نجمة المهرجان هذه هي الصفة التي تم اطلاقها علي فرقة "سينفونيتا مصرية".. المهرجان يسمي "ايتي" علي اسم البلدة التي يقام بها مهرجان للموسيقي سنويا في الفترة من 12 إلي 15 يونيو وقد بدأ منذ عام 2003 بفكرة من مديرته الفنية عازفة البيانو لورا ماكولا والتي زارت مصر عدة مرات وعزفت في الأوبرا وقصر المانسترلي وشاركها في الفكرة عازف الكمان "اندريس موس لونين" وهو المدير التنفيذي والاثنان من أبناء البلدة ورغم ان المهرجان بدأ منذ عشر سنوات إلا ان هذه المرة الأولي التي تشارك فيه أحد الفرق المصرية والتي استحقت بجدارة صفة نجمة المهرجان. وبلدة "ايتي" تبعد عن العاصمة هلنسكي بحوالي 70 كيلو مترا وقد بناها ملك سويدي في القرن السادس عشر ومعظم مبانيها الحالية تم بناؤها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وتمتاز بالمناظر الطبيعية الخلابة وفي عام 1990 فازت بلقب اجمل مدن فنلندا في مسابقة اقامتها مؤسسة سياحية فنلندية.. والمهرجان تقام حفلاته الرئيسية في كنيسة البلدة الخشبية التي تعد إحدي المعالم الأثرية حيث تم بناؤها في القرن السابع عشر والمهرجان يختص بموسيقي الحجرة ونشاطه لا ينحصر في الحفلات فقط بل تتبعه مدرسة صيفية لتعليم الموسيقي للصغار والمهرجان يمثل نموذجا للنشاط الأهلي حيث تنظمه جمعية تحمل اسمه وترعاه شركة فنلندية شهيرة في صناعة التليفون المحمول. المهرجان بدأت فعالياته يوم 12 في احد المتاحف الاثرية واحياه فريق مكون من عازفين لآلات الكمان والفيولا والتشيللو والكونترباص والكلارينت وابوا وكورنو ايقاع وبيانو وقدم في هذا الحفل اعادة صياغة لبعض أغاني فريق البيتلز تم اعدادها وتوزيعها لهذا الفريق الذي من الواضح انه تم تكوينه من أجل المهرجان حيث شاهدنه في معظم الحفلات أما اليوم الثاني للمهرجان وبدأ بحفل في الثالثة ظهرا احياه العازفون الصغار واساتذتهم والخريجون من المدرسة الموسيقية حيث تحتفل المدينة بمرور 10 سنوات علي انشائها وفي السابعة مساء كان الحفل الافتتاحي الرسمي في الكنيسة الخشبية وتم فيه عزف متتابعة التشيللو رقم 2 لباخ وثلاثي وتري لشوبرت وسرينادة للتشيللو والبيانو والايقاع للمؤلف المعاصر سان ياهو اما في ثالث ايام المهرجان اقيم في الثانية ظهرا حفل للعزف المنفرد عزفت فيه اعمال لبرامز وشومان وهندل. الفرقة المصرية في السابعة مساء ثالث أيام المهرجان كان الموعد مع الفرقة المصرية في قاعة بالكنيسة الاثرية والتي تقع في مكان متميز فوق التل وكانت المفاجأة هذا الحضور الكبير والذي لم اشاهده في جميع ليالي المهرجان حيث كانت الفرقة الوحيدة الأجنبية ولهذا تم تقديمها بشكل جيد بالاضافة للدعاية والتسويق التي تفتقده هذه الفرقة ومثيلاتها في مصر وإذا كانوا اطلقوا عليها نجمة المهرجان فكان الاسم علي مسمي حيث تميزت في الشكل والمضمون فقدمت برنامجا أحسن المايسترو والصعيدي اختياره حيث جاء متنوعا ومدروسا فكانت هناك مقطوعة مصرية ثم تنوعت باقي المقطوعات بين عصر الباروك والعصر الرومانسي والتأليف المعاصر وكانت أعمال لموسيقي الحجرة تعد من عيون التراث ومناسبة للحدث وللجمهور وجاءت علي مستوي المنافسة أما المقارنة فقد جاءت في صالحنا فالبداية كانت بمقطوعة مصرية للأوركسترا الوتري من مؤلفات الصعيدي الجديدة والتي تتميز بحداثة في التناول وتكنيك صعب وبها صنعة وحرفية وكان هذا خير تقديم لمصر وعنوانا جيدا لباقي البرنامج خاصة ان اداء العازفين كان متميزا.. المقطوعة الثانية كونشرتو براندبرج من مؤلفات قمة عصر الباروك يوهان سباستيان باخ 1685-1750 والمقطوعة الكونشرتو رقم 5 من 6 كونشرتات تحمل هذا الاسم وتعد من أهم اعمال عصر الباروك وفيه نجد مجموعة موسيقي الحجرة الشهيرة في هذا العصر التي تتكون من الكمان والفلوت والهارب سكورد والذي أحيانا يستبدل بالبيانو كما حدث في هذا الحفل والعمل تم تأليفه عام 1719 بهدف تقديم آلة هاربسكورد جديدة تم صنعها في هذا التوقيت ولهذا نجد في العمل استعراضا لامكانيات الآلة خاصة في الكادنيزا المنفردة المطولة في الحركة الأولي للكونشرتو لدرجة ان بعض الباحثين يرون ان هذا العمل كان تمهيدا لصيغة الكونشرتو بالشكل المتعارف عليه بعد ذلك أما هنا في الحفل نجد العازفة لورا ماكولا عزفت علي البيانو والعازف جوكا هاريس علي الكمان والعازف المجري بيتر اولاي علي الفلوت وهو العازف الأول في أوركسترا القاهرة السيمفوني المقطوعة عزفت بشكل جيد إلي حد ما من السوليستات ولكن آلة البيانو كانت كبيرة الحجم وجاءت غير مناسبة للعمل وللعصر الذي ينتمي إليه ولولا حنكة المايسترو ومهارة العازفين ويقظة رائد المجموعة عازف الكمان عبدالحميد الشويخ لكان صوت البيانو طغي علي أصوات الآلات الأخري ولكن لا يفوتنا ان عازف الفلوت هنا كان متفوقا. مؤلفات معاصرة العمل الثالث الذي عزفته الفرقة كان للمؤلف المعاصر جياكانتشيللي وهي مقطوعة للفرقة وسوليست بيانو وكمان والاثنان هما اللذان شاركا في مقطوعة الباروك والمؤلف هنا استخدم الصوت البشري في شكل همهمات دخلت في نسيج العمل كما تضمن سمات التأليف الحدث من النقر علي البيانو والنبر علي الكمان والضرب بالقوس والدق علي جسم الآلة ورغم غرابة العمل بالنسبة لباقي البرنامج إلا انها حازت علي الاعجاب ونالت تصفيقا حارا وأري انها اضافة لفرقتنا المصرية ونتمني ان تدخل ضمن رصيد الفرقة ويتم عزفها في مصر حيث نفتقد هنا المؤلفات المعاصرة. ختام الحفل كان مع السيمفونية الخامسة لشوبرت والتي تعد كل من اعماله التي تم تأليفها لأوركسترا صغير وهي الوحيدة التي ليس بها ترومبيت وكلارينت وآلات ايقاع واسلوب شوبرت هنا يتشابه مع موتسارت حيث كان مغرما به في هذه الآونة كما كتب في مذكراته الخاصة فالعمل جاء مناسبا للأوركسترا وللمكان ولطبيعة الجمهور. أما اداؤه فكان علي مستوي عال من الاحتراف مايسترو متمكن حافظ العمل كعادته عن ظهر قلب عازفون ماهرون تدربوا واجتهدوا فنالوا التصفيق الحار مصحوبا بكلمة برافو وظل التصفيق حتي عزف الفريق مرة أخري وجلست وأنا أشعر بالفخر بهذا الفريق الذي يعد خير دعاية لمصر وشاركني في الشعور بالفخر أعضاء السفارة المصرية منهم أسامة خضر القائم بالأعمال الذي حرص علي تهنئة اعضاء الفريق الذي يتكون من أبرع العازفين المصريين منهم خالد الشويخ وفيكتوريا كابرالوفا ورشا يحيي ومحمد فريد ومحمد سيف اليزل وشادي عبدالسلام وأحمد فؤاد وأحمد عاطف وحسام شحاتة ورامي يحيي ورنا حجاج ونورهان اسامة وجورجي هاتينان وعماد عزمي وشريف مصطفي وكريم وجدي ومحمد عبدالعزيز وأحمد علي ورنا أيمن أما رائد هذا الحفل ونجم الرحلة كان عازف الكمان عبدالحميد الشويخ والذي سوف يكون له نصيب كبير في الرسالة القادمة حيث تأتي هذه الرحلة ضمن جولة ل 4 دول أوروبية تعزف فيها الفرقة برامج متنوعة.