هل بات الرئيس المخلوع حسني مبارك عبئاً علي جميع الأطراف الفاعلة في مصر وخارجها؟ عبء ثقيل للغاية.. فالرجل المريض نزيل مستشفي شرم الشيخ الدولي يصيب مصر وبعض الأنظمة العربية بالمرض والسقم طالما ظل علي قيد الحياة يمارس حياته بعيداً عن أسوار الحبس الاحتياطي علي ذمة القضايا المتهم فيها. إن وجوده هناك ورطة كبري لمؤسسات الدولة في مصر ورحيله عنها مأزق أكبر. وليس سراً. ان مسألة محاكمته باتت قضية عربية بامتياز وليس شأنا داخليا صرفاً. جثة مبارك الحية باتت مثل كرة اللهب تتقاذفها جميع الأطراف خشية أن تحرق أياديها. لكن هل يطول هذا الوضع؟ في ظني لا. فالشواهد تدل علي أن هذا الاسبوع سيكون أسبوع الحسم وتحديد المصير. ببساطة لأن لا أحد ينسي أن هناك رئيسا متهماً يجب محاسبته في نهاية المطاف واللعب علي عامل الوقت لا يجدي في هذا الصدد. ان البحث عن حلول مبتكرة لمشكلة حسني مبارك يريح الجميع. ودعونا نكون عمليين في هذه الجزئية. ولا يعني ذلك بالطبع إعفاءه من الحساب والمسئولية عما حدث سواء أثناء ثورة 25 يناير أو طوال فترة عهده الرئاسي. من هذا المنطلق لماذا لا يتم وبجرأة فتح نقاش عام حول طريقة التعامل مع الرئيس السابق المخلوع؟.. ولماذا لا يتم التفاوض معه مثلا علي إعادة الأموال المنهوبة والمهربة إلي الخارج مقابل التغاضي عن بعض جرائمه التي يحقق فيها القضاء؟ ولماذا لا تتم مطالبته بالاعتذار علناً للشعب المصري عما ارتكبه من جرائم أو مخالفات وباعتبار انه اجتهد وأخطأ وأصاب شأنه شأن أي انسان غير معصوم من عوامل الضعف البشري التي خلق الله عليها الانسان. هنا. لا أصادر علي حق الشعب المصري في التعامل الأمثل مع حالة مبارك ولا أعفيه من الحساب. وإنما أريد أن يكون التعامل معه حصيلة نقاش عام. لأن وضعه هكذا يعيقنا عن التفرغ لحل باقي مشاكلنا والتقدم إلي الأمام.