اتصل بي الكثيرون لمناقشتي في مقال أمس "البرلمان.. أولا"..منهم رجال قانون. وبعضهم زملاء مهنة غير مصنفين تحت أي تيار سياسي. وأغلبهم قراء عاديون.. كلهم أيدوا ما جاء في المقال وأضافوا تفسيرات جديدة لم اتطرق اليها. الشئ اللافت للنظر أن القراء العاديين والبسطاء كانت لهم آراء سديدة ومنطقية وأكثر صراحة بعيداً عن الدبلوماسية.. والخص أهم ما قاله الجميع في ثلاث نقاط: * أولاً .. أن المطالبين بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية مع اقتناعنا بوطنيتهم وحسن نواياهم فإن بعضهم يريد مصلحته أولا. والبعض الآخر يوصف التعديل المقترح قانونياً فقط. والبعض الثالث لا يدرك خطورة الأمر فعلاً.. في حين انه لو عاد الجميع إلي الورقة السوداء الأولي ولا أقول الأخيرة من سيرة محمد مرسي فان وطنيتهم ستتغلب عليهم وسوف يسحبون طلبهم فوراً. * ثانياً.. إذا كان المطالبون بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية يتغافلون عن المصلحة العامة ويغلبون عليها المصلحة الخاصة.. فيجب علي المخلصين لهذا الوطن وهم كثر ان ينبهوهم إلي هذا الخطأ الاستراتيجي الجسيم ولا مانع من مواجهتهم بصراحة بالمخاطر والكوارث المنتظرة والتأكيد علي رفضهم ان يكون رئيس مصر بعد ثورة يونيه صورة كربونية من محمد مرسي أو مرسي "2" ولكن بدون ذقن.. يتحكم في الانتخابات البرلمانية ويملك في يده السلطتين التنفيذية والتشريعية معا ولو لفترة محدودة يرسخ فيها تياره أو رجاله ويجعلهم يستحوذون علي كافة مفاصل الدولة مثلما فعل مرسي للإخوان.. لم يخرج 33 مليون مواطن ضد الإخوان في 30 يونيه وما بعدها لكي نستنسخ نظاماً مشابها بنفس الأدوات والأهداف. * ثالثا.. وهذا هو الأهم.. انه انطلاقا من تلك المصلحة الخاصة وبمنتهي الصراحة فان الراغبين في الترشيح للرئاسة يريدون الساحة خاوية أمامهم قبل ان يدخلها من يكتسح الانتخابات.. ربما يخشون فعلاً الفريق أول عبدالفتاح السيسي إذا ما فكر في ترشيح نفسه استجابة للضغوط الشعبية.. انهم يرون ان السيسي لكي يترشح لابد ان يخرج من منصبه ويرتدي "الملكي" وبعدها يكون من حقه الترشح كأي مواطن وهذا يحتاج إلي وقت ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بعد استقرار البلاد ووجود برلمان منتخب وحكومة من الأغلبية وبالتالي.. فإن الحل من وجهة نظرهم هو أن التبكير بالانتخابات الرئاسية في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية التي نحياها يحول دون ترشح العسكريين عامة والسيسي خاصة..!!! ومن هنا يتحقق ما يريدون دون الصدام بالمؤسسة العسكرية. أقولها ثانية وثالثة وعاشرة.. لابد من الالتزام بخارطة المستقبل بترتيب بنودها.. مرفوض تماما تقديم الانتخابات الرئاسية علي البرلمانية مهما كانت الأسباب والمخاوف.. لأن مصر فوق الجميع.. وهي الأبقي.. أظن الكلام واضح.. وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث. * بيوت زجاج * أمريكا تنتقد فرض مصر لحالة الطوارئ .. في حين أن الطوارئ مفروضة في أمريكا منذ أحداث سبتمبر 2001 حتي الآن.. بيوتكم من زجاج فلا تقذفوا الناس بالطوب..!!! * قال الزميل جمال العليمي في "كلمة مباشرة" بالمساء: "أكبر عملية نصب تمت علي الشعب المصري.. البرادعي!!!".. قلنا كده قال لنا البرادعية اطلعوا من البلد..!!!