لابد أن نشيد بموقف الإعلام في مصر وتونس الذي أخمد فتنة توتر العلاقات بين البلدين نتيجة لاعتداء المشجعين التوانسة علي رجال الشرطة في استاد القاهرة أثناء مباراة فريق الترجي التونسي مع الأهلي المصري. لقد وقف الإعلام موقفا عاقلا في معالجة هذه الأزمة وبدأها الإعلام التونسي الشقيق في أول يوم بإدانة الجماهير التونسية لتصرفاتها المشينة التي أوقعت إصابات خطيرة بين رجال الشرطة المصريين. وساهم في تجاوز هذه الأزمة التي كان من الممكن أن تتأجج لتطول مجمل العلاقات بين البلدين الاعتذارات الرسمية التونسية سواء من اتحاد الكرة التونسي أو من نادي الترجي أو من السفارة التونسية في القاهرة. لقد حرصت الجهات التونسية علي أن تؤكد علي عمق العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. واستنكرت تصرف المشجعين ووصفتهم بأنهم خارجون عن قيم الشعب التونسي ولا يمثلون هذا الشعب في تصرفاتهم. ونحن المصريين -من جانبنا نؤكد علي أن علاقات البلدين لن تتأثر أبدا بتصرفات الفئة التي ارتكبت هذا الجرم. وسوف تظل علاقاتنا حميمية رغم ما أصابنا من أضرار. إن الشعب التونسي الشقيق شعب ودود بطبعه محب لمصر وللمصريين وهو شعب يقدر الفن المصري. وكم احتفي بعمالقة الفن في مصر.. أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وغيرهم.. واستقبلت مصر الفنانين التونسيين بكل ترحاب وفتحت أبوابها أمامهم لينالوا الشهرة التي استحقوها. لقد زرت فرنسا عدة مرات أو مرات كثيرة مع رحلة أوائل الطلبة التي تنظمها جريدة الجمهورية.. وكنا أثناء وجودنا في العاصمة الفرنسية نحرص علي أن نتناول طعامنا في المطاعم التونسية المنتشرة هناك.. ومن كثرة ترددنا علي هذه المطاعم قامت علاقات صداقة شخصية بيننا وبين أصحاب هذه المطاعم والعاملين فيها.. نذهب إليهم بمحبة ويستقبلوننا بكل ترحاب. إن الحرص علي حسن العلاقات مع تونس الشقيقة لن يمنعنا من محاكمة بعض المشجعين التوانسة الذين اساءوا التصرفات في الاستاد وتوقيع العقاب عليهم وفقا للقانون. ونرجو ألا يتأثر الأخوة التوانسة بالعقوبات التي ستوقع عليهم.. فكل معتد يجب أن ينال جزاءه الرادع ليكون عبرة لغيره. وفي نفس الوقت نرجو أن يجد لاعبو الأهلي والبعثة المرافقة الحماية اللازمة عند وصولهم إلي تونس في مباراة العودة.. وهذا ما نأمله ونطمئن إليه.