جهل.. وتعصب.. وتآمر داخلي وخارجي.. لقلب مصر رأسا علي عقب. وتركيعها حتي لا تنهض. وتستثمر ثورة يناير لإعادة بناء قدراتها الذاتية اقتصاديا وعسكريا بما ينعكس علي مواطنيها وشعورهم بالعزة والكرامة. إذا كان ما نطلق عليهم صفة "السلفيين" هم وراء أحداث امبابة البشعة التي راح ضحيتها حتي كتابة هذه السطور 11 قتيلا من المسلمين والمسيحيين وما يقرب من 200 مصاب.. فهذا هو الجهل بعينه والتعصب الأعمي الذي ان دل علي شيء فانما يدل علي سطحية التفكير وعدم ادراك خطورة ما يرتكبونه من جرائم في حق هذا الوطن. ما هي قيمة "كاميليا شحاتة" وماهي قيمة "عبير" لكي تُزهق أرواح المسلمين والمسيحيين من أجلهما.. أسلمتا أم تنصرتا فلتذهب كل منهما إلي حيث ألقت من أجل أن تعيش مصر وتؤدي دورها الذي ينتظره أبناؤها وينتظره العالم منها كقوة محركة ومؤثرة في حركة العصر. ثم ما معني كلمة أو صفة "السلفيين"؟! إنهم يدعون انهم وحدهم الذين يسيرون علي نهج الاسلام الصحيح كما جاء به محمد صلي الله عليه وسلم قرآنا وسنة وسار عليه الأوائل ولكنني اؤكد أننا نحن المسلمين في مصر كلنا سلفيون ندين بالاسلام الصحيح الذي علمه سيد الخلق لاصحابه وانصاره وسار علي دربهم التابعون وتابعو التابعين إلي يومنا هذا. فلماذا إذن الفرز والتقسيم؟! ولماذا يدعون لأنفسهم ميزة يظنون انها ليست محققة فينا ويطلقون لأنفسهم العنان للتصرف بعيدا عن النظام والقانون؟! أخشي أن تنطبق عليهم الآية الكريمة: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا". أليس لهؤلاء الأخوة السلفيين أعمال يومية يسعون فيها ومنها علي أرزاقهم وارزاق أسرهم؟! لماذا يتركون هذه الأعمال ويشغلون انفسهم باسلام فتاة أو تنصرها أو الاستيلاء علي مسجد يكون تابعا لجمعية من جمعياتهم بدلا من أن يكون تابعا للأوقاف؟! أليست المساجد كلها لله ومقامة لغرض واحد وتؤدي رسالة محددة؟! أم أن الرسالة تختلف من مسجد إلي مسجد؟! والله ما أخر المسلمين علي مدي تاريخهم وجعلهم يتقهقرون إلي ذيل قائمة شعوب العالم وأممه إلا هذه الاختلافات السخيفة والتناحر بين بعضهم البعض علي صغائر الأمور وتوافهها. أما إذا كانت هذه الأحداث التي وقعت في امبابة وراءها تنظيم من البلطجية.. فان ذلك يعني اننا نتعرض لتآمر داخلي يقوده جهاز منظم يسعي لاسقاط الثورة.. كما نتعرض لتآمر خارجي من دول تتمني أن نحرق أنفسنا بأنفسنا وتقف هي شامتة تتفرج علينا وتسخر منا!! هل نحن شعب مغيب لنقع في هذه الفخاخ والشراك التي تنصب لنا بتعمد؟! مصر بكل فئاتها وطوائفها يجب أن تنضبط بقوة القانون.. ويجب أن تنجح الثورة التي سقط من أجلها ألف شهيد لنتحرر من ديكتاتورية الفرد والحزب.. وإلا فالبديل فقر وجوع ودماء وخسران مبين.