أكد عبدالحليم محجوب عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان انشاء مستشاريه الأمن القومي هو السبيل لتحقيق المواجهة الحاسمة للإرهاب خاصة وانها ستضم تحت مظلتها الأجهزة المعنية لضمان التنسيق وتوحيد الرؤي والجهود في التعامل مع الظروف الراهنة. قال أن تراجع الإسلاميين في تونس يعني سقوط خط الدفاع الأخير عن الاخوان الذي اصبحت عملياتهم تمثل انتقاماً وثأرا وليس تعبيراً عن موقف سياسي مؤكداً أن تهورهم يزداد مع تحقيق خطوات علي الأرض نحو استكمال خارطة المستقبل. أوضح أن جموع الشعب قد اختارت المشير "السيسي" عن وعي وإدراك بأهمية تولي قيادة الوطن في هذه الظروف ومع كثرة التحديات التي تحيط بنا شخصية قادرة علي ادارة شئون البلاد بحكمة واقتدار. * كيف ترون الوضع الراهن في مصر مع تصاعد موجات الإرهاب؟ ** المشهد الحالي يعبر عن حاله انفعال شديدة يعيشها الاخوان اكثر منه سياسة ممنهجة فهم يقومون برد الفعل تجاه ما يحدث علي الأرض من تطورات سياسية بهدف عودة قياداتهم إلي تصدر المشهد وكلما سرنا خطوات للأمام يشعرون بأن النفق الذي وضعوا فيه يطول واعصابهم تحترق وتصرفاتهم تصبح أكثر تهوراً فما يقومون به من عمليات لا يمثل اطاراً سياسياً بل انتقاماً وثأراً وسوف ينجح المجتمع في القضاء عليه عاجلاً أو اجلاً. موجه الإرهاب * وهل هذا يعني أن الإرهاب في مصر سوف يستمر طويلاً؟ ** من يتبنون هذا الاتجاه يقارنون بين الوضع الحالي وموجه الإرهاب التي استمرت 12 عاماً في الماضي بداية من عام 74 بتنظيم الفنية العسكرية مصالح سرية وانتهت بمقتل السادات ولكن الآن الأمر مختلف لأن كثيراً من الإسلاميين الذين كانوا يقودون العمليات الإرهابية اصبحوا ضد الإخوان. وثانياً ان ما يحدث الآن يتم من خلال توجيه خارجي وتعليمات التنظيم الدولي أو قوة مالية من خلال تركيا وقطر واعتقد أن المعالجة السياسية ستمثل خطوات علي الأرض تجعل من الحصار يضيق عليهم واتوقع من خلال عام انحسار شديد للإرهاب لانهم بدأوا يفقدون التعاطف الدولي والداخلي. *البعض يطالب بضرورة اجراءات استثنائية لمواجهة ما يحدث؟ ** الجيش والشرطة يقومان بدورهما علي أكمل وجه وفرض الطواريء لن يضيف جديداً وعمليات الملاحقة الأمنية متاحة ولكن ينتقدها البعض لذلك لا سبيل من المواجهة إلا بالمعالجة السياسية وتحقيق خطوات علي الأرض من خلال خارطة المستقبل حتي يضيق الحصار عليهم. حصار الإخوان * كيف نتحدث عن حصار الإخوان في ظل وجود تعاطف عربي مثل تونس؟ ** تونس تعيش الآن في المرحلة التي عشناها مع مرسي في العام الماضي. بمعني أن هناك تدخلاً في العملية السياسية من جانب الحركة الإسلامية والاتراك يمارسون نفس الدور بعرض اقامة المزيد من الشركات وضخ الاموال ولكن المجتمع التونسي اكثر انسجاماً واكثر ليبرالية وتطلعا للحرية بحكم ثقافته الأوروبية وما يحدث فترة مؤقتة تمثل خط الدفاع الأول عن التوجه الإسلامي في تونس واذا فشلت سيكون هذا في صالح العملية المصرية حيث سيفقدون فرصتهم في أي تواجد كذلك اذا افرزت الانتخابات الجزائرية القادمة فوز غير الإسلاميين سيمثل هذا حصاراً علي الإخوان المسلمين. الدفاع الوطني * يطالب البعض بدور اكثر فعالية لمجلس الدفاع الوطني في الظروف الاستثنائية؟ ** يجب أن تفرق بين مجلس الدفاع الوطني الذي يعني المخابرات العامة ومجلس الدفاع الوطني الذي قام بتشكيله الرئيس السادات في عام 71 لانه كان بدون فاعليه حقيقيه وفي كل الأحوال فانا افضل أن يكون لمجلس الدفاع الوطني مستشارين أمن قومي ينضوي تحت مظلتها جميع الأجهزة الأمنية وتقوم بالتنسيق فيما بينها وتحديد الأولويات القومية وادارة العلاقات مع باقي القوي فهذا هو الأفضل لتحقيق المواجهة الحقيقية. الرئيس والاستقرار * يربط البعض بين وجود رئيس منتخب وحدوث استقرار بالبلاد؟ ** سواء اجريت الانتخابات الرئاسية الآن أو تأخرت بعض الوقت فالأخوان سيظلون في حاله تصعيد طوال الوقت ولذلك لا يجب الربط بين الاثنين وعلينا الاسراع بخارطة الطريق حتي تتقدم البلد لأن الحكومة المستقرة سيكون امامها عدد من السنوات وبرنامج واضح للتنفيذ وسيتابع الشعب مدي الانجاز من خلال برنامج زمني محدد ولذلك ستكون الاحكام اكثر موضوعية وهذا هو السبل الوحيد لاسكات الإخوان. اختراق الشرطة * ما حقيقة ما يتردد أنه تم اختراق جهاز الشرطة؟ ** لا يوجد جهاز في العالم يعصي علي الاختراق خاصة اننا نعيش في ظل حالة ضبابية فهناك من يفكر ثورة يناير من الاساس وهناك تسجيلات يتم اذاعتها وهذا الغموض في رأيي يسمح بأن يحدث الاختراق الذي يتحدثون عنه خاصة أن 40% من الشعب أميون لا يحركهم سوي مصلحتهم المباشرة ومن الطبيعي أن يتم تجنيدهم خاصة وأن التيارات الدينية حصلت علي فرصة لم تحصل عليها أي قوي سياسية حتي الحزب الوطني في اوج مجده فهؤلاء متواجدون في كل مكان في القري والنجوع والكفور ولا مجال لمواجهتهم إلا بالقضاء علي الآمية والفقر. دور الشباب * هذه المرحلة تستوجب توظيف كل الطاقات وعلي رأسها الشباب.. فكيف يتحقق ذلك؟ ** دولة مبارك كانت في خصومة مع الشباب بسبب غياب تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ولا بديل امامنا للاستفادة من الشباب إلا بتوفير مشروع قومي أو فكره عامه يستوعبهم ويفرغون فيها طاقاتهم بالاضافة إلي تحقيق العدالة التي يرتضونها ففي هذه الحالة فقط نستطيع القول اننا حققنا الاستفادة المثلي من الطاقات الشبابية ويحضرن هنا مع الفارق منظمة الشباب التي خرجت للنور في الستينيات حيث إنها أخرجت مجموعة من الكوادر والقيادات التي ظلت تمارس عملها العام لسنوات طويلة ونحن في حاجه إلي ذلك مع مراعاه تطور الزمن واختلاف الظروف. ترشح السيسي * وكيف ترون ترشح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية؟ ** لا شك أن هناك اجماعاً من الشعب علي أهمية قيادة المشير السيسي لهذه المرحلة الخطيرة والحاسمة من تاريخ مصر ولكنني في نفس الوقت اطالب الاعلام بأن يكون أكثر هدوءاً وعقلانيه ويعلم أن الشعب ليس في حاجه إلي توجيه ولا لسياسات الحشد فهو اختار السيسي عن وعي وادراك.