هادئ الطباع.. يتحمل كثيراً.. يتحدث قليلاً.. أحلامه طبقا للخطط الموضوعة تجعل مصر في مقدمة دول العالم علميا وبحثيا.. مشغول بصفة دائمة.. فهو يترأس أكثر من منصب قيادي.. فبجانب الوزارة فهو رئيس المجلس الأعلي للجامعات الحكومية.. ورئيس مجلس الجامعات الخاصة والأهلية.. ورئيس مجلس المراكز البحثية وأيضا المعاهد ناهيك عن اللجان وغيرها. استطاع خلال الفترة الماضية مواجهة مشكلات عديدة بالهدوء والحكمة.. آخرها.. انتخابات الاتحادات الطلابية واختيار رئيس اتحاد طلاب مصر لأول مرة بعد الثورة.. وأزمة التغذية في المدن الجامعية والحالة الأمنية في الجامعات ومستحقات العاملين الإداريين.. ويري ان مواجهة أي مشكلة لابد وان تكون بالقلم والمسطرة.. وذلك بحكم انه استاذ في هندسة القاهرة انه د. مصطفي مسعد وزير التعليم العالي والذي يخطط لأن تكون بمصر 60 جامعة حكومية وخاصة خلال العشر سنوات القادمة.. وان تكون من بينها 6 جامعات ضمن أفضل 500 جامعة في التصنيف العالمي.. وهذا أقل طموح عنده بسبب الظروف الحالية. * سألته في بداية حواري معه.. الأحلام كثيرة لكنها تصطدم بالواقع المرير؟! فمن أين تأتي الوزارة بالميزانية الضخمة لاقامة هذا العدد الكبير من الجامعات؟! * * قال مبتسماً: الوضع بعد الثورة مختلف كثيرا عما قبلها.. ومن الصعب ان تستمر الحالة الاقتصادية المتردية طويلاً.. وبالنسبة لنا.. فقد وضعنا استراتيجية بعيدة المدي لتطوير التعليم العالي والتوسع فيه.. سواء بانشاء جامعات جديدة أو الانطلاق ببرامج تعليمية حديثة في مختلف المحافظات. أما عن انشاء 60 جامعة خلال العشر سنوات القادمة فقد اتفقنا بالفعل علي ذلك مع الحكومة وسيكون بينها 20 حكومية و40 خاصة وأهلية وتكنولوجية.. وبدأنا أيضا في التنفيذ.. وذلك بتحويل بعض الفروع إلي جامعات مثل فرع جامعة المنوفية بالسادات والذي تحول إلي جامعة السادات.. كما نتجه إلي انشاء فروع جديدة مثل فرع جامعة الاسكندرية بمطروح.. وفرعين لجامعة قناة السويس بشمال وجنوب سيناء.. علي أساس تحويلها بعد ذلك إلي جامعات بعد أن تستكمل مقوماتها والشروط المطلوبة لذلك. بجانب ذلك.. هناك 3 جامعات أهلية هي: القاهرة في 6 أكتوبر والسويس والمنصورة والاسكندرية.. بالاضافة إلي الجامعة المصرية المفتوحة والجامعات التي تقام وفقا لاتفاقيات ثنائية مع الحكومات الأجنبية وتسمي بالجامعات الدولية مثل المصرية الايطالية المصرية اليابانية المصرية الفرنسية. إذن المسألة لا تحتاج تمويلا ضخماً.. لأن الأساس موجود فقط استكمال بعض المقومات.. ولذلك وافقت الحكومة علي توفير الموارد اللازمة. * بمناسبة الحديث عن الجامعات الخاصة.. لماذا لم تنفذ الوزارة الحكم النهائي لصالح جامعة النيل؟! * * أننا بالفعل بدأنا تنفيذ الجزء الخاص بنا.. وهو تحويل النيل إلي جامعة أهلية.. أما مسألة الأرض والتجهيزات فلا علاقة لنا بها. وبمنتهي الصراحة اننا حريصون علي مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وجامعة النيل كمؤسستين مهمتين سيكون لهما دور بارع في المستقبل القريب. ضوابط صارمة * وفي سياق حديثنا عن الجامعات الخاصة.. أين الوزارة بعد الجامعات التي تعمل بلا ضوابط.. بحيث لا يلتحق بها إلا من يدفع أكثر مع مأساة الحجز المسبق والذي يتم غالباً في ثانية ثانوي؟ * * لأول مرة يتم وضع ضوابط صارمة لتصحيح مسار هذه الجامعات التي تعتبر رافداً من روافد التعليم في مصر.. حيث وضع مجلس الجامعات الخاصة والأهلية ثلاث قواعد تعمل علي اساسها هذه الجامعات وهي: "1" منع الحجز المسبق. "2" القبول طبقا للتفوق الدراسي. "3" الالتزام بالاعداد المقررة. * ومن لم يلتزم بهذه الضوابط؟ * * هناك عقوبات رادعة تصل إلي حد الاشراف الإداري والمالي الكامل للوزارة علي الجامعة المخالفة.. تماما كما يحدث مع المعاهد. * والاستثناءات المطبقة لصالح بعض الجامعات؟! * * انتهي كل شيء.. ولا توجد استثناءات إلا للجامعات الكائنة في سيناء فقط وتتمثل في تخفيض الحد الأدني 5% عن الجامعات الأخري.. تشجيعا للالتحاق بها وتعمير هذا الجزء الغالي من الوطن. * وماذا عن مكتب تنسيق هذه الجامعات؟ * * لا يوجد مكتب تنسيق للجامعات الخاصة.. ولكن هناك قواعد للقبول. محاور رئيسية * لم نر خطة واضحة للانطلاق بالعمل والتطوير في التعليم العالي والبحث العلمي؟! * * ان استراتيجية الوزارة التي تم اعدادها بالفعل تقوم علي 6 محاور رئيسية هي: الأول: التطوير المؤسسي: بما يحتاجه من جوانب إدارية وتشريعية والعمل علي اعادة هيكلة المشروعات وانشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث العلمي والذي سيكون له الكلمة العليا في التخطيط والتنسيق والمراقبة. الثاني: الاتاحة: وهي اتاحة فرص التعليم العالي وزيادتها إلي 37% بدلا من 29% حاليا.. وذلك بانشاء جامعات جديدة حكومية وخاصة. الثالث: الجودة: ويقصد بها جودة التعليم وارتباطه بالمجتمع.. وذلك بانشاء انظمة تعليم غير تقليدية مثل التعليم عن بعد والتعليم الافتراضي مع تطوير التعليم المفتوح مع توسيع نطاق المشاركة في المراقبة. الرابع: البحث العلمي: لابد وان يكون لكل المؤسسات دور ايجابي في البحث العلمي والابتكار. الخامس: خدمة المجتمع: تبني مشروعات قومية مثل المشروع القومي لمحو الأمية.. حيث يشارك فيه طلاب الجامعات بمقابل حافز يتلخص في بعض الدرجات تضاف للطالب في نتيجته نهاية العام. السادس: البحث العلمي: انشاء مراكز تمييز وابتكار بجانب حضانات تكنولوجية والوصول بمصر من المركز الأربعين إلي الخامس والعشرين في الترتيب العالمي للنشر العلمي. * ما حدث في الجامعات في الفترة الأخيرة.. خاصة عين شمس.. يتطلب اعداد وتجهيز منظومة أمن علي مستوي عال.. ماذا فعلتم في ذلك؟! * * نمر بلاشك بظروف صعبة.. وخبرة الجامعات في الأمن محدودة.. ولذلك نعمل في منظومة واضحة للأمن في الجامعات من خلال طرح مناقصات لتأمين البوابات بماكينات متطورة وعمل كروت تعارف للطلاب مع الاستعانة بسيارات من الداخلية للتأمين خارج أسوار الجامعات. ومن ثم فنحن في حاجة إلي 2500 فرد أمن علي مستوي كل الجامعات.. وقد التزم المسئولون بتوفير هذا العدد من الشباب الذي يعمل مع تدريبهم وتأهيلهم.. كما أنه سيتم انشاء ادارة للأزمات بكل جامعة.. ومن ثم فإن العام الدراسي الجديد سيشهد منظومة أمنية متكاملة بكافة الجامعات. * والكتاب الجامعي؟ * * هناك انفراجة كبيرة في مشكلة الكتاب الجامعي بعد الاتفاق مع رؤساء الجامعات علي الفصل بين الجهة التي تقدم المادة العلمية والجهة الموزعة لها. * أزمة العاملين الإداريين؟ * * شبه منتهية بانشاء صندوق مركزي في كل جامعة وذلك بعد موافقة المجلس الأعلي للجامعات علي ذلك بقيام الصناديق بصرف مستحقات هؤلاء العاملين. * المدن الجامعية مجموعة مشاكل وليست مشكلة التغذية فقط.. الست معي في ذلك؟ * . معك حق فليست مشكلة التغذية هي التي تؤرق الطلاب فقط.. وانما هناك أيضا مشاكل النظافة والرعاية الصحية والاجتماعية والرياضية.. وقد قمنا بتشكيل لجنة بحثت كل هذه المشاكل ووضعت 12 بندا رئيسيا لحلها.. وبصراحة فإن المدن الجامعية في حاجة لاستثمارات كثيرة.. فمثلا تطوير المطابخ مثلات يحتاج وحده في حدود 100 مليون جنيه. * كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الغاء مكتب التنسيق واستبداله بنظام آخر يقوم علي مراعاة القدرات.. فما هي الحقيقة؟! * * الحقيقة هي ان مكتب التنسيق باق حتي تتوصل اللجنة المشكلة من التعليم العالي والتربية والتعليم لنظام بديل يقوم علي مبدأ تكافؤ الفرص الذي يتميز به مكتب التنسيق منذ انشائه.. وحتي في حالة التوصل لأي نظام جديد فلن يطبق إلا علي الطالب الذي سيدخل أولي ثانوي. * ماذا عن ميزانية التعليم العالي في العام المالي القادم 2013 2014؟ * * هذه الميزانية زادت بمقدار 600 مليون جنيه لتصبح 2.8 مليار جنيه منها 1.8 مليار للجامعات ومليار واحد لديوان عام الوزارة والذي تم تخفيض ميزانيته بمقدار 200 مليون جنيه في الميزانية الجديدة. الوافدون * قلت انك تخطط للوصول بالطلاب الوافدين للدراسة في الجامعات المصرية إلي 150 ألف وافد خلال العشر سنوات القادمة.. كيف ذلك في ظل الظروف الصعبة الحالية؟! * * حاليا.. لدينا 35 ألف وافد بالجامعات وهذا لا يتفق أبدا مع ريادة مصر في المنطقة.. ولذلك لابد من ايجاد حلول جديدة لجذب الوافدين من خلال تسهيلات وبرامج دراسية متطورة ووسائل تشجيعية أخري.. ومهما كانت الظروف صعبة فإن الوطنية تفرض علينا هذا الدور. ان هدفنا في الفترة الحالية والقادمة هو استقبال المزيد من الطلاب سواء من الدول العربية أو الافريقية والأجنبية.. ومن أجل ذلك سوف يتم انشاء مكتبين ثقافيين في شمال وجنوب السودان مع تنفيذ برامج جديدة للتعاون العلمي مع بعض الجامعات الأثيوبية في مجالات الزراعة والطب.. ولذلك قمنا بانشاء نظام معلومات جديدة للمكاتب الثقافية والمبعوثين في الخارج مع تأهيل المتقدمين للبعثات وتطوير العمل بإدارة الطلاب الوافدين.. وخلال الفترة القادمة سيتم العمل في مشروع مدينة الوافدين علي مساحة 10 أفدنة بالقاهرة الجديدة. * أخيرا.. لماذا لا يتم الافراج عن الطلاب المعتقلين في الأحداث الأخيرة ببعض الجامعات.. حتي يؤدوا امتحاناتهم؟! * * لابد من توضيح نقطة هامة.. ألا وهي.. انه بعد ثورة 25 يناير لا توجد كلمة اسمها اعتقال خاصة لطلاب الجامعات.. وانما حبس بناء علي محاضر تم تحريرها نتيجة افعال غير طبيعية ادت إلي ايذاء الآخرين.. فمثلا طالب قام باغلاق الباب الرئيسي للجامعة بالجنازير ومنع الأساتذة وزملائه من دخول الحرم الجامعي.. فهل هذا لا يتم عمل محضر له.. وآخر حمل اسلحة بيضاء أو عصي لايذاء زملاءه.. وغيرهم الكثير. كما يجب ان نعلم ان الطلاب المحبوسين يمارسون حياتهم العادية ويؤدون امتحاناتهم في جو هادئ وبعيداً عن أي مشاكل.