حين تصدي مقاتلو حزب الله للهجوم الإسرائيلي علي جنوبلبنان. اعتبر الشعب المصري نجاحهم في دحر العدوان انتصاراً عربياً مهماً. وتحول زعيم الحزب حسن نصر الله إلي زعيم شعبي عربي. وعلت صوره الجدران وجوانب السيارات. لم يشغل الناس مذهب الرجل ولا حزبه. فهم أبناء للشعب العربي. وما تحقق لهم من انتصار انفراجة ضوء في ظلمة الأوضاع العربية. لكن التحالفات السياسية وربما المذهبية بين قيادات العرب. دفعت حزب الله علي خوض معارك لا شأن لها بالهدف الذي شكل من أجله قوته المسلحة. واعتبرناها مصدراً مهماً للقوة العربية تعوض- إلي حد منا - التآكل الذي لحق بالجيوش العربية في العراقوسوريا واليمن. أمر حسن نصر الله مقاتلي حزبه بدخول سوريا للوقوف إلي جانب قوات النظام ضد مقاتلي ما سمي الجيش السوري الحر. أرجع الرجل قرار دخول سوريا إلي المساعدات التي قدمها النظام السوري - فضلاً عن إيران - لمقاتلية. بحيث أتاحت له رد الاعتداء الإسرائيلي علي جنوبلبنان. الحرب الأهلية في سوريا شأن داخلي. ولو أن حسن نصر الله أراد التدخل فإنه كان يستطيع أن يفيد من شعبيته في إيقاف نزيف الدم. ومن ثم إيقاف تنفيذ مخططات الموساد الإسرائيلي التي تستهدف القوات المسلحة العربية. لكن الرجل غلبته الأيديولوجية فأقحم نفسه في الصراع. وزاد من اشتعال نيرانه. وتأثيرانه المدمرة. وهو ما أغري المسئولين الإسرائيليين بالتنبؤ بأن الحرب في سوريا ستطول لمدة ثلاث سنوات قادمة. المؤاخذات التي عابت علي بعض الساسة اللبنانيين مواقفهم ضد حزب الله تبدو أمام مناصريه في أقطار الوطن العربي كاللغز المحير. أؤ الأسئلة التي لا تجد ردوداً. بل إن البعض وجد في مواقف السنيورة ومناصريه بعد نظر أملته معايشتهم للقضية. وتعرفهم المباشر إلي أسبابها. وحقيقة المواقف والتصرفات. باختصار. كنا نأمل أن يظل حزب الله تعبيراً عن صمود القطر اللبناني في جنوبه المجاور لحدود فلسطينالمحتلة. لكن رئيسه حسن نصر الله بدد أملنا حين دفع بقواته إلي خوض حرب بين أبناء القطر السوري. لا ليفصل بين المتحاربين. أو يبذل مساعيه الحميدة حتي تسترد العقول وعيها. وتدرك الأخطار المدمرة التي لحقت بالملايين من أبناء القطر السوري. إنما جعل نصر الله من نفسه دون كيخوته الذي شغلته محاربة الطواحين. وأحال مقاتلي حزب الله من مقاتلين يدافعون عن وطنهم ضد أشرس هجمة واجهها الوطن العربي في تاريخه الحديث. إلي مرتزقة - وأعتذر لهذه التسمية فكم أحببت التجربة - يقاتلون المتمردين علي النظام. لا لأسباب موضوعية. أو قومية. بل لاتفاق المصالح السياسية او الطائفية. يا أيتها العروبة: كم من الجرائم ترتكب باسمك!