أسئلة كثيرة وردت من القراء إلي المساء الديني يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا عرضناها علي الشيخ السيد الهادي وكيل مديرية أوقاف الشرقية فأجاب بالأتي : * يسأل محمد السيد وحش ما حكم هجر المرأة زوجها في الفراش وعدم التحدث معه؟ وهل يقع عليها ذنب في ذلك؟ * * لا يجوز للزوج شتم زوجته أو ضربها لغير مسوغ شرعي. كنشوزها فإن شتمها أو ضربها ضرب اعتداء فهو ظالم لها. ولا يجوز للزوجة هجر فراش زوجها فإن فعلت بغير حق فقد ارتكبت محرماً وتعرضت لغضب الله عز وجل فعن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : إذا باتت المرأة هاجره فراش زوجها لعنتها الملائكة حتي تصبح متفق عليه. نعم اذا منعها حقا فقد أفتي بعض أهل العلم بجواز هجرها له فإن لم يمنعها حقاً يبقي الأمر علي الأصل من عدم جواز هجرها له وينبغي للزوج أن يراضيها اذا كان قد بدر منه ما يستدعي غضبها وعتبها في المقابل محاسن أخلاق المرأة أن تسعي لارضاء زوجها ولو كان ظالماً لها فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "اخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العوود علي زوجها التي اذا أدت أو أوديت جاءت حتي تأخذ بيد زوجها ثم تقول : والله لا أذوق غمضا حتي ترضي رواه الطبراني وحسنه الألباني.. وأما طلب الطلاق. فإن كان هذا الزوج يخادن النساء وكان مصراً علي هذا الفعل وعدم التوبة منه فالأولي أن تطلبي منه الطلاق فلا خير للمرأة في معاشرة مثل هذا الرجل والله أعلم. خروج المرأة بدون إذن الزوج * يسأل "علي. د" زوجتي خرجت من بيت أهلها مع أبيها مع أني رافض خروجها وتكرر هذا في اليوم التالي وأنا رافض خروجها وهي تعلم وبيني وبينها مشكلة بسيطة علما أننا متزوجان وقد دخلت بها فهل لوالد الزوجة أو أمها حق بالإذن لها بالخروج من البيت؟ مع العلم أنهم يعلمون عدم رضاي عنها؟ * * إن كنت قد دخلت بزوجتك فيجب عليها عدم الخروج من البيت إلا بإذنك سواء كانت في بيت الزوجية أو في بيت أبيها فلا يجوز لها الخروج بغير إذنك إلا عند وجود ما يسوغ لها ذلك فإن خرجت لغير مسوغ كانت ناشزاً تسقط عنك نفقتها حتي ترجع عن النشوز ولك الحق في تأديبها وليس لأي من أبويها حق الإذن لها دون موافقة زوجها ما دامت مدخولا بها. وعلي والديها الانكار عليها في حال مخالفتها وخروجها بغير إذنك لا أن يعينوها علي ذلك وننصح بالسعي في الاصلاح وتوسط أهل الخير إن احتاج الأمر إلي ذلك قال تعالي "والصلح خير" "النساء : 128". وننبه إلي أنه ينبغي أن يحرص الزوجان علي كل ما يكون فيه استقرار الأسرة من الحوار والتفاهم وحل المشاكل بعيداً عن العصبية والتشنج مع الحرص قدر الامكان علي أن تكون المشكلة طي الكتمان لأنها قد تزداد تعقيداً عند تدخل أطراف اخري فيها. * يسأل وجيه حسن متولي : رجل يريد الزواج من امرأة ولكن والديه رفضا هذا الزواج بل وهدداه بعدم الرضا عليه والتبرؤ منه إن فعل ذلك بحجة أن هذه المرأة مطلقة. مع العلم أنه حاول معهما بشتي الطرق ليأخذ موافقتها هل غضب وسخط الوالدان هذا في محله إن لم يطعهما الابن؟ وهل يغضب الله لغضبهما إن فعل ذلك؟ وهل يكون هذا الزواج صحيحا؟ * * لا شك أن طاعة الوالدين ورضاهُما من أولي الحقوق وأوجبها ما لم يأمرا بمعصية وذلك للادلة الصريحة من الكتاب والسنة الأمرة بذلك وايضا فإن اغضابهما من اعظم الذنوب التي توجب غضب الله عز وجل فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد" رواه الترمذي وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ورواه الطبراني بلفظ "رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما". قال المناوي في "فيض القدير" : "لأنه تعالي أمر أن يُطاع الأب ويُكرم فمن امتثل أمر الله فقد بر الله وأكرمه وعظمه فرضي عنه ومن خالف امره غضب عليه ولذلك فإن استطاع هذا الرجل أن يجمع بين بر والديه وتحقيق رغبته في الزواج فحسن وليحاول اقناعهما وليواصل جهوده مع استخدام كافة الأساليب الحسنة والطرق الحكيمة لكسب رضاهما وموافقتهما علي زواجه بتلك المرأة خاصة اذا كانت ذات خلق ودين فإن قبلا فالحمد لله وأن اصرا علي الرفض فعليه أن يطيعهما لأن طاعتهما واجبة كما تقدم وزواجه من هذه المرأة بعينها ليس بواجب والواجب مقدم شرعا علي غيره كما هو معلوم ولعل للوالدين نظرة خاصة لهذه الفتاة مما جعلهما لا يؤيدانك في زواجها وأن تزوجها بدون رغبة والديه بأركان الزواج وشروطه وقع صحيحاً. * يسأل محمد أحمد : ما هو حكم ترك الصلاة بسبب المرض؟ * * ترك الصلاة من أعظم الذنوب. قال ابن القيم : لا يختلف المسلمون وأن ترك الصلاة المفروضة عمدا من اعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه عند الله أعظم من اثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن اثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة. وذهب جمع من أهل العلم إلي أن تارك الصلاة كافر كفر أكبر والصلاة لا تسقط عن المسلم بأي حال ولو كان مريضا أشد المرض ما دام عقله باقيا فعليك بالتوبة إلي الله من ذلك ومذهب جمهور العلماء أن عليك قضاء الصلوات الفائتة ويري شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يلزمك القضاء وإنما يشرع لك أن تكثر من التطوع وأن كان يضرك غسل بعض أعضاء الوضوء فليتمم وأن لم يقدر علي القيام صلي جالسا أو علي جنب كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم حينما جاءه رجل وقال إن بي بو اسير فقال صلي قائماً فإن لم تستطع فجالسا فإن لم تستطع فعلي جنب والله أعلم. * يسأل أحمد حمدان هل المرض يشفع لصاحبه بعد وفاته وماذا يعرف المتوفي عن أهله بعد الوفاة وهل يعرف من يزوره في قبره. وهل هو يزور الموتي وهل يشعر بالوحدة؟ * * لا شك أن المرض يكفر من خطايا المريض لقول النبي صلي الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه حتي الشوكة يشاكها رواه البخاري. وأما معرفة ما يتعلق بالميت بعد موته فيعتبر من الأمور الغيبية التي لا يجوز الخوض فيها إلا بدليل من نصوص الوحي من القرآن أو السنة ومعرفة الميت حال أهله بعد وفاته لم نقف له علي دليل. وقد اختلف العلماء في مسألة سماع الأموات لكلام الأحياء فمنهم من قال بأنهم يسمعون كلام الأحياء ومنهم من نفي ذلك وقد بينا أن الراجح أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ولا يلزم أن يكون السماع له دائماً بل قد يسمع في حال دون حال. حياة البرزخ * يسأل عادل محمد : هل يمكن للأخ أن يلتقي باخيه بعد موته في حياة البرزخ ويعرفه ويستقبله ويسأله عن حال أهل الدنيا؟ * * تلاقي أرواح المؤمنين في البرزخ واستقبالهم لمن يأتي إليهم من بعدهم وسؤالهم إياهم عن أهل الدنيا ثابت كما في حديث أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : اذا احتضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي راضية مرضية عنك إلي روح الله وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح المسك حتي أنه ليناوله بعضهم بعضا حتي يأتون به باب السماء فيقولون : ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألونه : ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون : دعوه فإنه كان في غم الدنيا فإذا قال : أما أتاكم؟ قالوا اذهب به إلي أمه الهاوية. وأن الكافر اذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون : اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلي عذاب الله عز وجل فتخرج كأنتن ريح جيفة حتي يأتون به باب الأرض فيقولون : ما أنتن هذه الريح حتي يأتون به أرواح الكفار رواه النسائي وصححه الألباني.