تحول المصرف الخيري بالبحيرة إلي بؤرة خطيرة للتلوث. بسبب قيام العديد من القري بإلقاء مياه صرفها الصحي الملوثة فيه. ورغم ذلك لايزال مصدر الري الوحيد لآلاف الأفدنة من الأراضي التي تزرع أكثرها بالخضراوات. يوضح المهندس محمد عزت من ابناء ادكو أن المصرف تلقي فيه يوميا عشرات الأطنان من الملوثات . ناهيك عن إلقاء البعض للحيوانات النافقة به. مما جعل مياهه تنبعث منها رائحة نتنة ويتجنب المارة المرور بجواره. أضاف أن ضفتي المصرف الذي يخترق العديد من القري. قد تحولتا إلي مقالب للقمامة والمخلفات . بسبب السلوكيات الخاطئة لبعض الأهالي. مؤكدا أنه رغم تلوث مياه المصرف الخيري فإن الآلاف من المزارعين يضطرون إلي ري حقولهم من مياهه لنقص مياه الري في الترع. وعدم وصولها إلي النهايات. ليصابوا "بالحكة" والهياج الجلدي في الأيدي والأرجل نتيجة ملامسة أيديهم وأرجلهم للمياه الملوثة. يوضح أن المزارعين باتوا يحرصون علي ارتداء البوت و"الجونت" البلاستيك عند ري الحقول. مضيفا أن مساحات كبيرة من هذه الأراضي التي تروي بمياه الصرف منزرعة. يقول المهندس حسانين المصري مدير الجمعية الزراعية المركزية السابق ومن ابناء المحمودية إن أكثر من 300 ألف فدان تتغذي بمبيد قاتل اسمه مياه الصرف الصحي بارجاء محافظة البحيرة حيث انتشار الترع والمصارف التي تحولت إلي برك قذرة ومستنقعات آسنة. الأمر الذي يهدد الزراعات ويشكل خطورة بالغة علي حياة الأهالي. يؤكد زاهر ساري رئيس الجمعية الزراعية المركزية للاصلاح الزراعي بالبحيرة ان هناك أكثر من 200 ألف فدان تروي أراضيها بمياه الصرف الصحي من المصرف الخيري الممتد لمسافة 45 كيلو متراً والواقع بمراكز دمنهور وأبو حمص والمحمودية وادكو ورشيد. حيث انه المصب الرئيسي لمحطات الصرف الصحي بهذه المراكز. محذرا من خطورة المياه غير المعالجة علي الزراعات الأمر الذي يؤثر بالسلب علي خصوبة الأراضي ويفقدها القدرة علي إنتاج محاصيل جديدة بسبب تراكم العناصر الثقيلة لافتا إلي أن المزارعين يعتمدون علي هذا المصرف كمصدر رئيسي مستخدمين ماكينات الرفع التي تخرج ممتلئة بالمخلفات الصلبة والأصباغ الصناعية والكيماويات ويناشد بضرورة توسعة وتطوير ترعتي ناصر وهلوتة اللتين من المفترض انها تمدان هذه الأراضي بمياه النيل. يتفق معه المزارع محمد فتحي مؤكداً ان فصول هذه الكارثة اكتملت بري أكثر من 170 فداناً بمياه الصرف الصحي من خلال ترعة ساحل مقرص التي امتلأت بالمخالفات الآدمية والحيوانات النافقة واستغلها أهالي 35 قرية بمد مواسير الصرف الصحي إلي مجري الترعة فأصبحت مصبا رئيسيا لمسافة 50 كيلو متراً للصرف الصحي مما يهدد بحدوث كارثة محدقة تتسبب في تلف الزراعات وظهور أمراض نباتية مثل النيما تودا وسوسة النخيل. أما المزارع إبراهيم كامل فبصف هذه المشكلة بالمهزلة الكبري ويدعو المسئولين لزيارة مصرف كوم حمادة الواقع بين مركزي الدلنجات وكوم حمادة وهو مصرف زراعي إلا انه تحول إلي مصرف للصرف الصحي حيث انه يروي نحو 18 ألف فدان بمياه تحمل الجراثيم والميكروبات مضيفا ليس أمامنا سوي هذا المصرف لري أراضينا بدلا من تركها تبور. طالب مديرية الري بتطهير الترع. وتوفير مصادر ري بديلة عن المصرف. والبدء في إدخال الصرف الصحي للقري الواقعة علي المصرف.