كلما مررت علي وزارة الخارجية وجدت أهالي المواطنين المصريين في ليبيا يتظاهرون امام الوزارة مطالبين المسئولين المصريين بالتدخل لاخراج أبنائهم من ليبيا بأية وسيلة.. قصص ومآس انسانية تستمع اليها من الاهالي الذين فقدوا حتي الاتصال بأبناءهم ولم يعودوا يعلمون حتي ان كانوا علي قيد الحياة أم لا؟ ولكن الأمر الذي لايعلمه الكثير من هؤلاء الاهالي أن الأمر بات أكبر من وزارة الخارجية. وهذا لايعني أنها لا تهتم بهم. في ظل قتال مستعر وعناد متواصل من قبل القذافي. وقوات تحالف تضرب حتي الثوار. وان كان عن طريق الخطأ. فالوضع بحق غاية في الصعوبة ومن ثم يجب البحث عن وسيلة بديلة لدخول السفن الي ليبيا وبالاخص لميناء مصراتة. لقد بات الحل الوحيد في يد القذافي. فإما ان يرحل وكفي الله المؤمنين شر القتال. ومن ثم الافراج عن أهالينا المحاصرين في ليبيا. وإما مواصلة العناد والمكابرة التي يبدو انه لايريد أن يفهم ان نهايتها مأساوية له ولكل من حوله. السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج يبذل قصاري جهده للمساعدة في حل هذه المشكلة "المستعصية" وعندما حاول لقاء أهالي المصريين بليبيا لشرح الموقف الصعب الذي تمر به الوزارة لم يجد ما يسره وكاد الاهالي يتهجموا عليه. ورغم ذلك فإن الرجل لايكل ولايمل من خدمة المصريين في الخارج قدر استطاعته ولكن ماذا عمن لايعمل ولا يراه أحد؟ السفير المصري في ليبيا محمد النقلي لايكاد أحد من المصريين العاملين بليبيا يعرف شكله. وقد سافرت ليبيا ثلاث مرات ولم أشعر أن لنا سفيرا في الجماهيرية لقد قال وزير الخارجية د. نبيل العربي ان المواطن المصري كان يدخل القنصلية المصرية أو السفارة في الخارج وكأنه يدخل قسم الشرطة قبل 25 يناير بالطبع. وانه يجب ان يكون هناك نظام ونهج جديد لاسلوب عمل السفارات بالخارج. ولكن هل من الممكن ان تكون هناك رعاية ونهج جديد لخدمة المصريين بالخارج اذا كنا نتحدث عن نسق ونظام جديدين فهل من الممكن ان يعيد العربي النظر في التعيينات الجديده. ففي جميع دول العالم تتضافر كل أجهزة الدولة وتعمل من أجل المواطن فقط. فهل نعمل من أجله أيضا؟