كشفت الدراسات والأبحاث العلمية الأخيرة عن تزايد معدلات الإصابة بمرض سرطان الثدي بين السيدات المصريات.. بل أن مصر ربما تمثل المركز الأول بين دول العالم في الإصابة بهذا المرض!! يقول الدكتور محمد شعلان رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي وأستاذ واستشاري الأورام بالمعهد القومي للأورام بقصر العيني: هناك العديد من الأسباب وراء تزايد الإصابة بسرطان الثدي أولها ارتفاع عمر المرأة من 40 عاماًَ ليصل إلي 70 عاماً.. كما اختفت أمراض عديدة كانت تصاب بها المرأة من قبل مثل التيفود والكوليرا وغيرها وظهر مرض سرطان الثدي! أشار من أبرز الأسباب أيضا تأخر سن الزواج فقد كانت الفتاة تتزوج في سن يتراوح ما بين 18 إلي 20 سنة وتنجب بسرعة وتقوم بالرضاعة الطبيعية أصبحت الآن تتزوج في سن يتراوح ما بين 35 40 سنة ولا تهتم بالرضاعة الطبيعية من أجل النزول إلي العمل وتكتفي بانجاب طفل أو اثنين فقط وتتناول حبوب منع الحمل مما يؤدي للإصابة بسرطان الثدي. الرياضة الحل أوضح د.شعلان أن ثلثي سيدات منطقة الشرق الأوسط يعانين من الإصابة بالسمنة الزائدة وهي من أسباب الإصابة بالسرطانات سواء في الثدي أو القولون أو الرحم مؤكداً أن الأبحاث العالمية الحديثة اثبتت أن السيدات اللاتي يمارسن رياضة "الايروبكس" 4 ساعات أسبوعياً تقل لديهن فرصة الإصابة بالمرض. أضاف أن المبيدات التي يستخدمها المزارعون في رش المحاصيل لها تأثير كبير أيضا بالإضافة إلي الاسراف في تناول الوجبات السريعة لانها تحتوي علي مواد عالية الدسم تساعد علي السمنة. أشار إلي أن سيدات اليابان كن لا يصبن بالمرض إلا بنسبة محدودة جداً وعندما هاجرن إلي أمريكا وبدأن يأكلن الأغذية التي تؤدي إلي السمنة أصبحن معرضين بالإصابة بالمرض. طرق الحماية أضاف أن زواج البت في سن صغيرة لا تتجاوز ال30 والرضاعة الطبيعية لاطفالها وعدم الإصابة بالسمنة وتناول الغذاء الصحي وخاصة طبق السلطة الخضراء يساهم في منع إصابة المرأة بسرطان الثدي. أكد أن عمليات التكبير أو التصغير للثدي أو عمليات التجميل عموماً ليس لها علاقة بالإصابة بسرطان الثدي مؤكداً أن قوة تعامل المرأة مع المرض هو الكفيل بشفائها مثلما فعلت النجمة العالمية "إنجلينا جولي" التي قررت التخلص من ثدييها تماما ثم شفيت من المرض. أضاف أنه علي المرأة من سن 20 عاما حتي 40 عاماً إجراء فحص ذاتي مرة كل 3 سنوات ومن سن 40 حتي 50 عاماً باستخدام أشعة الماموجرام مرة كل عامين وبعد سن ال50 عاماً تكشف مرة كل عام. أوضح أن معهد الأورام القومي يقوم خلال هذا الشهر بتدشين حملة للوقاية من مرض السرطان. كابوس تقول الدكتورة نوران سعيد استشاري أشعة الثدي بقصر العيني ومدير المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي: إن سرطان الثدي يعد من أكثر الأمراض السرطانية انتشاراً بين النساء في العالم كله وبالتالي أصبح كابوساً للمرأة في كل دول العالم إذ تصاب امرأة من كل 8 سيدات في العالم مما يجعل هذا المرض مشكلة صحية تحتاج إلي تضافر الجهود من أجل صحة المرأة. أضافت أنه كلما زاد العمر عند المرأة كلما زادت فرص الإصابة بالسرطان. حذرت من خطورة تناول الهرمونات التعويضية عند انقطاع الطمث ومن أهمها "الاستروجين" و"توجستروين" مشيرة إلي أن العلماء توصلوا إلي خطورة هذه الهرمومات وتم التوقف عنها تماماً وتم استخدام أدوية الكالسيوم وفيتامين "د" بدلاً منها. أضافت أن مؤسسة مكافحة سرطان الثدي تهدف إلي زيادة نسبة وعي المجتمع تجاه هذا المرض مشيرة إلي أن الاكتشاف المبكر له يؤدي إلي زيادة نسب الشفاء بنسبة تصل إلي أكثر من 80% ومن أجل تحقيق هذا الهدف قامت المؤسسة بالعديد من الأنشطة والفعاليات بالتعاون مع العديد من الجهات. أوضحت أن المرض منذ 20 عاماً كان قاتلاً إلا أن التقدم العلمي الذي حدث خلال السنوات الأخيرة والاكتشاف المبكر للمرض ساهم في تحقيق الشقاء بنسب كبيرة. أضافت أنه تم مؤخراً التوصل إلي هرمون آمن للوقاية من سرطان الثدي يسمي "تاموكسينين" يؤكد الدكتور عمر زكريا أستاذ بمعهد الأورام بقصر العيني: أنه لا توجد احصائيات مؤكدة حول نسب الإصابة بالمرض سواء محلياً أو عالمياً مشيراً إلي أنه تم تخفيض نسبة الوفاة بالمرض نتيجة التطور الكبير الذي حدث في طرق العلاج والوقاية من المرض. أشار إلي أن المشكلة في مصر تتمثل في عدم وجود امكانيات كبيرة لإجراء مسح شامل لجميع السيدات بهدف الاكتشاف المبكر للمرض وسرعة علاجه باستخدام الطرق الحديثة. أوضح أن معهد أورام القصر العيني يستقبل سنوياً 3 آلاف حالة وأن نسبة الشفاء تصل إلي 75%. ينصح د. زكريا بتناول الغذاء الصحي وخاصة الخضراوات الطازجة والفاكهة بعد غسلها جيداً بمياه جارية. مرضي السكر يقول الدكتور محمد فؤاد أستاذ علاج الأورام أن السيدات اللاتي يعانين من مرض السكر النوع "2" هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي خلال فترة انقطاع الطمث والمعروفة بسن اليأس. أشار إلي أن الدراسات اثبتت عدم وجود صلة بين الإصابة بمرض السكر النوع "أ" وسرطان الثدي كما توصلت إلي أن زيادة الوزن التي ترتبط دائماً بمرض السكر ربما تمثل أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في الإصابة بالمرض. مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات اللاتي يعانين من مرض سرطان الثدي وكيفية التغلب علي المرض. تقول نادية عبدالله محافظة الدقهلية: أنها تبلغ من العمر 35 عاماً وانجبت 3 أطفال في أعمار 15. 10. 12 سنة لأنها تزوجت منذ أكثر من 20 عاماً وفجأة وبدون مقدمات ظهر عندها ورم صغير في الثدي وكشفته بنفسها وتوجهت إلي المستشفي العام وتم تحويلها إلي المؤسسة المصرية وأجريت لها أشعة الماموجرام وتم استئصال المرض والآن هي تحت العلاج الإشعاعي مع استعمال الدواء.. تضيف فائقة عبدالمعبود محافظة الشرقية ربة بيت: أنها تبلغ من العمر 40 عاماً ولها 5 أولا تخرجوا من كليات مختلفة وأنها منذ أكثر من 3 أعوام شعرت بوجود ورم صغير في الثدي لكنها لم تهتم بمعالجته أو الكشف عليه.. ولكن منذ عام وجدت هذا الورم أصبح منتشراً في الثدي الأيمن.. فذهبت إلي معهد الأورام وأكدوا أن هذا الورم خبيث بعد أن تم أخذ عينة وتم تحليلها وإجراءات الأشعة وبالفعل تم استئصال الثدي.. والآن الأطباء أقروا علاجي كيميائياً للقضاء علي مكان الخلايا السرطانية وأصبحت الآن بدون شعر للرأس تماماً أي سقط كاملاً والاشعاع الكيميائي مرة كل أسبوع. تضيف نرمين محمد موظفة حسابات بإحدي شركات القطاع الخاص: أنا فتاة لم اتزوج بعد وابلغ من العمر 28 عاماً.. مررت بظروف صعبة فجأة أصيبت بالمرض الخبيث في الثدي والأطباء أكدوا أن هذا المرض هاجمني نتيجة لاضطراب في الهرمونات نتيجة للضغط النفسي والحزن وأنه مرض وراثي كانت تعاني منه أمي قبل وفاتها والآن أمر بمرحلة علاج قبل الاستئصال.