي تأخذ من مياه النيل مباشرة عن طريق البحار والترع أخطر من المياه الجوفية بسبب تلوثها كيميائياً وبيولوجيا بإلقاء المخلفات والحيوانات النافقة بها. اكد المهندس محمد نجيب رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية أنه يتم سحب عينات من مياه المحطات علي مستوي المحافظة بصفة دورية لتحليها بمعامل الشركة وبيان مدي مطابقتها للمواصفات مع تطهير شبكات المياه والمحطات بصفة نصفة شهرية. مشيراً إلي زيادة قيمة الاستثمارات في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي لإنشاء محطات مياه جديدة وإجراء توسعات بمحطات اخري إلي جانب دخول خدمة الصرف الصحي لبعض المناطق المحروقة علي مستوي المحافظة بمشاركة رجال الأعمال والمجتمع المدني.