مهما كان المصير المجهول الذي ينتظر فريق الاتحاد السكندري لكرة القدم فإن إصرار قيادات وأبناء النادي علي التهرب من المسئولية بعد أن أوشكت سفينة زعيم الثغر علي الغرق في دوري المظاليم.. فإن هذا التصرف من قبل مسئولي النادي بات غير مقبول.. فالكل يريد الهروب من المسئولية حتي لا تلصق به تهمة هبوط النادي لعالم النسيان في عهده.. وكأنها وصمة عار وليست رياضة تحتمل الفوز والخسارة.. فقد شهدت الساعات الأخيرة أكثر من مفاجأة غير متوقعة بعد هزيمة فريق الاتحاد صفر/4 أمام المقاصة عندما تقدم مجلس الإدارة برئاسة عصام شعبان باستقالته وواكبها موافقة المجلس علي طلب الإجازة الذي تقدم به مدير عام النادي لمدة عام وقبول اعتذار مدير شئون اللاعبين.. وكأننا نشاهد فيلم "الهروب الكبير" ومع اعترافي بأن النادي يعاني من مشاكل إدارية وأزمة مالية وخلافات في وجهات النظر حول تلك الأزمة العنيفة التي يتعرض لها فريق الاتحاد أحد أعرق أنديتنا الجماهيرية العريقة والتي تشكل جزءاً عزيزاً علينا في تاريخ الرياضة عامة وكرة القدم خاصة.. فإن هذا الهروب الجماعي آراه أسلوباً سلبياً لأن تجارب الحياة علمتنا بأن معادن الرجال الأصيلة تظهر في الشدائد فما بالنا ونحن نري من أبناء النادي الذين تربوا بين جدرانه حتي صنع لهم النجومية والشهرة في عالم الرياضة ومنحهم حب الجماهير يدخلون في سباق محموم للهروب من تحمل المسئولية إنها مأساة يعيشها زعيم الثغر ودرس علي أرض الواقع لجماهير الكرة المصرية في كل ناد وموقع حتي لا تخدعهم الكلمات المعسولة والعبارات الجوفاء والجمل الإنشائية التي يتغني بها أعضاء مجالس إدارات الأندية والمدربون والإداريون عن التضحيات الكبيرة التي قدموها من أعمارهم وجهدهم وعلي حساب أسرهم من أجل أنديتهم وإسعاد الجماهير وكأنهم يتحدثون عن ميدان حرب وما بذلوه فيه من دماء لتحرير الأرض المحتلة.. كلام فاضي وتهريج.. لأن الواقع يقول إنه إن لم يكونوا مستفيدين أدبياً ومادياً ومعنوياً ما دخلوا في صراعات فيما بينهم من أجل كراسي الإدارة والأجهزة الفنية.. وتلك هي الحقيقة المجردة التي يجب أن تستوعبها الجماهير.. حتي لا يخدعها أي مسئول أو مدرب يعمل في الوسط الرياضي سواء بالأندية أو الاتحادات بتلك الكلمات المعسولة.. وعودة لأزمة الاتحاد السكندري الطاحنة.. فإن الحل الأمثل للخروج منها يتطلب تدخل المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة بالتنسيق مع محافظ الإسكندرية لاختيار مجلس إدارة جديد وتهيئة أفضل الظروف الممكنة أمامه لتحمل المسئولية في تلك المرحلة الحرجة والانتقالية.. دون النظر لاحتمالات هبوط فريق الاتحاد لدوري المظاليم لكونه الاحتمال الأكبر فالفريق يحتاج لمعجزة للبقاء في دوري الأضواء وهبوطه لا يعني نهاية العالم.