أحدثت الثورة تغييراً نوعياً في تفكير غالبية شباب المحروسة. ولم يعد الظفر بالوظيفة الميري هي غاية المني. وأصبح لديهم رغبة في المشاركة الفعالة والمساهمة في بناء وتعمير الوطن. خاصة بعد أن كثر الحديث عن رغبة المصريين في الخروج من الوادي الضيق واستحداث مجتمعات عمرانية جديدة وإحياء فكرة ممر التنمية ومشروعي منخفض القطارة وتنمية سيناء وتوشكي وغيرها. ووسط هذه الطموحات العالية المتزايدة التي قد تلبي تطلعات الشباب وتسهم في تنمية الوطن وإحداث نقلة حضارية نحن في أشد الحاجة. تمخض الجبل فأنجب فأراً. فبعد سنوات من الوعود والتصريحات وطول انتظار طرحت الهيئة العامة للتنمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة مشروعاً لاستصلاح 340 فداناً بهدف سد الفجوة الغذائية. وقد طرحت هذه الأراضي في سيناء وشرق منخفض القطارة. وواحة سيوة والفرافرة وتوشكي وغيرها. وبفكر المزايدة العلنية بين كبار وصغار المستثمرين والشباب. ولا ندري من أين يأتي شباب الخريجين بالأموال. كي يتمكنوا من المنافسة ودخول المزاد. الغريب أيضا أن الهيئة وبعد أن أعلنت عن كراسة الشروط لبعض تلك المشروعات نشرت ملحقاً مفاده أن الهيئة علي استعداد لإنشاء البنية الأساسية من طرق وآبار لمن يرغب. علي أن تضاف قيمتها لسعر الأرض. مما زاد القلق والتوجس لدي الراغبين في الاستثمار الزراعي بالأراضي الصحراوية من ارتفاع قيمة الفدان علاوة وتحميل تكاليف البنية الأساسية علي المنتفعين. وأصبح شباب الخريجين في حيرة ويضربون أخماساً في أسداس بعد أن عاشوا الوهم في انتظار ما ستأتي به الثورة لتحقيق حلم امتلاك قطعة من أرض مصر الغالية.. والسؤال الذي نطرحه علي معالي وزير الزراعة الدكتور أيمن فريد أبوحديد.. لماذا لم تخصص الدولة أراضي لشباب الخريجين بعيداً عن تلك المزادات. وبتيسيرات تلائم أوضاعهم المالية والاجتماعية؟ وللحديث بقية. برقية عاجلة: * تحية تقدير للإدارة العامة لمرور الجيزة التي خصصت لجنة مرورية قبل المنصورية لضبط سيارات النقل المخالفة التي عادت لمحور 26 يوليو بعد أن نشرنا عن هذه المشكلة في عمود الأسبوع الماضي تحت عنوان "ملايين الحكومة ومحور الموت" ونتمني أن تنتهي قريباً مشكلات التكدس المروري وحوادث المحور القاتلة.