جاء قرار الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة بندب الشاعر محمد أبو المجد رئيسا للادارة المركزية للشئون الثقافية. بمثابة ضخ دماء جديدة وشابة. ومن ابناء الهيئة. في الإدارات العليا لدفع العمل وتفعيله وفتح باب "الأمل" لكل الشباب الذين ينتظرون دورهم في التصعيد. ومن القيادات الشابة أيضا التي أخذت موقعها المستحق الروائي فؤاد مرسي الذي تم ندبه للإدارة العامة للثقافة العامة خلفا لمحمد أبوالمجد. فؤاد مرسي الروائي والناقد والباحث والناشط الثقافي جاء إلي الإدارة بأفكار وخطط وطموحات كبيرة يسعي إلي تحقيقها ويتحدث عنها في هذا الحوار: يقول فؤاد مرسي جئت لأكمل مشوار أصدقاء أعزاء. بذلوا كل ما في وسعهم من أجل الارتقاء بالشأن الثقافي العام. من خلال هذه الإدارة التي اعتبرها واحدة من أهم إدارات الهيئة. ويعول عليها الكثير في تقديم خدمة ثقافية. لتلبي احتياجات الوعي وشئونه ومساراته المختلفة ومقتضيات اللحظة وتسهم في رسم صورة المستقبل. لذا ليس غريبا أن أكون مقتنعا بأنه بامكان هذه الإدارة أن تغير وجه الحياة المصرية. فيما لو استطاعت أن توجد جسور التواصل الحقيقية مع البسطاء ومستحقي الخدمة الثقافية. وتفتح القنوات المسدودة التي حالت بين المواطن المصري وبين الاستفادة من الخدمات التي تقدمها قصور الثقافة. ومن حسن حظي أنني ابن هذه الإدارة ابداعيا ووظيفيا. فمن خلالها نمت امكاناتي الإبداعية وتطورت مدركاتي. عبر مسابقاتها التي كانت تجريها وحصلت علي جوائزها أكثر من مرة. وعبر انشطتها المختلفة وخصوصا في مجال أندية الأدب والمؤتمرات. التي استغرقت وقتا طويلا من عمري وتشغل حيزا كبيرا من منظومتي. كما من خلالها بدأت مشواري الوظيفي وارتقيت سلمه. من هنا أحسست وأنا أدخل مكتبي في صباح اليوم الاول لتولي ادارتها. أنني ادخل إلي حجرة من حجرات بيتي. فاستأنفت مهامي كأنني كنت هنا بالامس. ولم استغرق وقتا في التواضع مع الزملاء لأن بيننا "عشرة عمر". ولم ترهقني صياغة الاحلام أو بلورتها لانها جاهزة بالفعل. وخضت معارك عديدة سابقة من أجلها. وربما كان القدر يخطط فقط لأن يضعني امام هذه الأحلام. وجها لوجه لاختبر قدراتي وصدق أحلامي وإمكانية تحقيقها. لقد توليت مسئولية هذه الإدارة في لحظة تاريخية استثنائية وفارقة من عمر مصر. والمهام الشاخصة امامي تمثل تحديا حقيقيا لي ولجيلي. وإما أن أكون جديرا بما أنا فيه الآن. وإلا فعلي الانسحاب فورا. لأراجع قناعاتي ورؤاي وافكاري عن الثقافة والحياة بأسرها. * وماهي المهام التي سيكون لها الأولوية في هذه الإدارة؟ ** هناك مهام عاجلة نسعي لانجازها سريعا. بناء علي توجيهات الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة. تتمثل في الاستجابة لمقتضيات اللحظة الراهنة وتقديم أنشطة تستطيع أن تساهم في الحراك الاجتماعي الدائر الآن. إذ لابد وأن تكون لنا كلمة في صناعة التاريخ وكتابة صفحاته. من خلال تقديم ثقافة حقيقية تنتمي لهذا الواقع وناتجة عنه. وليست ثقافة فوقية أو متعالية. صيغت في الغرف المكيفة التي لا تمت للواقع بصلة.. ثقافة تشبه هذا الواقع الذي فاجأنا جميعا يوم 25 يناير وأعاد لنا الثقة في ذواتنا وفي أحلامنا. بعد سنوات طويلة من اليأس والاحباط.. ويتجلي هذا المحور في عقد سلسلة من الحلقات النقاشية والصالونات السياسية والقوافل الثقافية التي تستهدف القضاء علي الأمية السياسية والثقافية بتقديم مجموعة من المفاهيم الاساسية والقضايا المتعلقة بها. التي يحتاج اليها المواطن في اللحظة الراهنة ليصبح قادرا علي تقرير مصيره بنفسه. وذلك بالاستعانة ومشاركة رموز الحركات الشبابية صاحبة الفضل فيما جري من تحولات تاريخية عظمي وبما يمكنها من تحويل افكارها إلي برامج عملية اضافية إلي عناصر المجتمع الاهلي والقيادات النقابية. اننا طوال الوقت نقول لأنفسنا ونحن نخطط لهذه الأنشطة: لقد انتهي عصر الثقافة الشكلية والكرنفالات الفكرية الجوفاء.. انتهي عصر النخبة والجماهير.. الصفوة والحرافيش. ولابد الآن من التعامل مع التفكير في الفعل الثقافي بمنطق مختلف تماما. يناسب بهاء اللحظة وجلالها. وبما يكسر الجدار العازل بين منتج الخدمة الثقافية وطالبها. وبما يعيد الثقة المفقودة بين طيوف المجتمع وطبقاته. ويقدم برامج وثيقة الصلة باحتياجات الناس الحقيقية ومتفهمة للتركيبة الاجتماعية والمكون الثقافي العام وتفاصيل اللحظة الراهنة واستشراف المستقبل في آن واحد. فأنا من المؤمنين بأن الثقافة عملية ترتبط جوهريا بالعلوم الاجتماعية الأخري وتترافد معها بما يحقق تكامل المنظومة. لابد إذن أن نكون اصحاب علامة مميزة. تضعنا في متن الحياة لا علي هامشها. * وماذا عن الملفات الأخري المزمنة.. نوادي الأدب مثلا؟ ** هناك العديد من الملفات المفتوحة التي لابد من التعامل معها بجدية ومن خلال حوارات خلاقة مع رموزها والمستفيدين منها. ومن أهمها الارتقاء بأوضاع أندية الأدب وتنشيط وجودها واعادتها إلي مسارها الصحيح. لتصبح جامعات حقيقية لتخريج أدباء جدد يضطلعون بمستقبل هذا البلد. عبر التدريب علي فنون الكتابة المختلفة بما ينتج نصوصا تستلهم الواقع حقيق وتتجادل معه. لا نصوص متشرنقة حول الذات بمفهومها الضيق. انما سعيا إلي الذات الجمعية.. وذلك لن يكون إلا باعتماد طريقة الورش الإبداعية التي نخطط ونحفز لاقامتها بشكل منظم وعلمي مدروس. ورش تتجاوز فيها الأجيال والطيوف الابداعية وتتبادل الخبرات فيما بينها. وهذا يحتم علينا أولا إعادة الادباء الراسخين إلي أندية الأدب ومصالحتهم عليها بعد أن عزفوا عنها طويلا وآثروا الابتعاد لظروف ومناخات رديئة يعلمها الجميع وعانينا منها طويلا حتي انسحب الجادون إلي بيوتهم واغلقوا الأبواب دونها. * والنشر الإقليمي؟ ** النشر الإقليمي نسعي لتطويره بما يمكنه من تحقيق رسالته الاصيلة وهي تقديم مبدعين جدد ومصنفات تضيف للواقع المحلي وتثري موضوعاته. وتشتبك مع قضاياه وتسهم في تنميته. مع الحرص علي تقديم كتب راقية في مستواها الشكلي بما يجعلها منافسا لاصدارات النشر المركزي. * المؤتمرات أيضا تحتاج إلي إعادة صياغة؟ ** سنعمل علي تطوير شكل وآلية آداء المؤتمرات. لتصبح حلقات علمية جادة ومؤثرة في الواقع. من هنا نطمح إلي ربط المؤتمرات الفرعية بالاقليمية بالمؤتمر العام لأدباء مصر. خصوصا وأن الكلام عن استنفاد هذه المؤتمرات لاغراضها كان منتشرا بكثافة في الآونة الاخيرة. ولابد من الاعتناء بكل ما كتب عن هذه المؤتمرات وتمحيصه ودراسته والاستفادة منه. لا سيما في مجال الموضوعات التي تبحثها هذه المؤتمرات. وفي طريقة عمل الابحاث. وفي هذا الصدد أنوه وأحيي ما انتهت اليه المناقشات في أمانة المؤتمر العام في الدورة الماضية بضرورة تدويل الابحاث وليس قصرها علي فئة محددة. وذلك من خلال الإعلان عنها مسبقا علي نطاقات واسعة ودعوة الجادين كافة للمشاركة فيها. واستقبال الأوراق والأطروحات الأولية بشأنها. ثم انتخاب الاصيل منها واقراره للبحث والمناقشة. اضافة إلي إعادة النظر في المدعوين لهذه المؤتمرات بما يحقق شرط الجدية والمشاركة الفعلية لا مجرد الحضور المشرف. * ومتي تختفي سياسة الجزر المنعزلة بين إدارات الهيئة؟ ** هناك ضرورة لايجاد والاتفاق علي استراتيجية ثقافية نعمل من خلالها وليس بطريقة عشوائية أو بطريقة الكشكول. لابد من تحديد أهداف وسياقات واضحة يندرج الجميع تحت سمائها وهو ما أسعي اليه مع مجموعة من الزملاء الأفاضل المؤمنين برسالة هذا الجهاز واهدافه الكبري. فالاسترتيجية تحتم تضافر جهود الادارات المختلفة وتضافرها وليس العزف المنفرد. وهو ما أعتقد ان الايام القليلة القادمة بإذن الله سوف تسفر عنه. ولدي الادارة العليا بالهيئة ممثلة في رئيسها الشاعر سعد عبدالرحمن ايمان شديد بهذه الاهداف. وتوجيهات مباشرة وصريحة نحو تفعيل التعاون مع الإدارات الاخري واقرار ملامح سياسة ثقافية واضحة ومعلنة. يرتبط بها الأداء والتخطيط وتمكن من الوقوف علي النتائج المحققة فعليا. والاهداف التي كانت مرجوة. ودراسة أسباب الفجوة بين هذه وتلك ومعالجتها. بما يحقق في النهاية طفرة نوعية في الأداء والعائد الثقافي. وفي هذا السياق أشيد بمجهودات الشاعر محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية التي تتبع لها إدارة الثقافة العامة أشيد بمجهوداته في هذا المنحي متمثلا في وضع أسس وآليات واضحة للتعاون بين الإدارات التابعة له. اضافة إلي حماس زملائي في الإدارة. الذين ييذلون جهدا وفيرا في سبيل تحقيق هذه كله. لذا فنحن نعيش حالة سباق مع الزمن. من أجل ان نسهم في رسم ملامح مستقبل هذا الوطن في أسرع وقت. وعلي رأسه ان تتحول هذه الهيئة الي جامعة شعبية كما يحلم بها الآباء المؤسسون.