مازالت أجواء الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة بحري حتي ساحة مسجد القائد إبراهيم التي استمرت حتي فجر أمس تلقي بظلالها الكئيبة علي المنطقة بعد أن سادت حالة من الكساد في عمليات البيع والشراء طوال اليوم خوفا من تجدد الاشتباكات.. المفاجآت التي أكدها شهود العيان للأحداث "للمساء" كشفت عن حجم وقوة الاسلحة النارية التي كانت من حوزة الإخوان في ظل أن قوات الشرطة والأمن المركزي كانوا بلا تسليح سوي القنابل المسيلة للدموع والتي لا يمكن أن تواجه الموتوسيكلات النارية في مأساة حقيقية أثارت الذعر بالشارع السكندري. ** ولعل المفاجأة الأولي كانت بالاتوبيس الإخواني الخاص الذي كان يستقله ما يقرب من "60" من أعضاء الجماعة حتي منطقة قبر الجندي المجهول علي الكورنيش وقام الأهالي بإحراقه حيث لم يتم العثور علي صاحبه حتي الآن لم يبلغ أحد بإحراقه ولم يتم العثور علي لوحاته المعدنية حتي الآن. أما المفاجأة الثانية فكانت بالمستشفي الأميري الجامعي الذي بدلا من أن تكون صرحاً طبيا لإسعاف المواطنين تحولت إلي ساحة معارك بين المواطنين والاطباء لاختفاء طاقم التمريض من المستشفي وهو ما تسبب في عدم تقديم خدمات عاجلة طبية للمصابين وإغلاق قسم الاستقبال امام الحالات المتوافدة من المصابين في الاحداث الدامية علي المستشفي. كان أطباء قسم الاستقبال بالمستشفي قد فوجئوا بغياب أغلب العاملين من قسم التمريض في وقت الاحداث الدامية وتوافد المصابين علي المستشفي وهو ما ترتب عليه إغلاق قسم الاستقبال وقام ثلاثة من الأطباء بتحرير محضر ضد التمريض والخلل الإداري بالمستشفي برقم 2941 اداري العطارين.. في الوقت نفسه قام "ثمانية مواطنين" بتحرير محضر ايضا ضد أطباء قسم الاستقبال. ونعود للاحداث التي شهدتها منطقة بحري حتي مسجد القائد إبراهيم.. فيقول "عبدة السيد" "بائع جائل" فوجئنا بتوجه مسيرة للإخوان من مسجد القائد ابراهيم علي الكورنيش وخلفهم اتوبيسات تابعة لهم في طريقهم لمنطقة بحري وهو ما تسبب في أزمة مرورية لأن المنطقة تجارية وبها تكدس مروري من الاساس.. وعند بداية حدود منطقة بحري خرج أهالي المنطقة وكانوا بالعشرات ولكنهم قطعوا الطريق امام الإخوان ومنعوهم من التقدم وطاردوهم حتي قبر الجندي المجهول.. أما "راضي فتح الله محمد" "بائع" فيقول: فوجئنا بقيام جماعة الإخوان واتباعهم بإخراج اسلحة لم نعلم من أين أتوا بها وأطلقوا النار بصورة عشوائية والناس كانت تجري خلفهم بالطوب. يضيف "السيد عبدالحليم" "صاحب محل" تحطمت ألواح زجاجية من الغرفة التجارية وايضا من محل اسماك شهير بالمنطقة . في مستشفي "رأس التين" رصدت المساء الحالات الثلاثة المتبقية تحت العلاج بينما تم التصريح بخروج "30" حالة تم علاجها. يقول الدكتور "سامي عبدالقادر" مدير مستشفي رأس التين معظم الحالات التي وردت الينا كانت مصابة بالخرطوش والمؤسف ان بعضهم كان مصاب بما يزيد علي "30" طلق رش بمختلف انحاء الجسم . التقت "المساء" مع المصابين الثلاثة يقول "فرغلي عمر فرغلي" "52 سنة" "تاجر سيارات من اللبان" مصاب بطلق ناري بالبطن وتهتك بالامعاء نتيجة للطلق وهو ما تطلب استئصال جزء من امعائه واعادة تغيير المسار داخل المعدة في عملية معقدة استغرقت ما يزيد عن الساعة لقد كان لدي عمل بالمنشية وكنت في طريقي الي محطة الرمل سيرا علي الاقدام بعد ان قطعت المظاهرات الطريق وعند محكمة المنشية وأثناء سيري وجدت فريقين احدهما للمواطنين والآخر للاخوان فأكملت طريقي باتجاه الاخوان ففوجئت بأحد "الملثمين" يخرج من صفوف الاخوان ومعه سلاح ناري وأنا أسير في حالي ويردد "الله أكبر" "الجهاد" اسلامية وخلفه ما يردد ما يقوله ثم اطلق النار علي بسلاح بحوزته . أما "شادي محمد كمال" "30 سنة / عامل بمقهي" فيقول: أنا مقيم بجوار مسجد القائد ابراهيم واقيم مع والدتي اللي ارعاها ونزلت لاشتري سجائر قبل السحور ففوجئت بحالة من الهرج والمرج وموتوسيكلات يستقلها اشخاص يطلقون النار في كل اتجاه فجريت مع الناس وأنا لا أعلم شيئا معبر ان اصبت بحالة من الذعر وفي لحظة وجدت من يقف امامي وهو ملتح ويصرخ "الله أكبر" ومعه زجاجة ليقطع أوتار الساعد الأيمن والاوعية الدموية والاعصاب.. وقام الأهالي بربط ذراعي "بفانلة" حتي لا أموت ونقلت للمستشفي الاميري بموتوسيكل وهناك لم يفعلوا شيئا سوي بربط شاش فوق الفانلة وتركت بدون علاج حتي اليوم التالي حتي تم نقلي لمستشفي رأس التين لإجراء عملية لتوصيل الاعصاب.. ولا أعلم اذا كنت سأتمكن من العودة لعملي أم لا انني اصبت بعاهة مستديمة. أما "بسيوني محمد بسيوني" "52 سنة / عامل بالميناء" ومصابا بطلق ناري بالصدر بفتحة دخول وخروج تسبب بتهتك بالرئة والطحال" فقال أنا مقيم بباكوس وتوجهت لأصلي ليلا بمسجد القائد ابراهيم كعادتي في شهر رمضان ففوجئت بطلقات نارية وعملية كروفر ولم أعلم بالاسباب وصيحات الي "الجهاد" والله أكبر يكسرون الارصفة لحمل الطوب.. فتقدمت في اتجاه المسجد وقلت "للاخوان" انا داخل أصلي وماليش دعوة بحاجة ورفعت يدي السلام ففوجئت بشخص ملتح يحمل سلاحاً نارياً ويستقل موتوسيكلاً يأتي من وسط المتظاهرين ورفع سلاحه الناري في وجهي فقلت له "أنا ما عملتش حاجة" وللاسف اطلق النار علي بكل قسوة وبلا رحمة ولو رأيته مرة أخري لعرفته علي الفور.. وسقطت مغشيا علي ونقلني الأهالي بموتوسيكل للمستشفي. من ناحية أخري أكد الدكتور "محمد أبو سليمان" وكيل وزارة الصحة بالاسكندرية علي أن المعركة الدامية اسفرت عن مصرع المدعو "أحمد عبدالله عبدالعظيم" "22 سنة" واصابة "45" للآخرين لم يتبق منهم سوي "4" حالات بالمستشفيات.