كارثة بيئية تهدد باغراق الاسكندرية بمخلفات الصرف الصحي في ظل تقاعس من الجهاز التنفيذي بالمحافظة الذي تفرغ للمنافسة الاعلامية وغض البصر عن ما تتعرض له المحافظ بالثغر.. وتجاهل من مديرية امن الاسكندرية لتنفيذ القانون.. والضحية هو المواطن السكندري. فمنذ 20 يوماً قام بعض اهالي قرية "ابوبسيسة" بالعامرية ثاني بقطع الطريق المؤدي إلي منطقة "9 نون" وهي منطقة التخلص الآمن لمخلفات الصرف الصحي والتي تتم فيها دفن مخلفات محطات المعالجة ونواتج تطهير الشبكات بالاسكندرية والتي تقدر بحوالي "600 طن يومياً".. ومنذ ذلك الحين والاسكندرية لاتتمكن من دفن مخلفاتها لرغبة بعض اهالي القرية الاستيلاء علي "365 فداناً" مقام عليها المحطة. الكارثة بدأت بوادرها في الظهور بانفجارات داخل بالوعات الصرف الصحي بمنطقة المنشية.. بعد ان تجمعت المخالفات الآدمية الصلبة داخل "129" محطة للصرف الصحي موزعة بجميع انحاء الاسكندرية في البيارات التي تقع اسف كل محطة بعمق "25 متراً" تحت سطح الارض ولم يتم سحبها لمعالجتها واعادة دفنها بمنطقة "9 ن".. وبالرغم من الانذار الاول الا انه محافظة الاسكندرية كالمعتاد غضت البصر وكأنها لاتري ولاتسمع. يقول "مصطفي حمزة" رئيس قطاع العلاقات العامة والمتحدث الاعلامي للهيئة العامة للصرف الصحي بالاسكندرية. فوجئنا بقيام اهالي قرية "ابوبسيسة" بقطع الطريق وتحطيم الاتوبيس الخاص بالشركة ومنع "300 عامل" من الدخول للموقع والذين تبلغ مصاريفهم اليومية "50 الف جنيه" والآن بدون عمل. اضاف: قامت قيادات الشركة بمحاولة للاتصال بكبار اهالي ابوبسيسة واهالي المنطقة كما هو متبع بالاعراف والتقاليد وقدم الاهالي بعض المطالب ووعد رئيس مجلس الادارة بتنفيذ المستطاع منها وفق الظروف المالية الطاحنة التي تمر بها مصر. وقامت الشركة عقب ذلك بعمل مشروع صرف صحي بالمنطقة علي حسابها كمساعدة منها لاهل المنطقة. رغم انه من المتبع ان يقوم بهذا المشروع الجهاز التنفيذي بمشروعات المياه والصرف.. وفي نفس الوقت قام بعض اهالي القرية العاملين بموقع "9 نون" بحماية المنطقة وخط "بترول سوميد" وكذلك خط بترول خاص بتمويل الطائرات وهو ما يدل علي البعد الامني والاستراتيجي للموقع وانه ليس هناك ملكية خاصة ولهذا المكان المنشأ ومنذ عام .1993 تابع قائلا: فوجئنا بقيام مجموعة من اهالي القرية بتنظيم وقفة احتجاجية مرة اخري بالرغم من وعد الشركة بتقديم المساعدات لهم وتعيين ابناء القرية بالمنطقة.. الا انه تم منع دخول الوردية الصباحية والتعدي بالضرب علي اتوبيس الشركة ومدير عام المنطقة المهندس "حسن الاشقر" بالحجارة وتكسير الاتوبيس ورجم العاملين بالطوب والحجارة وتم منع وصول الحمأة المنتحة من تصريفات اهالي الاسكندرية بمختلف المحطات.. وللاسف اصيب "6" من العمال وقمنا بتحرير محضر بالواقعة رقم 4356/2013 جنح العامرية.. واتهمنا سبعة من سكان القرية بالاعتداءات وصدر قرار من النيابة العامة بضبطهم واحضارهم منذ ما يقرب من اسبوعين دون اي تنفيذ من مديرية الامن حتي الآن. اضاف: قامت شركة الصرف الصحي بالاستغاثة بمحافظ الاسكندرية ونائبه ومدير الامن والشركة القابضة لاننا علي ابواب كارثة وقنبلة ستنفجر في اي لحظة لعجز المحطات عن استيعاب المزيد من المخلفات الآدمية الصلبة.. في ظل اننا عرضنا علي كبار القرية التصالح والمتنازل عن المحاضر حتي تعود المحطة للعمل وحماية خطوط البترول الا اننا فوجئنا بالاعتداء علي العاملين مرة اخري بالضرب وتكسير سيارات الشركة وسيارات نقل الحمأة التي تقدر بالملايين واصابة العمال بجروح قطعية وكسر وتم تحرير محضر جديد برقم 4776 جنح العامرية ثاني. اوضح ان هذا الموقع تم انشاؤه عام 1994 في منطقة صحراية مرتفعة عن المياه الجوفية وتم اختياره من بين "18" موقعاً وفقاً لمعايير عالمية وبدون تلوث للمنطقة وتم خدمة المنطقة بخطوط كهرباء علي الطريق ورصف الطريق ونتيجة لذلك تم انشاء قري علي جانبيه وسمي بطريق المصانع وامتد العمران علي جانبي الطريق وملاحق لسور منطقة "9 نون" وتم بناء مزارع لتربية الدواجن والارانب حول المنطقة. وفجأة بدأنا بعد الثورة نسمع عن ان الموقع عدو للبيئة وملوث للاراضي المحيطة به وان الارض هي ارض الاجداد وارث لمن يقيمون بالمنطقة وذلك بايعاز من مجموعات تحاول الاستيلاء علي "365 فداناً" وتم ارسال شكاوي للبيئة والمحافظة والجيش والجهات الرقابية التي قامت بارسال لجان مختلفة منها لجنة من القوات المسلحة واشاد الجميع بان المكان غير ملوث للبيئة ويعد منطقة آمنة. اوضح ان الموقع يمر به "خط" غاز بدر الدين "ضغط عال" وخط بترول تموين طائرات برج العرب وخط بترول سوميد.. وفي حالة المطالبة بنقله فالمطلوب توفير ما لايقل عن "3 مليارات جنيه" والبحث عن موقع يصلح بيئياً لاقامته بصورة عاجلة. يذكر أن "المساء" كانت قد حذرت منذ أكثر من أسبوعين من أن الاسكندرية علي فوهة بركان. وذلك عقب انفجار بالوعات الصرف الصحي في الورديان. وخروج نيران منها.