تبدو قرية الديابات التابعة لمركز أخميم وكأنها تعيش في العصور الوسطي.. ومع كل نظام يأتي تتجدد آمال وأحلام أهالي القرية التي يقترب عدد سكانها من ال 26 ألف نسمة في حل مشاكلهم التي يئنون من أوجاعها. ورغم ذلك فإن "الديابات" مجرد مثال صارخ للكثير من قري الصعيد يصم المسئولون أذانهم ويغلقون عيونهم عنها. ذهبت "المساء" إلي القرية واستمعت إلي مشاكل الأهالي.. يقول الدكتور عبداللاه صابر: إن القرية ينقصها الكثير من الخدمات بدءاً من الطريق الوحيد غير الممهد المؤدي إليها الذي أغفلته الوحدة المحلية بالحواويش من أي خطة للرصف. ليبقي علي حاله منذ قرون ترابياً ينثر الغبار علي المارين. يقول شيخ البلد فاخر فواز: إنه بسبب عدم وجود صرف صحي بالقرية فإن الأهالي يلجأون للصرف في الآبار التي أدت مع تزايد الكثافة السكانية إلي مشاكل صحية جسيمة وانهيار البيوت نتيجة ارتفاع المياه الجوفية وتلوثها. حتي أن توصيل القرية بشبكات الصرف الصحي بات ضرورة حيوية لإنقاذ حياة الناس وإصلاح الأوضاع البيئية. يكشف أحمد سعودي "جامعي" عن قيام بعض سيارات الكسح التابعة للوحدة المحلية بإلقاء مياه الصرف في الترع أو الأراضي الزراعية لاستخدامها بديلاً عن مياه الري. الأمر الذي يكسر جملة قوانين ويتسبب في أضرار إضافية علي صحة المواطنين والبيئة! يطالب حنفي حامد "مدرب كرة" بإحلال وتجديد الأسلاك الكهربائية التي يقول إنها عفا عليها الزمن. وتسببت في مصرع أحد أبناء القرية. بينما أعمدة الإنارة في الشوارع لا توجد بها لمبات وكأنها خيال مآتة. حتي مقابر "الديابات" لم تسلم من تقصير المسئولين.. هذا ما يقوله عبدالرءوف محمود سالم "بالمعاش" بعدما أصبحت في حالة يرثي لها وتجاهل مجلس المدينة وهيئة الآثار بسوهاج مطلب أهالي القرية بإعطائهم الأرض المخططة لجبانات المسلمين بالديابات التي تم جمع المبلغ المطلوب لجسها من أهالي القرية بعد أن تكدست مقابر القرية القديمة بالأموات. يضيف أن مماطلة المسئولين في تسليم أرض الجبانات للأهالي أدي لقيام البعض بالاستيلاء عليها. حتي الأطفال تلاميذ المعهد الديني لم يسلموا.. يقول أحمد صادق عبدالغني "بالمعاش" إنه تم نقل 186 تلميذاً وتلميذة بالمعهد من المبني القديم إلي معهد الديابات الإعدادي الذي يبعد عدة كيلو مترات مروراً علي الطريق السريع القاهرة- أسوان الصحراوي الغربي. مما يعرضهم للمخاطر. ويطالبون شيخ الأزهر بحل هذه المشكلة رحمة بهؤلاء التلاميذ الصغار وأسرهم. يعتبر محمود عبدالوارث "سائق" أن الوحدة الصحية بقرية الديابات وجودها والعدم سواء هي مجرد لافتة واستراحة للموظفين فقط تختص بقيد المواليد والوفيات وتطعيم الأطفال والحوامل دون تقديم الخدمات الطبية للمواطنين والمرضي رغم أنها تم تجديدها علي أعلي مستوي كمبني يحاكي المستشفيات الكبيرة لكن الجوهر شيء مختلف. حيث الطبيب غير متواجد غالباً. يشير عبده محمود فضل "موظف بالآثار" إلي وجود العديد من الأراضي الفضاء من أملاك الدولة يمكن الاستفادة منها لإنشاء الخدمات المحرومة منها القرية.