أعلن الناشط اليساري أبو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع السابق ترشحه لرئاسة الجمهورية. إذا ما اختارته قوي اليسار المصري ليكون مرشحها للرئاسة. أكد العامل أبو العز الحريري كما يحب ان يصف نفسه في حديثه "للمساء" ان نيته للترشح للرئاسة كانت محسومة حتي يوم 12 مارس الماضي. والذي شهد فشل آخر محاولة لانقاذ حزب التجمع حسب قول الحريري. إلا أن الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب لم يستجب.. كما يؤكد الحريري بل واحدث السعيد شرخاً عنيفاً بالحزب ادي لانسحاب 75 عضواً من القيادات وانضم اليهم قيادات عديدة من مختلف المحافظات واليوم.. اصبح الكل منضويا تحت التحالف الشعبي الاشتراكي. أضاف الحريري رغم ان محاولة انقاذ التجمع لم توفق وساهم ذلك في عدم تجميع صفوف اليسار في كيان موحد الامر الذي يضعف المعركة الرئاسية لحد ما. إلا أنني اعتقد ان مصر تمر بمرحلة تمتاز بحدوث متغيرات يومية.. يومية.. تأتي بما لا يتوقعه أحد. ستكون حينها سلبيات كثيرة لكن الايجابيات ستكون في المحصلة النهائية أكبر وربما تفرز مجلسي شعب وشوري بشكل جديد وساعتها سأتبني موقف اليسار علي ان يكون مفرزاً لمرشح للشعب كله. قال اذا ما اخترت من قبل قوي اليسار سأكون مستعداً. خاصة وانني واقعيا امتلك مقومات عدة من ادراك عام متتابع ومتجدد ومتوال لمجريات الحياة في مصر علي مدي 45 عاما منها 35 داخل التجمع و10 سنوات قبل التجمع كانت ايضا مسيسة في منظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي.. اضافة لاسهاماتي في كل التكوينات من اجل الحريات والديمقراطية والتغير بشكل عام. وأهم شيء توافر اساسيات اتخاذ المواقف الايجابية. ان مصر تحتاج لكفاءه تستند لموقف نضالي انني بشكل عام احتفظ بحالة من الرفاقية والزمالة مع كل صفوف اليسار وكل توجهات النضال العام انطلاقاً من قناعتي ان التوجه العام لصالح الوطن يستوجب التفهم والتفاهم وهذان يخلقان ارضية خصبة للحوار الذي اسعد بأن يكون مع المتناقضين قبل المتفقين. ذلك جوهر الديمقراطية وجوهر الحوار. واعمالاً للامر الآلهي "ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" صدق الله العظيم. مع اننا ليس بيننا وبين أي مواطن أو فصيل سياسي وطني عداوة. فلقد خلقت الثورة واقعا سياسيا جديداً اعطي امثالي مقادير أو اقدارا من الدعم الشعبي. لم تكن تجد الظروف المناسبة للتعبير عنها فيما قبل الثورة واصبحت الآن اكثر اتساعاً. ان ما اشرت اليه يوضح ما اعانيه. انا وامثالي من مرشحي الرئاسة من ضعف الامكانات المالية بالاعتماد علي التاريخ النضالي. ما برنامجك الانتخابي لاصلاح البلاد وللعبور بها من المرحلة الحالية؟ ** بعد الثورة تأكدت مصداقية رؤي القوي الوطنية. في ان مصر تحتاج لبرنامج انقاذ للانتقال من وضعية النظام البائد لارضية تناسب الانتقال لوضع افضل. وهذه المرحلة ببرنامجها الذي اسميته ببرنامج عام مشترك تمتد إلي سبع سنوات علي الاقل. ويمكن الحديث هنا عن التمايزات في الرؤي الاقتصادية والاجتماعية. كما انه لا يمكن النظر للمستقبل دون تصفيه الفساد "سياسات ومؤسسات وافراد" ومن الضروري محاكمة كل الجناة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وعزل قوي الثورة المضادة عن توظيف القدرات التي امتلكتها خلال العهد البائد الظالم. مع استنهاض همم الشعب لانجاز ما يتوافر لدينا من امكانيات ومشروعات ليست في حاجة ماسة إلي تمويل اجنبي. كما ان لملمة الاقتصاد المبعزق والمهمل وجهد العمل المتعطل عن الاداء يمكن ان يسهم بقدر كبير في خلق بنية اساسية. كل ذلك لابد ان يكون مصحوباً ببنية اساسية وهي مخرطة الحياة في كل نواحي النشاط الانساني من المنزل إلي المدرسة إلي المصنع فالمؤسسات النقابية ومجلس الشعب والاعلام. وذلك يؤدي إلي خلق حالة عامة تصلح للاختيارات المختلفة "يميناً أو يساراً" مع اني اثق ان اليسار سيجمع كل المقومات الايجابية من كل الاتجاهات. ألازال حزب التجمع هو المعبر عن اليسار أو بيت اليسار كما يطلق البعض.. أم ان اليسار اصبح له بيت جديد؟ ** لقد انتهي التجمع وخرجت افضل كوادره واصيب بحالة رفض جماهيري غير مسبوق. ولم اعد اري فيه املاً لكي يصبح حزباً. إن وجود السعيد علي رأسه والترتيبات التي يقوم بها كتعديل المادة 8 من لائحة الحزب. والتي تسمح بديمومة الرئاسة أو بعناصر بديلة له من نفس اتجاهه أو أقل كفاءة منه. ويؤكد الحريري لن يصبح التجمع حالة جاذبة لعناصر شبابية "راديكالية وعادية" خاصة ان الوسائل التكنولوجية مثل النت وخلافه خلقت بدائل تعوض عن الكيانات الحزبية وان كانت في بعض الاحيان أفضل. ويبقي الاطار العام لليسار. ورؤيتي انه يستفيد الآن من دروس الماضي وازمته في عدم الوصول إلي مقدمة قيادة الثورة وإدراكه الجيد الآن لطبيعة المرحلة ولضروريات التوحد. واعتقد انه سيكون في مقدمة ملتقي وطني مدني واسع. وهي القوي التي تسعي إلي دولة ديمقراطية تتسع لكل الوان الطيف. كل بقدر رؤاه وعطائه الجماهيري. وتأييد الجماهير له. ويقيني ان اليسار ما بعد بدايات الثورة دخل في حالة من التجدد والتطور اتمني ان يواصلها خاصة في سرعة اعداد وصقل قيادات وسيطة تكون مقدمة لقيادات اكثر شبابية واكثر طموحاً. وهذا علي كل حال لا يرتبط بمرشح الرئاسة. ولكن يؤثر فيها خاصة ان الرئاسة لم تعد مرحلة واحدة. وانما مرحلتان. وخلال السنوات الأربع يمارس مرشح اليسار "كغيره" دوره كرئيس ظل يقارع الرئيس المنتخب سياسة بسياسة. وحجة بحجة فالرئاسة ليست حالة انتخابية. وانما فعل نضالي سياسي مستمر ذو طابع عام اكثر من عمومية الحالة الحزبية. اذكر كنا في التجمع عام 1998 قررنا ان يكون للتجمع مرشح دائما للرئاسة حتي لو تغير شخص المرشح.. ولم يحدث!! إلا ان المجموعة التي خرجت من التجمع بعد ان انتكست رئاسته به إلي مالا جدوي منه. ولا أمل في إصلاحه. سعت إلي توحيد صفوف القوي اليسارية التي كانت قد بدأت العمل لتأسيس احزاب مستقلة لها. واستطيع القول انها الآن جميعاً بصدد التوحد في التحالف الشعبي الاشتراكي. ومن هؤلاء القادة "الدكتور ابراهيم العيسوي. عبدالغفار شكر. محمد صالح. عادل المشد. حمدي عبد الحافظ. الفنان خالد الصاوي. وغيرهم من قيادات المجموعات اليسارية التي انضمت للتحالف. كما بدأنا نتلقي طلبات عضوية من عناصر تري في التحالف إطاراً يستوعب البرجوازية المصرية والطبقة الوسطي. إضافة لجموع العمل والفلاحين والخرجين بشكل عام وهذا سيجعل من تركيبة التحالف اطاراً أوسع يشمل ويمثل اكثر من 75% من الشعب المصري. من حيث التعداد والمصالح ويمثل كل الطموحات الوطنية في الحرية والاستقلال. يضيف.. سوف نختار "3 قيادات" كوكلاء للمؤسسين بشكل جماعي أو فردي لتحسسات وتحفظات وستكون التوكيلات بإنشاء التحالف أو اية احزاب أخري لخلق متسع من الاختيارات. لقد اصدرنا اعلان سياسي عن تكوين الحزب يشير إلي المجموعات التي تجمعت في بيان الحزب لطبيعة المرحلة. وبعض الاساسيات المستهدف انجازها في الفترة القادمة ونقوم الآن بإعداد برنامج مطلبي انتخابي لانتخابات الشعب القادمة وللمحليات. وللاهتداء به في انتخابات النقابية المالية والمهنية. مع اتاحة الفرصة لاضافة تتسق مع كل نشاط. سنواصل بعد ذلك لاصدار البرنامج العام للحزب. واعتقد انه ستتم صياغته عقب الانتخابات القادمة. وعرضه علي المؤتمر الاول الذي سينعقد خلال عام. ونكون قد ضمنا في البرنامج دروس الثورة ومتطلباتها واساسيات برنامج الانقاذ الذي يستغرض في حدود عشرة سنوات. فسيكون مطلوباً تحديد رؤيتنا "الاقتصادية. والاجتماعية والسياسية" خلال مرحلة الانتقال الوطني من الوضع ما قبل الثورة إلي وضع الثورة ثم إلي مرحلة الاستقرار. خلال الفترة الانتقالية التي قد تستغرق عشر سنوات. * وما رؤيتك حول فصل الدين عن الدولة. وما تسعي له بعض القوي من تسيس الدين؟ ** أولاً يجب ان نقر ان كل من هو مصري يفترض انه محب لوطنه وبحكم هذه المحبة للوطن بكل مكوناتها فانه مطالب بالاهتمام بالوطن. ولا يمكن الفصل بين التوجهات الاخلاقية الدينية والانسانية بمعني ما هو ناتج عن الوعي لكل الاديان وعن التطور والارتقاء البشري الذي عبر عنه الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" صدق رسول الله. ولعل الخلاف ينحصر في كيفية واسلوب الاهتمام بالوطن. هذه الكيفية والادراك لوسائل الاهتمام بالوطن تنحصر في المقومات العلمية والرؤي السياسيية الاستخدام العمل الذي يطلب ولو في الصين. وفي وسيلة الاختيار الجماعي أي الديمقراطية لتغليب اختيار السياسات لمصالح الشعوب. وهنا يصبح الدين عبادة وهداية والعمل وسيلة وحلاً والديمقراطية للحوار والقرار. اعتقد ان هذه الاسس لا يجب ان يختلف عليها بين بني الوطن اياً كانت توجهاتهم. ومرجعياتهم الاخلاقية والاجتماعية. فالمرجعية الاخلاقية تعطي الحافز وبدون العمل تصبح عمياء. والعلمية دون الاخلاقية تصبح عرجاء. نحن احوج للاثنين ومن يدرك ذلك يدرك ان المخطيء لم يقصد الخطأ وان سعي اليه. من هنا فإننا ندرك الدور التي تدعوا كل اصحاب المذاهب من اتباعها كل الاديان ان يحكموا. أو يسقطوا رؤاهم المذهبية الدينية التي هي رؤي بشرية للدين علي أمور الحياة دون إدراك حقيقي.ش أخيراً العامل ابو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع سابقاً ومرشح اليسار القادم لرئاسة الجمهورية: إن قناعتي دائمة بان المتناقضون معنا في المواقف أولي برحابة الصدر وسعة الافق وعميق وطول الانصات خاصة اذا ما انطلقنا من حسن النوايا المفترض.. والمفترض حتمي. فليس من حقك ان تشك في نوايا الآخرين. ولكن ان كانت معلنة. وبالتالي نحن ايضا في بدايات مرحلة ثورة تتطلب منا ان يعطي كل منا بالغ الاهتمام لاحتضان بني وطنه. لكل مابينه وبينهم وما فيه من اتفاقات واختلافات. فليس لأي منا الفضل علي الآخر إلا بتقوي الفهم والاحتضان.. فوطننا بحاجة إلي ان يلتئم الجميع في صفوفه نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر كل منا الآخر في كل ما نختلف فيه شريطة ألا نمارس العنف وان ندرك اننا بشر. مهما نهلنا من الدين والعلم.