بعد غياب ليس بالقليل تنفست الجماهير رائحة الأهلي التي فاحت وملأت أجواء ستاد القاهرة وهو يحقق بطولة غالية تسيدها واحتكرها سنة بعد أخري عندما يفوز بكأس أبطال القارة الافريقية تبعها بكأس السوبر لتكون المرة السادسة من سبع بطولات للأندية حصدها.. ولتكن أيضا الثانية علي التوالي بعد أن حققها في الموسم الماضي غير أن كأس الأمس جاءت غالية ومختلفة عن الكؤوس السابقة بعد أن فاز بها في موسم مختلف تغيرت فيه صورته عن المواسم السابقة وظهر خلال البطولة المحلية بعيدا تماما عن مستواه ونال من الهزائم ثلاثة وتمكنت فرق كثيرة كانت تأتي خلفه ان تتخطاه وتتسيد الموقف حتي وإن كان مؤقتا. وقبل أن نعود لتحليل لقائه أمام الصفاقسي التونسي الذي نال الهزيمة الثالثة من البطل الافريقي لابد أن نؤكد أن فوز الأمس سوف يكون له تأثيره الايجابي علي الفريق وعلي الجهاز الفني ينطلق في البطولة المحلية للمحافظة علي انجازاته وتاريخه وكذلك البطولة الافريقية غايته وبطولة العالم للأندية احلامه وسوبر سابع وثامن وهكذا ليستمر هو الاهلي السوبر الدائم. وأعتقد أن الأهلي لو أدي مباراة الأمس في صورته العادية التي كان عليها طوال السنوات السابقة ما كانت تنتهي مباراته مع الصفاقسي بالأهداف الثلاثة مقابل هدفين. وإذا كان من الطبيعي أن يحرز الأهلي ثلاثة أهداف لكن ما كان يجب ان يدخل مرماه هدفان من خطأين ساذجين لدفاعه وهما ما مكن المنافس ليشد من أزره وينافس حتي النهاية لتحويل النتيجة من الفوز إلي تعادل وانتظار ضربات المعاناة كل ذلك من تأثير نتائج الدوري السلبية التي حققها وأفقدت اللاعبين الثقة وتوازنهم ليتحول أداؤهم إلي الأداء العصبي وعدم التركيز. غير أن التحدي والبحث عن الذات والكرامة والمحافظة علي التاريخ وحضور الجماهير حول اللاعبين الي مردة مصريين علي عدم الخروج من الملعب بغير التوتر واضافة كأس سوبر جديدة. فضلا عن عودة واحد من أفضل نجومه هو أحمد فتحي وخوف مدربهم محمد يوسف من الاطاحة واضاعة تاريخ كتبه لنفسه بالفوز ببطولة الاندية الافريقية ليضيف تاريخاً آخر بالحصول علي كأس السوبر. ومع ذلك أقول ان الفريق في حاجة لجهد كثير لاستعادة الانتصارات المحلية وستكون كأس السوبر السادسة هي نقطة الانطلاق بضرورة محافظة اللاعبين علي تمسكهم بتحقيق الانتصارات ويثبتون انهم ايضا في السوبر المحلي مثلما هم في السوبر الافريقي. ولعل فوز الأهلي قد رد علي هؤلاء الذين أطلقوا شعارات التشاؤم والهزيمة وان الصفاقسي التونسي سوف يعود بالكأس ناسين عزيمة الانسان المصري الذي يظهر في الشدائد ماردا لا يقف امامه أي عائق. مبروك للأهلي ومبروك محافظته علي لقب تاجر السعادة.