بعد قيام ثورة يناير تحول غالبية الشعب لمحللين ومنظرين سياسيين.. الجميع جلس خلف الشاشات يتابع فقرات "التوك شو" والجميع يرفض بمعني أننا تحولنا لفريقين والصراع أصبح علي أشده كل فريق يحاول أن يثبت أنه الأقوي!! نسي هؤلاء جميعاً أن بعد ثورة 25 يناير ومرورنا بتلك التجربة المريرة من حكم الإخوان. كان لابد من الوقوف والنهوض سريعاً للبناء. وأن يتحول أهل الاختصاص كل لعمله فمن ينظر ومن ينفذ ومن يبني. وكان علينا أن نتحول لأكثر من تسعين مليون بناء لبناء تلك البلدة المنهارة.. الوطن حبيس الصراعات بين "مع" و "ضد". ولأن الشباب هم شعلة تلك الثورة في 25 يناير و30 يونيه فقد بدأوا مرحلة البناء وإن لم تتحول بعد لتسعين مليون مصري يسعي لبناء وطنه. لذا قررت جمعية سواعد شباب مصر أن تبدأ عملها منذ أشهرت في شهر سبتمبر 2011 بعد الثورة الأولي وأن تعمل علي محاور أساسية لتقديم خدمات للمواطن العادي دون السقوط في منزلق جمع التبرعات التي كانت في فترة ما مسار شبهات.. قررت أن تبدأ بالعمل وتقدم أولاً فجمعوا من المؤسسين أولاً ما يضمن نهوضهم وقرروا العمل علي محاور رئيسية هي برنامج تزوج بجنيه واحد وابدأ مشروعك بجنيه وعلم ابنك بجنيه.. مع برنامج للثقافة يصل إلي أغلب الشعب وبسطاء الناس. تقول حنان النشرتي رئيسة الجمعية: إن الأمر لن يستقر بدون مشروع ثقافي كبير يقوم علي تثقيف المجتمع أولاً ليستجيب للفكرة فقررت هي وأعضاء مجلس الإدارة عمل نوادي أدب حرة لا تتقيد إدارياً بالأفكار العقيمة التي جعلت من الثقافة في مصر مرتكزاً للتخلف والرجعية وإنما القيد الوحيد الملزم في تلك النوادي هو الابداع. لذا وضعت بعد اللجوء لعدد من الكتاب والمفكرين ذوي الانتماء والدور الثوري لعمل برنامج ثقافي سنوي يتضمن إقامة المهرجانات والندوات التي يحضرها ويشارك فيها المواطن العادي وليس المثقف فقط أو كالتي تدار في وزارة الثقافة التي لا يحضرها إلا الأدباء أنفسهم مما لا يضيف للشارع المصري. جاءت الفكرة من منطلق أن تجريف مصر لم يتم إلا بعد هدمها وتجريفها ثقافياً. وفي هذا السياق تتحدث حنان النشرتي وأحمد أسامة وفريق عملهم يوم الثلاثاء القادم في نقابة الصحفيين بندوة الجيل الجديد عن تلك التجربة والدعوة لنشرها ودعمها لنحرر مصر من حالة الفوضي والهمجية التي انتشرت في المجتمع المصري وإعادتها لدورها الريادي ولهذا جاء الدور علي سواعد شباب مصر بعد أن رفعوا شعارات الثورة أن يرفعوا شعار معاً لبناء مصر.