6 لواءات شرطة شملتهم حركة المحافظين الأخيرة. و6 بؤر توتر اندلعت في مناطق متفرقة من مصر منذ اعلان اسماء هؤلاء الضباط لتولي مناصب المحافظين. أبرزها وأسخنها وأكثرها غضباً "قنا". التي شهدت احتجاجات واسعة علي تعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل في منصب المحافظ خلفاً للواءمجدي أيوب وهو ضابط شرطة وقبطي أيضاً لم يهنأ أبداً طوال فترةمدته. وكان محل شكوي مسلمي وأقباط المحافظة علي السواء! وبعيداً عن المشكلة الحالية في قنا. وهل هي ذات بعد طائفي أم أمني. فإن السؤال المطروح: هل يصلح ضباط الشرطة لتولي مناصب المحافظين؟..وألم يحن الوقت للتخلص من نظام المحاصصة المعروف في تعيين المحافظين؟ بنظرة سريعة الي سجل خدمة ضباط الشرطة في المحافظات يمكن القول ان النتائج النهائية لتعيين هؤلاء لم تكن مثمرة باستثناءات قليلة بالطبع مثل اللواء عادل لبيب في قنا قبل أعوام عدة والتي تركها الي الاسكندرية بعد نجاحات محددة هناك. كذلك اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط وكان يشغل منصب مدير أمن القاهرة ولا يمكن الحكم علي تجربته هل هي ناجحة أم فاشلة فلم تكن له بصمة مميزة. اللواء أحمد ضياء الدين وزير المنيا السابق والذراع القانوني لوزارة الداخلية في البرلمان قبل توليه منصبه كمحافظ لا يمكن القول أيضاً ان تجربته كانت ناجحة بل ان فترته كمحافظ للمنيا قضي معظمها في خلافا تمع أقباط المحافظة حول بناء الأديرة والكنائس الخاصة بهم. ولم يسعفه الوقت المتاح له بعد كل هذه المشاكل للتفرغ للتنمية وحل أزمات المحافظة. لم يكن كذلك يمتلك مهارات سياسية هي مفقودة في رجل الأمن الذي اعتاد النظر الي الأمور بطريقة أمنية بحتة للتعامل مع من حوله. سواء كأفراد أو تيارات سياسية ودينية. للمفارقة فإن منصور عيسوي وزير الداخلية الحالي عمل لفترة محافظاً للمنيا أيضاً وخرج من التجربة صفر اليدين كما حكي هو أكثر من مرة والقي بالمسئولية علي رجال الأعمال والتنفيذيين في المنيا في عرقلة أداء دوره كمحافظ! و أزمة السادة اللواءات المحافظين الحالية مضاعفة. فالمزاج السائد في الشارع لم يتقبل بعد عودة الشرطة الي ممارسة دورها الطبيعي بنسبة 100%. ما البال وقد تم تعيين هؤلاء محافظين. أي رؤساء جمهوريات في محافظاتهم. قطاع عريض من الشعب المصري يعتقد جازماً ان كبار ضباط الشرطة يكافأون بمثل هذه المناصب وان البعض منهم قد تكون يداه ملطخة بدماء أبرياء أثناء الخدمة. البعض الآخر يحذر من أن فكرة الدولة البوليسية لا تزال تسيطر علي العقول. والدليل تعيين محافظين المنياوالدقهلية والبحيرة والغربية وأسيوطوقنا من بين ضباط الشرطة. المحافظيون الجدد لم تطأ أقدامهم مكاتبهم بعد ويخضعون لدورات تدريبية علي كيفية ممارسة أدوارهم في ظل المناصب الجديدة! وبدأت المشاكل تطفو علي السطح بتعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظاً لقنا. حيث أعلن الشعب القناوي العصيان المدني وخرجوا في مظاهرات لدرجة أنهم قطعوا الطرق الحيوية وخطوط السكة الحديد قبل منح الحكومة مهلة حتي الثلاثاء لتغييره وأصيبت المحافظة وبر الصعيد كله بالشلل وباتت هناك صعوبة في نقل المواد التموينية وكذلك نفاد المواد البترولية لعدم وصول شاحنات البنزين والسولار. أهالي قنا عبروا عن رفضهم لشحاتة لكونه رجل أمن بالدرجة الأولي وقالوا ان هناك محافظين سبقوه في قنا ينتمون الي وزارة الداخلية وفشلوا في حل مشكلاتها وتعاملوا مع تلك المشكلات بالمسكنات. اللواء عماد شحاتة قال ل"المساء الاسبوعي" رداً علي مظاهرات رفضه محافظاً: الناس لماذا لا تعطيني فرصة حتي تحكم علي أدائي لا يعيبني أنني انتمي الي المؤسسة الأمنية فأنا في النهاية مصري وقد عشت في هذا البلد وأكلت من خيره وأولادي يعيشون معي أيضاً. أضاف شحاتة: أحلامي كبيرة لقنا.. فالشفافية والوضوح مبدأ تعاملي املين مع الجميع.. وسوف انزل الي الشارع والتقي بالناس علي المصطبة واسمع لشكواهم في حال قبولي وأعدهم بأن الحلول لن تكون بنظرة الأمن.. ولكن بالمسئولية السياسية. قال: وأنا أقبل الرأي الآخر والنقد. مادام في صالح العمل ولا ننسي ان الايام القادمة تختلف عما سبق فيجب ان يختفي الظلم ويسود العدل.. وذلك من صميم مسئوليتي. ورغم انني لم اخدم في قنا من قبل إلا أنني ساستمع لمشاكل أهلها حتي اتعرف عليهم من خلال لقاءات جماهيرية والمشكلة التي أتعثر في حلها سوف أعلنها بصراحة للشعب القناوي فقد انتهي عصر الشعارات الرنانة. بسؤاله هل للطائفية دخل في رفضه أجاب ما دخل ديانتي في الأمر لقد اختارتني القيادة السياسية لأن ملفي طوال خدمتي يشهد بمدي قدرتي علي معالجة أي مشكلة.. وأعد القناوية بأن محافظهم سيكون "شيخ عرب". علي الناحية الأخري يقول اللواء محسن حفظي محافظ الدقهلية الجديد والذي خدم في أكثر من موقع شرطي كان آخرها منصب مساعد أول وزير الداخلية للأمن في الجيزة وأكد ل"المساء الاسبوعي" انه لا انفصال بين الواقع الأمني والسياسي.. والحنكة هي التي تفصل في مثل هذه الأمور..وقال انا قبل ان أصل الي الدقهلية طلبت بيانات عن المشاكل التي يعاني منها سكان المحافظة.. حتي أضع الخطط التي ستنهي هذه المشاكل. فحسن نوايا السادة اللواءات لا يكفي بالطبع لادارة محافظات مترامية الأطراف تعج بالمشاكل المزمنة. الأغرب في المسألة ان كل محافظ اصطحب معه طاقم مكتبه إبان كان مديراً للأمن أو مساعداً لوزير الداخلية للعمل معه في المحافظة التي سيعمل محافظاً بها. وكأن هناك اصراراً علي عسكرة المحافظات المعنية. حفظي علي سبيل المثال يصطحب معه ضابطاين من مكتبه وعدة أمناء الشرطة سينتدبهم أو يعينهم في ديوان عام المحافظة.. وقد تراجع عن اصطحاب ضابط برتبة عميد معه.. وهو ليس الاستثناء الوحيد بل ان الجميع فعل ذلك ومن سبقهم عمل الشئ ذاته.