تنشر "المساء" شهادة اللواء محمد أحمد زكي قائد الحرس الجمهوري في أحداث قصر الاتحادية في التحقيقات التي أجراها المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الحالي لنيابة غرب القاهرة والذي كان رئيسا لنيابة مصر الجديدة وقت الأحداث والذي من المنتظر أن تستمع محكمة جنايات القاهرة إلي شهادته اليوم في قضية محاكمة مرسي و14 من قيادات الإخوان في الأحداث المعروفة إعلامياً ب"الاتحادية". قال اللواء زكي إنه في يوم 4 ديسمبر 2012 تجمعت حشود من الرافضين للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس السابق بمحيط قصر الاتحادية منددين بالإعلان الدستوري وكانت قوات الشرطة قد أقامت بعض الحواجز والأسلاك الشائكة بمحيط القصر لمنع وصول المتظاهرين له إلا أن كثرة الحشود الموجودة في ذلك اليوم أزاحت تلك الحواجز وأحاطت بقصر الاتحادي مرددين الهتافات الرافضة للإعلان الدستوري وشخص رئيس الجمهورية. وأثناء اقتحام المتظاهرين للأسلاك الشائكة المحيطة بالقصر أخطرت رئيس الجمهورية بوجوب مغادرته للقصر خشية وقوع أحداث وبالفعل غادر الرئيس إلا أن بعض المتظاهرين قاموا بإلقاء بعض الحجارة والأحذية علي مؤخرة موكب رئيس الجمهورية وغادر في أمان واستمرت تلك التظاهرات بمحيط القصر حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي دون أن يحدث أي محاولة لاقتحامه. وفي تمام الثانية فجر اليوم التالي تلقيت اتصالا تليفونيا من الرئيس السابق وأخبرني أن أمامي ساعة من الوقت لفض تلك المظاهرات من أمام قصر الاتحادية فأخبرته أننا لن نتمكن من هذا لأنه قد تحدث أحداث عنف جراء تدخلنا فضلا عن أن التظاهرات خارج القصر وليس من اختصاصنا فضها فأجابني: أمامك ساعة من الوقت لفض تلك التظاهرات والاعتصامات فانتهت المكالمة علي ذلك وبعد قليل اتصلت برئيس الجمهورية السابق بمسكنه إلا أنهم أخبروني أنه قد يكون نائما لأنه لا يجيب علي هاتفه فطلبت أن يتم إيصالي بالمهندس أسعد شيخة وكان يشغل منصب نائب رئيس الديوان لأنه كان قد غادر معه القصر وقمنا بمحادثته هاتفيا وأخبرته أن ما يطلبه الرئيس من فض التظاهرات والاعتصامات مستحيل تنفيذه فقال لي ولماذا تحدثني في هذا الأمر؟ إنه أمر من الرئيس وأنا كلمته لأني توقعت ان هو كان مع الرئيس السابق أثناء إصداره أمرا بفض التظاهرات والاعتصامات. وعقب ذلك حاولت الاتصال بالرئيس للمرة الثانية وبالفعل أخبرت الرئيس السابق بأنني أحتاج 24 ساعة لإنهاء أمر التظاهرات والاعتصامات بطريقتي الخاصة ولن نستخدم العنف فقال لي أنا بلغتك بالأمر أمامك ساعة واتصرف.. وقلت له إن شاء الله وأغلقت معه الهاتف وتوجهت لقصر الاتحادية وكان معظم المتظاهرين قد انصرفوا إلا بعض المتظاهرين الذين أقاموا خياما بجوار سور القصر ومسجد عمر بن عبدالعزيز وكان عدد الخيام في هذا الوقت لا يتجاوز ال15 خيمة وأصدرت تعليماتي لرجال الحرس الجمهوري بعدم الاحتكاك نهائيا بالمعتصمين طالما لم يحدث محاولة اقتحام للقصر الجمهوري بعدها توجهت لدار الحرس للراحة قليلا وعدت لقصر الاتحادية في الخامسة فجرا تقريبا وكان بعض الشباب قد وضعوا أسلاكا شائكة في طريق الدخول للقصر وهو طريق رئيس الجمهورية وطلبت منهم إبعاد هذا السلك عن الطريق واستجابوا بالفعل. وعقب ذلك دخلت القصر وجاءني المهندس أسعد شيخة في مكتب وكان يرتدي ملابس رياضية ففهمت أنه قضي ليلته في القصر عقب عودته وطلب مني أن نقوم بفض المعتصمين من حول قصر الاتحادية وإزالة تلك الخيام وأخبرته أننا لن نفعل ذلك لأن الخيام بها شباب وبنات وأطفال وأي احتكاك سيؤدي إلي كارثة فقال لي يا سعادة اللواء لازم تقوموا بفض تلك الاعتصامات فقلت له نرسل لهم اتنين من المساعدين لي لكي يتفاهموا مع هؤلاء المعتصمين وبالفعل أصدرت أمرا للعميد هشام رأفت قائد شرطة الحرس والعميد لبيب رئيس عمليات الحرس وطالبت بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين وبالفعل خرجا وأبلغاني هاتفيا بأن أي محاولة بالاحتكاك ستحدث أعمال عنف وطلبت منهما الدخول للقصر ثانية وقلت للمهندس أسعد شيخة لا يمكننا التعامل بعنف فقال لي: "إحنا هنتصرف وإن شاء الله إحنا النهاردة علي العصر سنفض الاعتصام ورجالتنا هيتصرفوا" وقلت له إن فعلتم ذلك فإن متظاهري التحرير سيتوافدون علي قصر الاتحادية.. فرد سنفض التحرير والاتحادية فقلت له كده هتودوا البلد في داهية. فصمت وانصرف. كشف اللواء زكي في شهادته أنه في الساعة العاشرة إلا ربع صباحا وصل رئيس الجمهورية السابق واجتمع بالفريق الرئاسي وحضرت أنا واللواء أحمد فايد واللواء أسامة الجندي مدير أمن الرئاسة ذلك الاجتماع الذي حضره كل من رئيس الديوان السفير رفاعة الطهطاوي والمهندس أسعد شيخة والدكتور أحمد عبدالعاطي وخالد القزاز وآخرون لا أذكرهم من الفريق الرئاسي وتناقشنا في أمر أن المتظاهرين اقتحموا المواقع المحيطة بقصر الاتحادية وقال الرئيس السابق آنذاك إنه لابد من فض تلك الاعتصامات لأن هذا المظهر لا يليق بقصر الرئآسة فأخبرته أن الفض بالعنف سوف يحدث كارثة فقال أنا لا أريد عنف ولكن تصرفوا لفض هذا الاعتصام وكرر اللواءان أحمد فايد وأسامة الجندي نفس الكلام لرئيس الجمهورية لكي لا يقع قتلي أو عنف مضاد وأنا قلت لرئيس الجمهورية اترك لنا الموضوع ونحن سنحاول التصرف بدون استخدام عنف. وعايز أقول إن المهندس أسعد شيخة قال بالنص في الاجتماع: "إن اللي هيقرب من قصر الاتحادية سوف يلقي حتفه" قالها قبل أن يدخل رئيس الجمهورية للاجتماع ولا أذكر أن رفاعة الطهطاوي أو أحمد عبدالعاطي قالوا شيئا بهذا الخصوص كانوا يستمعون لما نقوله فقط.. وانتهي الاجتماع دون أن يصدر رئيس الجمهورية قرارا بأي شيء سوي أنه قال لي بشكل مباشر اتصرفوا وفضوا هذا الاعتصام اليوم يم تلقيت إخطارا بأن رئيس الجمهورية سيغادر القصر بعد صلاة العصر علي غير عادته لأنه عادة يغادره بعد صلاة العشاء وتقريبا الساعة 4.30 أو الساعة 5 مساءً وصل لسمعنا أن مجموعة من الإخوان حضروا لمحيط قصر الاتحادية وأزالوا الخيام وفضوا الاعتصام وكان في هذه الأثناء الرئيس لم يغادر القصر. أضاف اللواء زكي: جاءني أسعد شيخة وقال لي: "ما رأيك سيادة اللواء في الناس اللي فضت الاعتصام وكان بيضحك ومبسوط" وقلت له: "انتوا هتودوا البلد في داهية". وغادر رئيس الجمهورية السابق القصر وحدثت بعد ذلك الاشتباكات وذهبت للمنزل وتابعت الأخبار من خلال التليفزيون وأثناء الأحداث تلقيت اتصالا من قائد مجموعة التأمين العميد خالد عبدالحميد وأخبرني بوجود مصابين أمام البوابة رقم 4 وأن المهندس أسعد شيخة يريد إدخالهم للقصر وهو ما استثارني جدا وأصدرت له أمرا بعدم دخول أي مخلوق للقصر أيا كان من سيصدر هذا الأمر حتي لو كان رئيس الجمهورية. وعند منتصف الليل جاءني أكثر من 6 اتصالات من رئيس الجمهورية السابق يطلب مني التدخل بالدبابات والمدرعات للفصل بين المتظاهرين وقال لي اتصل بالمهندس أسعد شيخة هو موجود مع المتظاهرين وهو يقولك تدخل منين بقواتك وقلت له أنا سأتصرف وسأذهب لقيادة الحرس. وأعتقد أن رئيس الجمهورية السابق عندما اتصل بي لأتدخل كان بعدما خرجت الأمور عن السيطرة من أنصار الإخوان المسلمين وبدأ المتظاهرون المعارضون يكون لهم الأغلبية علي أنصاره فاعتقد أن من حوله من قيادات رئاسة الجمهورية طلبوا منه أن يتدخل بأي شكل واتصل بي أيضا وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي وأخبرني أن الرئيس يحاول الاتصال بي وطلب مني أن أجيب اتصاله وكانت المكالمات بين منتصف الليل وحتي الثالثة صباحا وطلب مني الرئيس ألا أطلب الاستعانة لأن الداخلية ليس لها وجود وحوالي الساعة 4 الفجر قال لي: "انت لسة ما اتصلتش بأسعد ونزلت قواتك" فقلت له أنا مش هتصل بأسعد وهنزل قواتي طبقا للموقف علي الأرض وبالفعل قمت بإنزال القوات من ناحية المتظاهرين المعارضين في الخامسة أو السادسة صباحا وأقمنا الأسلاك الشائكة وكان ذلك بعد حدوث القتلي والإصابات في المتظاهرين وكان هذا الكلام أيام الرابع والخامس والسادس من ديسمبر .2012 استطرد اللواء زكي أنه تلقي ما يزيد علي 10 مكالمات من رئيس الجمهورية تتضمن الطلب منه القيام بفض الاعتصامات والمظاهرات باستخدام القوة وبدأت تلك الاتصالات بعد اتساع الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين ورفضت فض الاعتصام بالقوة نهائيا خشية حدوث خسائر كبيرة في الأرواح. ثم عاد اللواء زكي وقرر أن الرئيس السابق كان يطلب منه دائما أداء المهمة مع تجنب العنف قدر الإمكان وكان دائما يقول: "مش عايزين عنف ولا دم ولا قتلي" وأعتقد أنه كان يخلي مسئوليته في حال مساءلته عن تلك الأحداث والذي يؤكد ذلك أن كلامه كان متناقضا فكيف يطلب فض الاعتصامات بأي طريقة وبدون استخدام عنف. ودلل اللواء زكي علي كلامه بواقعة حدثت في السابع من ديسمبر 2012 بعد صلاة الجمعة عندما علم بوجود مؤيدي الرئيس السابق في ميدان رابعة العدوية ومسجد الرحمن الرحيم في صلاح سالم وسيتوجهون للاتحادية وأخبرت الرئيس بأنه لن يستطيع منع المتظاهرين المعارضين المحتشدين حول قصر الاتحادية من الدخول للقصر لأن أعدادهم غفيرة فقال: وإذا حاول أحدهم اقتحام القصر فماذا ستفعل؟ فقلت له: سأقبض علي أي من يحاول اقتحام القصر فقال: "لو حد حاول يقتحم القصر اضربه بالنار موته. أنا رئيس الجمهورية . وده أمر" والجملة دي قالها الساعة السابعة يوم الجمعة في اتصال هاتفي وطلبت منه محاولة منع مؤيديه من الوصول لمحيط قصر الاتحادية لكي لا تحدث كارثة فأجابني: "إن شاء الله مش هيحصل حاجة". كل تلك الشواهد تؤكد أن الرئيس السابق كان يعلم علم اليقين أن العنف سيحدث وأن الخسائر في الأرواح ستحدث وارتضي بذلك بدليل أنه وافق ولو ضمنيا علي أن يأتي أنصاره لمحيط قصر الاتحادية ويقوموا بفض الاعتصام بالقوة إن لم يكن هو الذي طلب من أنصاره المجيء للاتحادية لفض الاعتصام بالقوة وأنه بنفسه طلب مني مباشرة. مراراً وتكراراً. فض ذلك الاعتصام بالقوة. قال اللواء زكي إن الرئيس السابق كان يملك سلطاناً كبيراً علي مؤيديه بدليل أنه يوم الخميس عقب الأحداث كان رئيس الجمهورية السابق قد عقد مؤتمراً أمنياً وأصدر بياناً من رئاسة الجمهورية باسم الحرس الجمهورية لم أصدره أن علي جميع الحشود الموجودة بمحيط قصر الاتحادية إخلاء المكان فورا وبالفعل خلال ساعة لم يكن أحد موجودا بمحيط قصر الاتحادية وفي هذا التوقيت كانت الحشود الموجودة في شارع الميرغني هم مؤيديه فقط. وردا علي سؤال بوجود اتفاق بين رئيس الجمهورية السابق وبين أنصاره وبين قيادات جماعة الإخوان المسلمين علي فض اعتصام الاتحادية بالقوة قال اللواء زكي لم يحدث أمامي هذا ولكن ما حدث علي أرض الواقع من مجئ المؤيدين للرئيس السابق وفض الاعتصام بالقوة وما نجم عنه من قتلي ومصابين يؤكد حدوث هذا الاتفاق. أشار إلي أن الشرطة المدنية الموجودة بمحيط قصر الاتحادية قامت بأداء المنوط بها وحاولت الفصل بين الطرفين ولكن لكثرة الحشود وأتباعهم لم تستطع المقاومة وكان ينبغي علي الرئيس السابق أن يصدر أوامر لأعوانه وأنصاره بعدم المجئ لقصر الاتحادية مطلقا خاصة في وجود المعارضين لأنه كان من المؤكد معرفته بقدومهم لفض الاعتصام لأنه كان من المؤكد معرفته بقدومهم لفض الاعتصام بالقوة بدليل أن أسعد شيخة وهو نائب رئيس الديوان والملاصق لرئيس الجمهورية عندما طلب مني فض الاعتصام بالقوة ورفض أخبرني أن رجالهم سيأتون عصر ذلك اليوم لفض ذلك الاعتصام بالقوة فليس من المنطق أن رئيس الجمهورية لا يعلم لأن أسعد شيخة لا يستطيع إصدار أمر لأنصار الرئيس السيابق إلا بأمر الرئيس ذاته أو بعلمه. وأحب أن أضيف أن الرئيس اتصل بي هاتفيا وطلب مني أن أتصل بأسعد شيخة الموجود في صفوف المتظاهرين الآن لكي يخبرني كيف سأدخل بقواتي للفصل بين الطرفين. ورفضت ذلك وهذا يؤكد علم الرئيس اليقيني بكل ما يدور وكل ما دار.