يبدو أن العراق سيصح أحد الخاسرين من الثورات العربية المتوالية حيث إن فرصة عقد القمة العربية التي كان مقررا لها العاشر من الشهر القادم في بغداد قد أصبحت ضعيفة جدا. فمن غير المعقول ان تعقد القمة دون رؤساء العديد من الدول التي تشهد ثورات واضطرابات وهي كثيرة. إضافة إلي ان الدول التي ليس بها اية احداث تحاول ترتيب اوضاعها الداخلية كيلا تتسلل اليها الثورات العربية التي انطلقت شرارتها في يناير الماضي في تونس ثم انتقلت إلي مصر وبعد ذلك بقية الدول العربية. ورغم ان الظروف الحالية خارجة عن ارادة الحكومة العراقية او حكومة عربية اخري الا ان زعيم القائمة العراقية اياد علاوي حمل الحكومة الحالية مسئولية ضياع فرصة العراق في انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد في العاشر من الشهر المقبل. معربا عن أسفه علي تعامل الحكومة وبعض الاطراف المشاركة فيها مع الأحداث في البحرين. قال علاوي الذي حضر لمقر مجلس النواب في تصريح خاص ان تعاطي الحكومة العراقية وبعض اطرافها مع ملف البحرين ادي إلي بروز دعوات قد تؤدي إلي ضياع فرصة العراق في استضافة القمة العربية والافادة منها في تعزيز علاقات العراق في محيطه العربي وخصوصا مع دول الجوار التي اعلنت من قبل دعمها للشعب العراقي وبادرت بإلغاء ديونها وابدت استعدادها للتعاون مع بغداد في المجالات كافة. ودعا إلي تفعيل الاتصالات الدبلوماسية مع الأشقاء العرب كافة بغية منح العراق فرصة انعقاد القمة في بغداد. من جانبه قال زعيم الكتلة العراقية البيضاء النائب حسن العلوي: ان "مؤتمر القمة العربية المقرر عقده في بغداد فيما لو عقد فسيكون من اكثر مؤتمرات القمة بؤسا وتواضعا ومن الافضل ان يصدر قرار عراقي بتأجيله بدلا من عقده بمشاركة عربية ضعيفة مبديا استغرابه من حجم المبلغ المخصص للانفاق علي المؤتمر". أضاف العلوي "ان من يحسنون قراءة الاحداث كانوا واثقين ان مؤتمرا للقمة لن يعقد في بغداد. وقد اعطيت وجهة نظري هذه للزعامات الأساسية وكنت اتمني ان يصدر قرار من رئاستي الجمهورية والوزراء بتأجيل عقد مؤتمر القمة بدلا من ان ننتظر قرارا من الجامعة العربية بتأجيله. وإذا انعقد المؤتمر فسيكون من اكثر المؤتمرات بؤسا وتواضعا وستكون المشاركة فيه اضعف مشاركة في أي مؤتمر قمة انعقد سابقا ومنذ المؤتمر الأول. وتابع كنت ومن باب الحرص علي الدور العربي الكبير للعراق ان لاندخل في مأزق بحيث نلملم مندوبا من هنا وممثلا او وزيرا من هناك ليلتئم مجلس الجامعة العربية في العراق. وكأننا نستجدي ونستعطف الزعامات العربية بأن تزور العراق الذي كان يعطيهم الادوار. فالعراق هو الذي يعطي الادوار ولا ينتظر بلدا عربيا لكي يتفضل عليه بدور ما "وقال العلوي": اثارني جدا وإلي درجة الاستغراب والذهول الرقم الذي قدمه وزير الخارجية بكلفة انعقاد المؤتمر والبالغة 456 مليون دولار. فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أنهما اتفقا علي تبني مقترح بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث موضوع تأجيل القمة العربية ببغداد أو عقدها في الموعد المقرر يومي 10 و11 مايو القادم في ضوء وجود مطالبات بتأجيل القمة. مشددين في الوقت ذاته علي أنه ليس هناك تفكير في إلغاء القمة.