من أهم حقوق المواطن علي الحكومة.. ان توفر له حياة آمنة مطمئنة! وبدون الشعور بالأمن والأمان.. يصبح الانسان فريسة للخوف والتوتر والهواجس.. فلا يستطيع ان يعمل أو ينتج أو يبدع! واذا تبدد الإحساس بالطمأنينة.. وسادت الفوضي وشريعة الغاب.. تضيع الحقوق ويتفشي الظلم والاحساس بالمهانة وضياع الكرامة الانسانية! وفي مناخ الفوضي وانعدام الأمان تصبح الحكومة أشبه بخيال المآتة.. وتفقد احترامها وهيبتها.... لأن معني الفوضي واحساس المواطن بالخوف علي نفسه وعلي أسرته وبيته هو ان الدولة رخوة. وجودها وعدمه سواء! وفي تصوري.. ان انتشار الفوضي وانعدام الاحساس بالأمان.. والخوف من المجهول وتردي الأحوال المعيشية.. وتفشي الاضطرابات والاحتجاجات.. والمواجهات الدموية خلال حكم الاخوان.. كل ذلك كان من أسباب السخط الشعبي عليهم ومن العوامل التي أدت إلي فشلهم في إدارة الدولة وخروجهم من سدة الحكم! الآن.. تغيرت الأوضاع.. وأصبح مرسي وفصيله خارج دائرة صنع القرار.. وبدأت ملامح الدولة الجديدة تتشكل.. لكن الواضح ان الفصيل الاخواني لا يشعر بمعاناة الناس وتعطشهم إلي الاستقرار والاحساس بالأمان والعمل في جو من الطمأنينة.. ولذا لجأ البعض الي إثارة القلاقل والسعي للدفع بأوضاع البلاد في طريق الفوضي. غير عابئين بأية آثار تترتب علي ذلك من انهيار للأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن البسيط الذي أصبح يكابد من أجل توفير لقمة عيش شريفة له ولأولاده. الاضطرابات والاحتجاجات التي نراها كل يوم.. لا معني لها سوي تعطيل عجلة الانتاج واصابة اقتصاد البلاد بالشلل وإعطاء صورة سلبية للعالم الخارجي توحي بتفشي الفوضي وعدم الاستقرار.. وبالتالي لا نجد إقبالاً سواء من السياح أو من المستثمرين الأجانب أو من جهات التمويل الدولية. ما الذي يترتب علي ذلك؟! الإجابة: زيادة البطالة.. وندرة فرص العمل.. وتدهور الاقتصاد.. وبالتالي تفشي الجريمة.. وزيادة انتشار الخوف علي النفس والولد واليوم والغد وغير ذلك من السلبيات التي تنعكس علي المجتمع بكل فئاته وطوائفه دون استثناء! لقد بدأت حكومة الببلاوي تحقق خطوات ملموسة تجاه حل القضايا التي كانت تشكل تحدياً كبيراً أمام حكومة قنديل ومن سبقوه ولعل في مقدمتها مواجهة الارهاب في سيناء بلا تردد ولا هوادة.. والوصول إلي حل لمشكلة أرض الضبعة المخصصة للمشروع النووي.. وإعادة الأمان إلي قرية دلجا بالمنيا. بعد ان كادت الفتنة الطائفية فيها تأتي علي الأخضر واليابس نتيجة للسلوكيات الاجرامية للجماعات المتطرفة هناك وما تردد عن اعتداءات علي الاخوة الاقباط وتدمير لدور عبادتهم.. وكذلك مركز كرداسة الذي اقتحمته قوات الأمن لتطهيره من البؤر الإجرامية والإرهابية المتحصنة فيه. كما ان خارطة المستقبل تسير في الطريق المرسوم لها.. وتجري حالياً أعمال تعديل الدستور أو صياغة الدستور الجديد الذي نأمل ان يأتي ملبيا لتطلعات المصريين- كل المصريين- بلا تفرقة بين مواطن وآخر لأي سبب من الأسباب. كل ذلك لا يعجب "الفصيل الفاشل" وبالتالي يهمه ان يهدم المعبد فوق رءوس الجميع.. بمفهوم "عليَّ وعلي أعدائي" ومن هنا شهدنا ما حدث في المترو.. وسمعنا عن التهديدات الخاصة بتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات وتحريض الطلاب علي إثارة الشغب وتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات التي تهدم ولا تبني.. وتدمر ولا تعمر.. وتعطل ولا تحرك.. بل تجرنا إلي الخلف سنوات وسنوات! المشكلة.. أن "الفاشلين" لا يريدون ان يستوعبوا الدروس.. ولا يريدون ان يتواءموا مع الواقع.. ولا أن يتصالحوا مع أنفسهم..ولا يودون ان ينظروا إلي الأمام وكأن حركة الكون والأرض والشمس والحياة قد توقفت عند لحظة محددة.. ليس ذلك فحسب. بل يتوهمون ان الكون كله خاضع لمشيئتهم. وأنهم يستطيعون ان يعكسوا اتجاه حركته.. ويعيدوه سيرته الأولي!! ان المواطن العادي لا يهمه كثيراً من الذي يمسك بمقاليد الأمور. قدر اهتمامه بمن يستطيع ان يوفر له الأمن والأمان. ويساعده في الحصول علي رزقه ورزق أولاده من خلال فرصة عمل شريفة.. وحياة كريمة تحفظ له آدميته وكرامته الانسانية. ** أفكار مضغوطة: يجب ان تتعلم كيف تكون راسياً في خضم الحركة.. وان تنبض بالحياة وسط السكون!! "أنديرا غاندي"