يبدو أن كوارث غرق الأراضي الزراعية والمنازل بسبب ارتفاع منسوب المياه في الترع أو لوجود انهيارات في محطات الصرف الصحي أصبح عرضا مستمرا فبعد غرق الأراضي الزراعية والمنازل في نصر النوبة بأسوان بسبب ارتفاع منسوب المياه في ترعة توشكي ثم غرق أكثر من 300 فدان بطما بمحافظة سوهاج بسبب انهيار أحواض الصرف الصحي. ثم غرق منازل الصف بالجيزة في مياه المجاري. وغرق قري بأكملها في الفيوم بسبب اتفاع منسوب المياه في مصرف البطش. جاء الدور علي بني سويف لكنها المرة الثانية التي تتعرض فيها أراضيها للغرق. فقد غرقت الأراضي الزراعية التابعة لجمعية النيل التعاونية الزراعية لاستصلاح وتعمير وتنمية الأراضي شرق النيل ببني سويف للمرة الثانية خلال ستة أشهر في مياه المجاري وتلفت الزراعات وضياع المحصول والأراضي الزراعية بخسائر تصل إلي ملايين الجنيهات لتسرب مياه المجاري من محطة الصرف الصحي المجاورة للجمعية. انتقلت "المساء" إلي هناك حيث غرفت وتلفت محاصيل الطماطم والبنجر والبصل والحبة السوداء وأشجار المانجو في مياه المجاري. تقابلنا مع الحاج سلامة عبدالعظيم الناظر "رئيس مجلس إدارة الجمعية" والذي قال: جمعية النيل تمتلك خمسة آلاف فدان بعد أن تسلمت العقد الابتدائي من إدارك أملاك الدولة ببني سويف وسداد كافة المستحقات وهي مقسمة إلي 250 قطعة كل قطعة مساحتها 20 فدانا وهي تضم 250 عضوا كل عضو يمتلك 20 فدانا تفريبا وبالجمعية مشروع للري عبارة عن ترعة وفروعها من مياه نهر النيل ونظرا لسوء تبطين الترعة حدث تسرب منها للأراضي المجاورة مما أدي إلي أن الأرض "طبلت" وبمجرد توقف ضخ المياه بالترعة تعود المياه بالأملاح التي تؤثر علي الأراضي الزراعية. أضاف ان 3500 فدان من المساحة الكلية مزروعة بمحاصيل الطماطم وبنجر السكر والقمح والبرسيم والبصل والشيح البابونجي الذي يصدر للخارج والزيتون والبرتقال والرمان والعنب. وحول الصعوبات التي تواجه المزارعين قال ان المشكلة الرئيسية هي مياه الصرف الصحي التي تغرق الأراضي الزراعية بين الحين والآخر لافتا إلي أن محطة الصرف الصحي الخاصة بمدينة بني سويف الجديدة ومصانع المنطقة الصناعية الخفيفة والمتوسطة انشئت منذ خمس سنوات بالقرب من أراضي الجمعية وقد صممت لاستيعاب عدد محدود من السكان والمصانع إلا أن التوسع وازدحام المدينة بالسكان وإنشاء العديد من المصانع أدي إلي عدم استيعاب المحطة لكمية الصرف الواردة إليها مما يؤدي إلي قيام العاملين بالمحطة بصرف المجاري في الجبل بعد أن تمتلي الأحواض الخاصة بها موضحا عندما أراد استدعو المحطة حماية أراضي الجمعية أقاموا ساترا من التراب إلا أنه من شدة اندفاع المياه وزيادتها تسببت في انهيار السد الترابي وأغرقت الزراعات الخاصة بالجمعية وقد حدث أكثر من مرة مما أثر علي الجمعية تأثيرا سلبيا لافتا إلي أنه حدث في يونيه الماضي نفس الموقف حيث غرقت مياه الصرف الزراعات وقدرت الخسائر بنصف مليون جنيه وأقامت الجمعية دعوي قضائية ضد شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف مالكة المحطة التي تسببت في تلف المزروعات. وتحدث سليمان محمود فرج "أمين صندوق الجمعية" حول الأضرار التي وقعت مؤخرا قائلا فوجئنا خلال الأيام القليلة الماضية بتكرار نفس المشكلة وغرق الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي "المجاري" والتي كانت مزروعة بمحاصيل الطماطم والبصل والشبح البابونجي "نباتات طبية" والبلجة حوالي 80 قدانا غمرتها المياه بارتفاع 80 سنتيمتر تقريبا ولان طبيعة الأرض جبلية تسربت المياه إلي الأراضي المجاورة المنخفضة وأثرت بالسلب علي 100 فدان أخري. هذا بخلاف "260" فدانا مغمورة بمياه الصرف علي مدار العام نظرا لانخفاض منسوبها عن باقي أراضي الجمعية ولا يستطيع أصحابها زراعتها منذ إنشاء محطة الصرف الصحي أي أن المساحة الكلية التالفة من الأراضي الزراعية التابعة للجمعية نتيجة تسرب مياه المجاري من محطة الصرف 240 فدانا لا تزرع علي مدار العام. أكد محمد توفيق محمد "أحد أعضاء الجمعية المتضررين" علي انه يقوم بزراعة 20 فدانا. منها 10 أفدنة شيح بابونجي ومتعاقد مع إحدي الشركات علي توريد المحصول الذي تصل كميته إلي 15 طنا تشيح أخضر في نهاية المحصول وتقوم بزراعة 10 أفدنة أخري قمنا بعد أن تكلف هذا العام 22 ألف جنيه لشراء ونقل السباخ والكيماوي والبذور إلا أنه فوجئ بانهيار السد الترابي المجاور لأرضه نتيجة ارتفاع وشدة مياه المجاري مما أدي إلي غرق الأرض المزروعة بالشيح والقمح حتي شبكة الري المصممة للزراعات تلفت تماما من شدة اندفاع مياه الصرف الصحي. قال عيد السيوي عضو لجنة الزراعة ومصطفي عبدالحميد عبدالغني عضو لجنة الري بالجمعية انه فور غرق الأرض بمياه المجاري أسرعوا إلي المهندس محمود أبوزيد رئيس جهاز مدينة بني سويف الجديدة ليشكو له حالتهم إلا أنه فاجأهم بأنه ليس مسئولا عن محطة الصرف الصحي وما ينتج عنها من تسريب من مياه للأراضي المجاورة وإنما المسئول هو شركة مياه الشرب والصرف الصحي!! أضاف ان مجلس إدارة الجمعية لجأ إلي المستشار محمد مجدي البتيتي محافظ بني سويف والذي استمع إليهم وعلي الفور قرر تشكيل لجنة مكونة من رئيس جهاز المدينة ورئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي والعميد أحمد زكي رأفت السكرتير العام المساعد للمحافظة ومحامي الشركة حاتم عبدالهادي واجتمعنا جميعا واستمعوا لشكوانا المتكررة من تسرب مياه المجاري وتبين من المناقشات ان وزارة الإسكان قررت اعتماد 25 مليون جنيه لإقامة توسعات بمحطة الصرف الصحي والأحراض وخلافه لعدم تكرار تسرب المياه. أكد سيد مختار مرزوق "أحد أعضاء الجمعية" انه سبق أن تضرر من مياه الصرف الصحي في شهر يونيه الماضي وحرر محضرا برقم 2196 إداري مركز بني سويف لسنة 2013 والجمعية قامت بتحرير محضر تحت رقم 2195 إداري مركز بني سويف لسنة 2013 وقدرت الخسائر ب 370 ألف جنيه في حينها. أضاف: نفس المشكلة تكررت منذ غعدة أيام فقد غرق 100 فدان وحرر محضرين هما 31 أحوال و32 أحوال لسنة 2013 مركز بني سويف وقررت نيابة مركز بني سويف تشكيل لجنة من الزراعة والجمعية الزراعية لتقديرهم الخسائر وحضرت لجنة للمعاينة من مديرية الزراعة والجمعية الزراعية بقرية سنور التابعة لها الجمعية وقدرت الخسائر بحوالي 700 ألف جنيه يخصم منها 500 ألف جنيه و200 ألف جنيه لكل من العضوين محمد توفيق محمد وسامية عبدالله حنفي وهي تلف زراعات الطماطم والبنجر والبصل وباذنجان وعطر وشيح بابونجي بعد المعاينة علي الطبيعة.