تحدثنا في الحلقتين الماضيتن عن إصابات الصمام الميترالي بالحمى الروماتيزمية .. في الحلقة الأولى تناولنا إصابته بالضيق وفي الحلقة الثانية إصابته بالإرتجاع .. في هذه الحلقة سننتقل إلى إصابة صمام آخر من صمامات القلب بالحمى الروماتيزمية وهو الصمام الأورطي . تقول الدكتورة ريهام بيومى اخصائية القلب والاوعية : إصابة هذا الصمام أقل حدوثاً من الصمام الميترالي لكنها أشد خطورة من الأولى . ولكن إصابة هذا الصمام قد تكون إما ضيقاً أو إتساعاً أوإرتجاعاً . تضيف : ضيق الصمام الأورطي يحدث نتيجة إلتهاب وريقات الصمام الثلاثة مما يؤدي إلى إلتصاقها ببعض مما ينتج عنه ضيق فتحة الصمام وبالتالي نقص كمية الدم التي يضخها القلب إلى باقي أجزاء الجسم وإحتباس الدم داخل البطين الأيسر للقلب مما يؤدي إلى تضخمه وزيادة في حجم عضلة القلب . قالت :اعراضه كما هو الحال في إعتلال الصمامات الأخرى للقلب فإن مدى ظهور الأعراض يعتمد على حدة الإصابة لذلك الصمام كما ذكرنا أن عضلة القلب تبدأ في التضخم تدريجياً وهذا قد يستمر سنوات قبل ظهور الأعراض ولكن بعد ظهور الأعراض فأنها تحدث بشكل سريع ومن هذه الأعراض . 1- ضيق في التنفس مع فتور عام في الجسم وربما تكون عند الإستلقاء على الفراش أو أثناء الليل فقط . 2- دوار ودوخة إما أن تكون بسبب وجود إضطرابات كهربائية عارضة أو نتيجة تجمع الدم في الأوردة دون تصريف . 3- ذبحة صدرية : في حالات الضيق الشديد وعادة ماتكون في طور متقدم من المرض وهى دليل على عدم حصول عضلة القلب المتضخمة على كمية كافية من الدم ( التروية ) والأوكسجين . 4- هبوط الجانب الأيمن من القلب نتيجة إحتقان الرئتين بالدم لنقص وربما منع تصريفه من الجانب الأيسر . اضافت :العلامات السريرية عادة غير بارزة في وجود الضيق البسيط للصمام الأورطى أما في وجود الضيق الشديد تكون العلامات السريرية في صورة ضعف النبض للشرايين الطرفية وإزاحة قمة القلب عن مكانه الطبيعي مع إنقباض عضلة القلب بقوة و الإطالة في فترة الإنقباض وسماع لغط بالقلب عند سماعه بسماعة الطبيب وسماع صوت إنقباض الأذين الأيسر ويسمى الصوت الرابع . وعن المضاعفات قالت : اخطرها الموت المفاجئ حتى في حالات إنعدام الأعراض .. وإلتهاب الصمام ببكتريا الأسنان والجروح الأخرى والتي قد تؤدي إلى تدهور حالة الصمام نتيجة مايسمى بإلتهاب العضلة الداخلية للقلب. اضافت : ربما يبقى المريض بدون أعراض لعدة سنوات بالرغم من مرضه فإن المرض يتقدم تدريجياً مع تقدم السن ..ولكن عند ظهور الأعراض فإن الأحداث تتسارع خلال سنوات قليلة ونسبة الموت المفاجئ قد تصل إلى 20% . ومن الأعراض الخطيرة آلام الصدر و أعراض هبوط القلب أو السقوط المفاجئ عند بذل أي مجهود . اضافت : في حالة عدم وجود أعراض حتى في حالات الأطفال فإن الإجهاد فوق المعتاد يجب تجنبه للتقليل من حالات الموت المفاجئ بأذن الله . أما في حالة وجود أعراض أو تضخم في عضلة القلب . فيجب إجراء الفحوصات اللازمة والترتيب للتدخل الجراحي قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه . اشارت الى انه في حالة الضيق الشديد يتم إستبدال الصمام أما بصناعي معدني أو نسيجي .. والإستبدال بصمام صناعي يتطلب من المريض تناول مانعات تجلط الدم مدى الحياة. أما بالنسبة للأطفال فإن العمل الجراحي قد يبدأ بعملية إصلاح وتوسيع الصمام وهذه المرحلة قد تكون إجراء مؤقت لحين بلوغ الطفل سن متقدمة تسمح بإستبدال ذلك الصمام . وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع إرتجاع الصمام الأورطى وإصابات الصمامات الأخرى المتبقية.