جاء اختيار الدكتور "عصام سالم" كمحافظ للإسكندرية صدمة مفرحة للبعض وموجعة للبعض الآخر فالدكتور "عصام" "76 سنة" هو من أقدم عمداء جامعة الإسكندرية من عام 92 حتي عام 99 وأتي بعده الكثيرون مثل الدكتور "محمد عبداللاه" و"نصر دمير" و"حسن ندير" و"هند حفظي" كما أنه يعد أول محافظ للإسكندرية ذو مواصفات جامعية حيث اعتاد أهل الثغر علي أن يكون المحافظ إما أن عمل بجهاز الشرطة فرع أمن الدولة أو الأمن القومي أو القضاء.. ولكن نظراً لعلاقة الصداقة التي تربط بين الدكتور "عصام سالم" ورئيس الوزراء "عصام شرف" لكون الدكتور "عصام" كان عميداً لكلية الهندسة في بداية التسعينيات وحاصل علي الدكتوراه من بريطانيا فهذا يوضح طبيعة العلاقة ومدتها الطويلة. ترددت الأنباء عن اعتذارات بالجملة شهدتها محافظة الإسكندرية عن المنصب من قبل قيادات سابقة عسكرية وشرطية نظراً لانتشار المظاهرات الفئوية والدينية وأعمال البلطجة ولعل الصدمة الكبري هي ما تلقاها "محمد صفاءالدين كامل" نائب المحافظ الذي يدير المحافظة منذ أكثر من شهر في أعقاب "استقالة" اللواء "عادل لبيب" وكان يتوقع أن يتم تثبيته بالفعل علي مقعد المحافظ بدلاً من أن يأتي أستاذ أكاديمي من المعاش ليشغل المنصب. أما الذين تلقوا الصدمة بصدر رحب فهم أصدقاء الدكتور "عصام سالم" وما أكثرهم من إعلاميين وأساتذة جامعيين أعضاء الأندية الروتارية لدماثة خلقه وحبه لروح الدعابة. ومن المؤكد ان انجازات الدكتور "عصام" بالثغر ستكون أغلبها في اللقاءات التليفزيونية والندوات بمختلف القطاعات والالتقاء بأصدقائه القدامي وأصحاب بعض الشكاوي بسبب حبه الشديد لإجراء حوارات وهو ما اشتهر عنه في المجتمع السكندري كشخصية اجتماعية من الدرجة الأولي. ولكن بعيداً عن وعود المحافظ الجديد وصداقاته برجال الأعمال التي ستدعمه في المرحلة القادمة إلا أن الأهم بالفعل أن محافظة الإسكندرية بلا مبني إداري يدير منه المحافظ أعماله ومعرفة موظفيه واستقبال أصحاب الشكاوي بالرغم مما يتردد حالياً من أن "المحافظة" ستحصل علي مبني الحزب الوطني الجديد بسموحة وستضم إليه المبني المجاور الذي لايزال تحت الإنشاء ليكون مقراً للموظفين.. بينما سيترك مبني المحافظة القديم بشارع فؤاد ليتم ضمه إلي المتحف الروماني اليوناني المجاور له نظراً لوجود سراديب وانفاق تحت أرض المبني وستؤدي إلي تحويل الشارع إلي مزار سياحي خاصة أنه يقع في بدايته متحف الإسكندرية. وسيحتاج محافظ الإسكندرية إلي شهور حتي يتم الانتهاء من عملية البناء ونقل الموظفين وبالتالي فإما أنه سيكون بالمقر الإداري بالحديقة الدولية أو بحي شرق لإدارة أعماله في المرحلة القادمة.