ترددت كثيراً قبل كتابة هذه السطور. لأني أعلم حجم الهجوم الذي سيلاحقني إذا قدر الله لها أن تنشر أعلم أنني أراهن اليوم علي حصان خسران. ولا أعلم سبباً لخوض مثل هذه التجربة سوي قلبي الطيب الضعيف. أما عقلي فقد أخذ إجازة هذا اليوم وإلا ما كان سمح لي بكتابة هذا المقال. أنا من جيل الشباب الذي فتح عينيه علي الدنيا ليجد حسني مبارك رئيساً لهذا البلد. مرت الأيام والسنون. فتعلمت وتخرجت وعملت وتزوجت وأنجبت في ظل العصر المباركي". فنحن من الجيل الذي نشأ وهو يلقب الرئيس السابق "بابا حسني". لذلك كان من الصعب عليَّ أن أري هذه الصورة تنهار فجأة. وبهذه السرعة. وترتفع الأصوات المنادية بمحاكمة الرئيس. أترك العاطفة جانباً وأتحدث عن 3 نقاط محددة. الأولي: تصريح منصور العيسوي وزير داخلية حكومة ثورة يناير في برنامج عمر أديب: "كنت بحب الرئيس مبارك. لأنه كان بيتصرف صح. والمشكلة إن ما كان يتم عرضه من معلومات علي الرئيس السابق ليس صحيحاً. الأمر الذي كان يجعله يتخذ قرارات خاطئة". والثانية تصريح لحسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق وهو رجل لا يختلف اثنان علي نزاهته: "مبارك أقال مسئولاً كبيراً في مؤسسة الرئاسة عندما علم أنه متورط في منح مزرعتين للدواجن هدية لنجليه علاء وجمال وهما كانا لايزالان طفلين" الثالثة: أقوال عمر سليمان في التحقيقات التي أكد فيها أن مبارك بريء من دم الشهداء وأنه لم يأمر بقتل المتظاهرين علي الرغم من التقارير التي وردت للرئيس السابق والتي صورت له أن من يقوم بالتظاهر ضد نظامه قلة مندسة وعناصر خارجة. والسؤال الوحيد الذي أطرحه لو كان مبارك فاسداً إلي هذا الحد. ويمتلك المليارات التي يتحدثون عنها. لماذا لم يهرب منذ اللحظة الأولي إلي ألمانيا أو السعودية أو الإمارات كما فعل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي؟! ولو كان مبارك مجرماً. لماذا لم يأمر حرسه الجمهوري بشن حرب إبادة علي شعبه كما يفعل القذافي في الشعب الليبي! لو كان مبارك ظالماً لماذا لم يشترط العفو وعدم محاكمته للتنازل عن الرئاسة كما فعل عبدالله صالح رئيس اليمن؟!.. ولماذا لم يفعل كل ذلك واختار أن يموت في هذا البلد مهما كانت العواقب؟!