يوم حزين شهدته الإسكندرية أمس شيعت فيه جنازات شهداء الاعتداءات الإخوانية المسلحة علي المواطنين بالشوارع وبلغ عدد ضحايا الاشتباكات "37" مع نهاية اليوم. ففي منطقة "الحضرة" بباب شرقي خرج ما يزيد علي "7 آلاف" مواطن من مختلف الأعمار لتشييع جنازة "محروس أحمد زغلول" "23 سنة" والذي كان في طريقه لعمله "كحلواني" فتعرض لطلق ناري غادر من الإخوان ليلقي مصرعه علي الفور.. وأيضا جنازة "مصطفي محمد أبوالعزم" الذي كان يدافع عن قسم باب شرقي من الاقتحام ليلقي مصرعه برصاصة إخوانية في الرأس. الجنازة المهيبة التي ارتفعت فيها صيحات "لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله" قابلتها جنازة أخري لأربعة شهداء من منطقة كليوباترا كانوا يقومون بالدفاع عن قسم "سيدي جابر".. حتي أغلقت جميع الشوارع المؤدية إلي مدافن المنارة وهو ما دفع أصحاب المحال التجارية الإخوانية لغلق الأبواب خوفا من انتقام الأهالي.. وليشتعل الموقف بقدوم جنازة قادمة لجماعة الإخوان لدفن "اثنين" من أتباعها لقوا مصرعهم في المشاجرات الجمعة الماضية حيث قام الأهالي بمطاردة جماعة الإخوان بالعصي والحجارة حتي شارع أبوقير في معارك دامية أسفرت عن إصابة "ثلاثة" مواطنين. وبمنطقة شارع "45" خرج مسلمون وأقباط للمشاركة في قداس الشهيد "مينا رأفت عزيز" سائق التاكسي الذي سحله الإخوان علي طريق الكورنيش ليشهد الشارع انتفاضة شعبية ضد الإخوان بالمنطقة خاصة مع قدوم مسيرة من الإخوان بمنطقة سيدي بشر في اتجاه المنطقة واصطف الأهالي لحماية الكنيسة بشارع "45" من مسلمين وأقباط. وهو ما استدعي نزول قوات الشرطة والقوات المسلحة لفض الاشتباكات بين الفريقين. وانتشرت سرادقات العزاء بمنطقة كليوباترا والإبراهيمية والحضرة من ضحايا اعتداء جماعة الإخوان علي المواطنين. علي الجانب الآخر شهدت الإسكندرية تحركات شعبية مكثفة لحماية المساجد خوفا من الاستيلاء عليها من قبل "جماعة الإخوان" بعدما تم اقتحام مسجد القائد إبراهيم والاستيلاء علي منبره في ظل مناشدة الأوقاف وشيوخ المساجد للشرطة والقوات المسلحة "لحماية المساجد". يقول الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية: قمنا بإلغاء مولد "أبوالعباس" خوفا من اقتحامه واستغلال تواجد المئات من الوافدين إليه لحين انتهاء الأحداث وفي نفس الوقت قمنا بالتعاون مع أهالي منطقة الجمرك وبحري والمنشية بتشكيل لجان شعبية لحماية مسجد أبوالعباس ومنع أي هجوم عليه بل وقمنا بالاتفاق مع الكنائس بالمنطقة حتي محطة الرمل للمشاركة مع الإخوة الأقباط لحماية الكنائس. أضاف: مشاركة الصوفيين جاءت بعد أن قام إمام مسجد واعتلي منبر مسجد النبي دانيال وانهال بالشتائم علي القوات المسلحة فأنزله المصلون ورفضوا إكماله للصلاة وبعدما تعرض له مسجد القائد إبراهيم من هجوم إخواني. أما الشيخ "محمد أبوالخير" مدير إدارة أوقاف المنتزة فقال مفجرا مفاجأة "حزينة" انه ظل "محبوسا" داخل مسجد سيدي بشر ومعه العشرات من المصلين من صلاة الظهر حتي ما بعد صلاة العشاء بعد أن هاجم الإخوان المسجد لاعتراضهم علي استبعاد الإمام الخاص بهم واضطررنا إلي غلق الأبواب علينا لأننا لا نستطيع الخروج واستنجدنا بالشرطة دون جدوي.. وظللنا بدون طعام لا نستطيع الخروج وللأسف فوجئنا عند خروجنا بأنهم قد حطموا "سيارتي" وعشرات السيارات الخاصة بالمصلين. أما الشيخ "عبدالناصر نسيم" وكيل وزارة الأوقاف فقال: لن نتهاون في حق مساجدنا وسنفتح أبوابها قبل الصلاة بنصف ساعة ونغلقها بعدها بنصف ساعة فالمساجد هي للدعوة فقط وليست لأي تيار أو فصيل سياسي. نعود مرة أخري لتوابع أحداث الجمعة الدامية بالإسكندرية حيث شيع مئات النشطاء السياسيين من مسجد القائد إبراهيم الشهيد "خالد محسن" عضو حركة "تمرد" "27 سنة" ومن قبله كان عضوا بحزب الدستور بعد أن لقي مصرعه برصاصة من جماعة الإخوان أثناء سيره بمنطقة كليوباترا واستهدفت الرصاصة الرأس. من ناحية أخري قام أهالي منطقة الحضرة بإشعال النيران بمقر حزب الحرية والعدالة بالمنطقة والذي كان قد حطم من قبل واجهته إلا أن الأهالي تمكنوا من اقتحامه انتقاما لما تعرض له أبناء المنطقة من قتل غادر. لقي ضابط بالقوات البحرية مصرعه وأصيب مجند في هجوم مسلح في ساعات حظر التجوال علي كمين القوات المسلحة أمام فندق المحروسة التابع للقوات المسلحة أثناء محاولة اقتحام الفندق. تحقق نيابة شرق الكلية مع "157" إخوانيا تم القبض عليهم في أحداث الاعتداء علي أقسام الشرطة والهجوم علي البنوك والمنشآت الحيوية والتعدي علي ثلاثة مواطنين بمدافن سيدي بشر مما أسفر عن إصابة ثلاثة احدهم في غيبوبة ويدعي "وليد السيد توفيق" "21 سنة". علي الجانب الآخر تمكنت مباحث المنشية من ضبط المدعو "أيمن.م.م" "47 سنة" "موظف ببنك مصر" "ينتمي للتيار السلفي" وبحوزته دنك حديدي وكمامة وافية من الغاز وكمية من المطبوعات المهاجمة للجيش كما عثر بحوزته علي صور أسلحة نارية ثقيلة وصور لتشكيلات أمنية متواجدة أمام قسم المنشية والمحكمة. كما تلقي اللواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية بلاغا من "محمد عيد بري" "65 سنة تاجر" "لبناني الجنسية" أكد فيه مقتل نجله "أحمد" "27 سنة عامل" بطلقة بالصدر علي يد جماعة الإخوان وانه قد تعرف علي جثة نجله بالمشرحة. تمكنت مديرية أمن الإسكندرية من ضبط "13" من أتباع جماعة الإخوان أثناء محاولتهم اقتحام البنك العربي الافريقي بسموحة وقاموا بتحطيم كاميرات المراقبة الخاص بالبنك وأحدثوا تلفيات في أبوابه وتعدوا بالضرب علي حارس الأمن وسرقة حافظة نقوده وتم مطاردة المتهمين في السادسة صباحا حتي تم ضبطهم. قامت جماعة الإخوان بتحطيم مقر بنك الشركة المصرفية العربية الدولية بسموحة ذي الواجهة الزجاجية وتمكنت حراسة البنك من ضبط احدهم أثناء اختبائه داخل البنك وتسليمه لقوات الشرطة. كانت النتيجة النهائية للأحداث ب 37 قتيلاً و90 مصاباً و157 متهماً. علي الجانب الآخر أمرت نيابة شرق الإسكندرية بحبس المتهم فضل.ا.ح "49 سن" لقيامه بالمشاركة في قتل الشهيد "مينا رأفت عزيز" أربعة أيام علي ذمة التحقيقات بعد أن تمكنت قوات الأمن من ضبط المتهم أثناء اختبائه بنادي المهندسين. في تصعيد مفاجئ للأحداث هددت نقابة المعلمين المستقلة باتخاذها الإجراءات اللازمة بنفسها لاستبعاد تسع قيادات إخوانية تدير التربية والتعليم بالإسكندرية. وأكد "ياسر جابر" أمين أعلام نقابة المعلمين المستقلين علي أن النقابة قد أعطت لمديرية التربية والتعليم مهلة خمسة أيام لتطهير المديرية من الإخوان الذين أعطوا لأنفسهم مناصب قيادية بالوزارة وهم "حسن العيسوي" مدير إدارة العامرية وأنور إسماعيل مدير إدارة التعليم الفني والقيادية الإخوانية بشري السمني "رئيسة وحدة تكافؤ الفرص بالمديرية" والمرشحة السابقة علي قائمة الإخوان لمجلس الشعب. ومفرح أحمد "المدير المالي لإدارة المنتزه". وطاهر أحمد إبراهيم "مدير مكتب وكيلة الوزارة" وعلي المهيني "مستوي الاتصال السياسي" وأحمد نجم "مسئول المكتب الفني" وخاد مرسي "مدير نادي الشاطئ للمعلمين" وعلاء النحال بالمعاهد القومية وطلعت عثمان "مدير مدرسة إسماعيل فهمي بالجمرك" وسامح عبدالمقصود "مسئول إدارة الجمرك" ومحمود يونس "مدير إدارة التعليم التجاري بسموحة" وأخيرا محمود عطية "عضو مجلس الشعب السابق وعضو نقابة المعلمين بوسط الإسكندرية والمتحكم الفعلي في جميع مجريات الأمور بالوزارة. من ناحية أخري تمكن أهالي منطقة أبوسليمان بالرمل ومنطقة شارع الترعة المردومة من التصدي لمسيرات الإخوان الليلية بالمنطقة وتفريقها ومنعها من المرور بالمنطقة. أمر رئيس نيابة شرق الكلية بحبس "157" من جماعة الإخوان المسلمين أربعة أيام علي ذمة التحقيقات في قضايا التعدي علي المواطنين وترويعهم واستخدام الاسلحة النارية ضد قوات الامن والاعتداء علي الممتلكات العامة. من ناحية أخري حاولت جماعة الإخوان فرق حظر التجوال بمنطقة غرب الاسكندرية معتمدة علي ضعف الاكمنة الامنية بالمنطقة الا انها في منطقة مينا البصل واجهت بشارع المكس وبالورديان مواجهات عنيفة مع الاهالي الذين قاموا بفض مسيرتهم والتصدي لها.. بينما فشلت مسيرة العجمي وتجمع ببرج العرب بعض مؤيديهم امام مسجد عتيفة بالمنطقة.. إلا ان العائلات البدوية شكلوا لجانا شعبية لحماية جهاز مدينة برج العرب وقسم الشرطة والمنشآت الحيوية لمنع وصول جماعة الإخوان اليها وهو ما دعاهم للإنصراف.