البداية شكوي تقدم بها علاء رضا المحامي لمكتب النائب العام حملت رقم 5742 مضمونها بلاغ ضد رئيس الجمهورية السابق حسني مبارك وصفوت الشريف وأحمد عز ودكتور بهاء فكري أمين عام الحزب الوطني بمحافظة المنيا سابقاً.. اتهمهم بالنصب عليه بتحصيل مبالغ مالية منه في صيغة تبرعات للحزب مقابل ترشيحه عن الحزب في الانتخابات البرلمانية 2010 مع وعده بأن تكون الانتخابات نزيهة ليضمن نجاحه إلا أنهم قاموا بتزوير هذه الانتخابات لصالح منافسه المرشح ايضاً عن الحزب وأرفق علاء الايصال الدال علي تبرعاته الاجبارية للحزب.. لم يكن يعلم بأن هذه الشكوي التي تقدم بها للثأر له وللمصريين بعد الثورة من مبارك وفلول نظامه الوطني ستجره خلف القضبان ليجد نفسه متهما بالتحريض علي القتل والشروع فيه والضرب بعد تقديمه لهذا البلاغ بعشرة أيام فقط وذلك في حادثة أبوقرقاص الشهيرة التي وقعت في الثلث الأخير من ابريل الماضي . عادل رضا رشدي الشقيق الأصغر لعلاء وهو مدير لشركة سياحية أكد في حواره ل "المساء" ان علاء ضابط شرطة سابق استقال عام 1993 رغم كفاءته وتفوقه الشرطي ليعمل محامياً بمكتب والده حفاظاً علي المهنة التي ورثها عن جده لأبيه رشدي صلاح الدين بينما جده لأمه مدير أمن سوهاج سابقاً واشقاؤه ما بين رئيس محكمة وضابط شرطة ورجل أعمال وطبيبة ومهندسة ومحامية ومحاسبة وبحكم عراقة عائلته استطاع ان يحصد ود المسلمين من ابناء دائرته بأبوقرقاص قبل المسيحيين أبناء دينه بنفس الدائرة وقد مكنته هذه العلاقة القوية بأهالي دائرته من المنافسة بشدة علي مقعد مجلس الشعب في انتخابات 2005 كمستقل فئات طبقاً لرغبة أبناء دائرته ضد منافسه طه عبدالله رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب عن الدورة السابقة وعضو المجلس لست دورات متتالية لمرشح الحزب الوطني. وقد أدت هذه المنافسة لتبني الوطني ترشيح علاء ليمثله علي مقعد الفئات بالدائرة في انتخابات 2010 السابقة وظن علاء ان الحزب سيعدل في المعاملة بينه وبين اللواء فاروق طه إلا أنه فوجيء ايضاً بتسوية الحزب الوطني للصناديق لصالح منافسه مرشح الحزب ايضاً. وهو ما دفعه لتقديم شكواه للنائب العام ضد فلول الوطني بعد الثورة.. ولتفتح هذه الشكوي عليه نار جهنم حيث بدأ فلول الوطني علي الفور في التخطيط للنيل منه. بدأت الواقعة التي اتهم فيها علاء بمشاجرة بين مسيحي ومسلم انتهت بتحرير الأول لمحضر بالشرطة ضد الثاني وبعد محاولات جادة نجح علاء في الصلح بينهما فجر الاثنين 18 أبريل حيث اقنع المسيحي بالتنازل عن المحضر.. ليغادر بعدها علاء فيلته متوجهاً للقاهرة بصحبة سائقه حيث حضر بعض الجلسات في محكمة قصر النيل بحكم عمله محامياً.. في هذه الآونة افتعل بلطجية الحزب الوطني والكلام لعادل: مشاجرة حدثت في قرية بعيدة عن قريتهم بين سائق ميكروباص مسلم غريب عن القرية وسائق توك توك مسيحي من نفس قرية علاء لتنتهي بمطاردة الميكروباص للتوك توك حتي مشارف قريته حيث قام الأول بضرب الأخير مما أدي لتدخل أبناء قرية أبوقرقاص البلد من المسلمين والمسيحيين للتدخل انقاذاً لابن قريتهم المسيحي.. وقاموا بضرب سائق الميكروباص وتكسير زجاج سيارته مما اضطره لتحرير محضر بالشرطة اتهم فيه علاء رضا الذي لم يره بضربه هو وزوجته المنتقبة كما اتهمه بقيامه بخلع نقابها وباطلاقه اعيرة نارية في الهواء لإرهابه جزاء له علي احتكاك ميكروباصه في المطب الصناعي القائم امام فيلا علاء وسبه لهذا المطب. بعد ذلك وفي نفس اليوم احتشد أكثر من 5 آلاف من البلطجية والتيارات الدينية المتشددة للمنشأت السياحية الخاصة بعلاء علي النيل حيث تم حرقها وتسويتها بالأرض اتصل علاء مستغيثاً باللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا وقام مدير الأمن بفرض طوق أمني حول فيلا علاء منذ لحظة وصوله حوالي العاشرة والنصف مساء الاثنين لحمايته في هذه الآونة تجمع أكثر من خمسة آلاف من المسلمين واحتشدوا عند الجمعية الشرعية بعيداً عن منزل علاء فتوجه لهم مدير الأمن لمعرفة مشكلتهم حيث اتهموا علاء بضرب سائق الميكروباص المسلم وزوجته المنتقبة مؤكدين لمدير الأمن انهم "عايزين حقهم من علاء" إلا ان مدير الأمن سخر من روايتهم قائلاً لهم: شوفوا قصة غيرها لأن علاء كان بالقاهرة حتي التاسعة مساء فرد الأهالي بأنهم يعلمون ان المشكلة كانت بين سائق مسلم وآخر مسيحي صغير ولكنهم عايزين حقهم من المسيحي الكبير وهو علاء علي حد قولهم.. فرد مدير الأمن ان القانون سيأخذ مجراه مع المسيحي الصغير وليس علاء ولكي يتم تهدئتهم نفسياً قال لهم لو عايزين طلبات أخري البيها لكم فوجيء الجميع باطلاق وابل من الطلقات النارية عليهم وكان مدير الأمن شاهد عيان علي ذلك.. وقد أدي ذلك لوفاة اثنين مسلمين واصابة اثنين اخرين وقد أكدت هذه الرواية والكلام لعادل شقيق علاء ما قالته زوجة أحد المتوفين وتدعي صباح حميد في حوار لها مع احدي الصحف علي حد قوله حيث قالت: ان زوجي خرج من بيته علي ضرب النار في خلاف بين عائلتين مسلمتين. استطرد عادل قائلاً: ان اوامر مدير الأمن التي اصدرها علي الفور وقت الحادثة اتجهت لمنحني آخر حيث كان كل التجمع المحيط به اسلامياً فخطر علي بال قوات الأمن ان يكون ضرب النار جاء من قبل المسيحيين فأمر بضبط واحضار من تجاورت بيوتهم للجمعية الشرعية وهم أربعة بيوت حيث تم القبض علي 9 رجال مسيحيين بتلك البيوت واثبتت الشرطة في محاضرها انهم وجدوا معهم بندقية خرطوش بروحين وفرد خرطوش وخنجر وفوارغ طلقات. وألمح عادل إلي ان الطلقات الفارغة التي تم ضبطها لم تكن ذات صلة بالسلاح المضبوط في بيوت المسيحيين. اضاف عادل ان مدير الأمن بعد ذلك تحدث للأهالي المتجمعين قائلا لهم حدث ضرب نار وامسكنا باللي ضرب وسنحاسبه.. فما كان من المتجمهرين المسلمين إلا ان ردوا عليه: "احنا مش هناخذ حقنا من الفلاحين اللي انت جمعتهم احنا سنأخذ حقنا من الكبير بتاعهم وهو علاء". فرد المدير: علاء رضا حوله قوات أمن ولم يخرج من بيته ولا علاقة له بالحادث فأصر المسلمون المتجمعون علي القصاص من علاء. وفي صباح يوم الثلاثاء قام مجموعة من البلطجية بتحريض مجموعة من السلفيين بالذهاب معهم لموقع منشآت علاء السياحي المحروقة حيث قاموا بكنس المكان وفرشه بالحصير وتعليق لافتات باسم مسجد الشهداء ودعو لإقامة الصلاة بها إلا ان المسلمين المعتدلين رفضوا وقالوا لهم لا تقام الصلاة علي أرض مغتصبة. يضيف عادل: أنه نتيجة لذلك استغاث بعض أفراد أسرته بالقاهرة بالجهات المسئولة قامت بإزالة اللافتات والحصير وتفريق المتجمعين بالمكان من التيارات الدينية المتشددة. وفي يوم تشييع جنازة القتيلين واثناء سير الجنازة من المستشفي بمركز أبوقرقاص لمدافن القرية قام المسلمون الغاضبون بتكسير محلات وسيارات المسيحيين التي قابلتهم واطلقوا أعيرة نارية في الهواء وذلك رغم حراسة الشرطة للجنازة لتشتعل القرية ناراً . يضيف شقيق علاء: اثناء ذلك فوجئنا بالقناة الاولي والتليفزيون المصري تذيع نبأ علي شريط الاخبار نصه: "القبض علي المدعو علاء رضا رشدي وبدء التحقيق معه في موقعة الجمل" بالرغم من أنه كان في فيلته تحت الحراسة خوفاً عليه حيث كان هو الشاكي كمجني عليه.. وبدأت الصحف تنشر علي غير الحقيقة ان علاء ضابط شرطة مفصول لسوء سلوكه وحضرت قناة الجزيرة وسجلت مع يوم الاربعاء 20 أبريل كمجني عليه إلا انها لم تذع الحلقة. وفي يوم الخميس 21 أبريل فوجئنا بالقبض علي علاء واحالته للنيابة بالقاهرة بتهم القتل والشروع في القتل والضرب علي الرغم من أنه مجني عليه طبقاً لاستغاثته بمدير الأمن. يضيف عادل: لقد فوجئنا بأن توجيه التهم إليه جاء بناء علي تحريات كاذبة وغير كافية اجراها رئيس مباحث أبوقرقاص الذي تولي منصبه قبل الاحداث بيومين فقط حيث جاء في نص التحريات ان علاء مسيحي ثري ويحرض المسيحيين ويمدهم بالأسلحة لقتل المسلمين مما اضطر علاء بالطعن علي هذه التحريات بمخالفتها للحقيقة وطلب شهادة مدير أمن المنيا للواء ممدوح مقلد والحاكم العسكري. ويتساءل عادل شقيق علاء اين كانت المباحث حينما كان علاء يوزع الاسلحة علي المسيحيين ولماذا لم يلق القبض عليه. والأدهي من ذلك ورود محضر تحريات آخر بعد الاحداث بعشرة أيام اتهم فيه أحد الاشخاص علاء باصابته بطلق ناري في بطنه اثناء احداث أبوقرقاص ويتساءل شقيق علاء لماذا لم يظهر هذا المحضر إلا بعد احالة علاء للنيابة ولماذا لم تتضمنه التحريات الأولية للشرطة.