لا يعنيني من سيحكم مصر في المرحلة القادمة.. علي كل الأحوال هو مجرد فرد.. ولم يتوقف تاريخ مصر علي أحدهم ذات يوم.. من يقرأ الأسماء المسطورة علي تاريخ حضارتها يدرك أنه مجرد سطر وربما حرف!! كل منهم حسب الطريقة التي يريد أن يدخل بها التاريخ.. ومصر غير ظالمة هي تتذكر لكل حاكم أفضل ما قدمه.. نتذكر في تاريخها القديم أحمس محررها من الهكسوس.. ومينا موحد قطريها.. وفي الحديث محمد علي الذي فتح لها باب النهضة وأسس جيشها.. وعبدالناصر الزعيم العربي الذي خلد ثورة يوليو بما حققته من منجز عجزت ثورة يناير عن تحقيقه حتي الآن والسادات بطل أكتوبر.. وعند هذا الحد وتعبت مصر فمنجزات حكامها ضيئلة خائبة لا تليق بها وشعبها.. سجلت لمبارك أنه رغم قتله لشعبه فقرا ومرضاً وجهلاً.. لم يوقعها في الفتنة .لم يتشبن حتي آخر قطرة في دمه بالحكم وخضع لمطلب الشعب بالرحيل والمحاكمة.. أي أن التاريخ ايضا انتقي له ذكري طيبة رغم حقارة ما قدمه لشعبه من تعال وسرقة بالاكراه.. وسيذكر لمرسي كيف كان سبباً للفتنة بين ابناء هذا الشعب فتحولوا لمسلم وإخواني.. ومع كل ذلك هم مجرد اسماء.. نقاط بيضاء وسوداء.. كل حسبما أراد وجميعهم عقلاء ليس فيهم مجنون!. الحقيقة أن ما يعنيني هو مصر التي يخط العالم كله تاريخها بعبق الحب والانبهار لأم الدنيا مهد الديانات والحضارات.. التي أتعبها شعبها العظيم صمتاً علي حاكم والخضوع لآخر.. وتأليههم جميعاً.. تعبت الأنامل من التفتيش عن الحسنات رغم وجود الكثير من السيئات يحكي عنها.. تعبت من أن البحث عمن ينقذها من سقوطها الكامل في كل مناحيها بعد عميق تجريفها.. تعبت من صمت الرجال.. وعجز النساء.. ورغم هذا التعب مازالت تقاوم.. آملة في ابنائها من الشباب بأن يغيثوها أن يقيموا بناءها ويصدوا عدوها ويقتلوا السوس الناخر في عظامها. مصر يا أبنائها ترفع أناملها تحثكم: إلي هيا أنا هنا وربما للمرة الأخيرة هبوا لنجدتي فالأوطان لاتباع ولا تشتري. لهذا لا يعنيني رئيس يرحل وآخر يجيء فمصر لن تلخص في أحد افرادها مهما قدم أو اخذ.. مصر دائما الشعب.. يبنيها ويهدمها ايضا فمن منكم يرغب أن يكون يتيماً بلا وطن!!.