شهدت محافظة الأقصر ولأول مرة في تاريخها يوما حافلا بالاحتجاجات منذ صباح أمس وذلك اثر تداعيات أزمة اختيار محافظ للأقصر ينتمي إلي الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية. الأمر الذي عده معظم القوي السياسية والعاملين بالسياحة وأهالي الأقصر مسمار النعش الأخير في السياحة. فما بين قلة من القوي الإسلامية مؤيدة لمحافظ الأقصر الجديد المهندس عادل أسعد الخياط وأغلبية معارضة انقسم الشارع وبدأت حركة الاحتجاجات في الصباح الباكر بتجمع العشرات من شباب وأهالي الأقصر وأعضاء القوي السياسية والثورية بالمحافظة الذين انضم إليهم المئات من العاملين بالمجال السياحي وشاركوهم الاحتجاجات علي تعيين محافظ ينتمي للجماعة الإسلامية. حمل المعارضون العصي والشوم والأسلحة البيضاء والسلاسل والجنازير وأشعلوا النيران في الكاوتشوك علي طريق الكورنيش وقاموا باغلاقه من الجانبين فور تسريب خبر بوصول المحافظ الجديد الي الأقصر ونيته القدوم إلي مكتبه. كما قاموا بتكسير الأحجار والزجاجات في الطريق وأحاطوها بالأسلاك الشائكة لمنع السيارات من المرور واصطف عدد من سائقي الحنطور بسياراتهم أمام مبني ديوان عام المحافظة بقطع الطريق ووضع أحدهم حصانه أمام مدخل مكتب المحافظ. وأغلق أصحاب البازارات في سوق سافوي السياحي. الملاصق لديوان عام المحافظة محالهم بعد تزايد أعداد المتظاهرين. كما رسم معارضو المحافظ الجديد العديد من الرسوم المناهضة له. وكتبوا أمام ساحة ديوان عام المحافظة "لا لقتلة 1997". هدد المتظاهرون أمام مبني ديوان عام محافظة الأقصر بأن دخول المهندس "عادل الخياط" إلي مكتبه سيكون علي جثثهم وتصاعد الدخان نتيجة النيران المشتعلة أمام المبني. فيما شهدت الاحتجاجات اشتباكات طفيفة بين قلة من الشباب المحتجين في محيط ديوان عام المحافظة وأنصار المحافظ الجديد. في الوقت الذي فضلت فيه أجهزة الشرطة مراقبة الأمر والتحلي بضبط النفس ولم تتدخل لفتح الطريق وسط انتفاضة وموجة غضب عارمة من أهالي الأقصر. علي الجانب الآخر تجمع المئات من أعضاء وأنصار التيارات الإسلامية أمام مسجد أحمد النجم بساحة ميدان أبوالحجاج وأعلنوا عزمهم إدخال المحافظ إلي مكتبه بالقوة في الوقت الذي أمر فيه الشيخ رفاعة طه رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية السابق المئات من أعضاء التيارات والائتلافات الإسلامية المرابطة بوسط مدينة الأقصر لمحاولة إدخال محافظ الأقصر إلي مكتبه بديوان عام المحافظة بالانصراف إلي منازلهم حقناً للدماء. وعقدت قيادات الأحزاب الإسلامية بالأقصر اجتماعاً طارئاً بمقر حزب العمل بالأقصر أعلنوا خلاله ترحيبهم بالمحافظ الجديد داعين أجهزة الشرطة للقيام بدورها في حماية مؤسسات الدولة وناقشوا خلال الاجتماع الأوضاع في المحافظة ووصول المهندس أسعد الخياط محافظ الأقصر الجديد وضم الاجتماع أحزاب الحرية والعدالة والبناء والتنمية والراية والعمل.