رغم مرور ما يقرب من شهرين علي نضالهم من أجل الإطاحة بالرئيس معمر القذافي ونظامه الجاثم علي صدورهم منذ أكثر من اربعين عاماً. يفتقر ثوار ليبيا إلي القائد العسكري والسياسي صاحب الشخصية الكاريزمية الذي يتحدث بوضوح عن قضيتهم ويرفع العلم الخاص بهم. فالحركة الثورية في ليبيا انشأت مجلساً وطنياً انتقالياً أسسه مصطفي عبدالجليل وفريق الأزمات الطارئة بقيادة محمود جبريل لكن هذين القائدين بجانب مسئولون آخرين بارزين في القيادات الثورية نادراً ما يتحدثون لوسائل الإعلام ولم تكن هناك مساواة بين هؤلاء الثوار والزعيم فيدل كاسترو والذي كان العقل المدبر للثورة الكوبية أو كورازون اكينو الذي قاد الثورة الشعبية الفلبينية عام 1968 رغم الافتقار إلي الخبرة السياسية. كان أول ظهور لمسئول بارز أمام وسائل الإعلام في مدار اسبوعين لعبدالفتاح يونس وزير الداخلية الليبي المنشق عن نظام القذافي الذي ارتبط به لسنوات. وقد انضم يونس إلي الثوار وهو يتولي حاليا مسئولية الجيش. وقد اجري يونس مؤتمراً صحفياً الثلاثاء الماضي انتقد فيه آداء قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي تقود العمليات العسكرية الدائرة حالياً ضد نظام القذافي. كما ظهر محمود جبريل رئيس فريق الأزمات الطارئة في هيئة الرجل دمث الخلق الذي لم يتردد اسمه كثيرا لكن المقاتلين الثوار يقللون من هذه المسألة معتبرين ان غياب الشخصية الكاريزمية لقيادة الثورة ليست مشكلة. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن طالب شارك في مظاهرة ضد القذافي في بنغازي مهد الثورة الليبية ان الشعب اللليبي هو من يقود هذه الثورة.. وعند سؤال الطالب عمن يقود الحركة الثورية. رد الطالب قائلا انه مصطفي عبدالجليل ونحن في حاجة له من أجل التحدث مع العالم الخارجي. كما نقلت "رويترز" عن شاب آخر ايضا ان الشعب الليبي يمثل رأس حربة الانتفاضة. نافياً ان يكون مصطفي عبدالجليل زعيم الثورة. وأعرب الشاب عن اعتقاده بأن الثوار في حاجة إلي زعيم لتنظيم جيشهم في الجبهة الأمامية. يقول المسئولون من الثوار ان الافتقار إلي القيادة الواضحة ليس بالضرورة شيئا سلبيا. وصرح جلال الجلال عضو اللجنة الإعلامية بالمجلس الوطني الانتقالي بأن الشعب هو من انتفض ضد شيء شرير للغاية. مضيفاً ان القادة ستظهر بعد ان يحقق الثوار هدفهم المتمثل في الإطاحة بنظام القذافي. الجدير بالذكر ان كلا من عبدالجليل وجبريل المسئولين البارزين في صفوف الثوار كانا من رجال القذافي سابقا. حيث كان الأول وزيرا للعدل لكنه تخلي عن المنصب بسبب رفضه للاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين في بنغازي في بداية الانتفاضة واحيانا يميل نحو التفاوض مع طرابلس وهو ما رفضه المسئولون السابقون في جانب الثوار. بينما جبريل قضي معظم سنوات خدمته في الخارج حيث كان يرأس مركز الفكر الاقتصادي التابع للدولة الليبية. لكنه استقال من منصبه بعد ان رفض القذافي فكرته المتعلقة بتحرير الاقتصاد. وهو الآن يقود الجهود الدبلوماسية للثوار. تشير "رويترز" إلي ان اغلبية المسئولين الآخرين في القيادة الثورية رجال اعمال ومحامون ومهنيون تلقوا تعليمهم في الولاياتالمتحدة وبريطانيا.