حزب "البدوي" يدار علي طريقة نوادي الشباب وجمعيات الفنون الطرزية علاء حمدي ناشط وقيادة وفدية أصيلة أباً عن جد فوالده القطب الوفدي الراحل حمدي شوالي وجده زعيم الأمة سعد زغلول. في البداية سألناه ماذا لو عاد زعيم الأمة اليوم ودخل مقر حزب الوفد.. فقال علي الفور لو عاد لمات كمداً حزناً علي حال الوفد وهنا بدأ الحوار: * لماذا؟! ** لأن الحزب تحول إلي بؤرة للصراعات الشخصية وانفصل عن الشارع بعد فشله في تقمص هوية وفد 19 بثوابته الوطنية الأصيلة وفشله كذلك في تأصيل هوية جديدة لنفسه تسوغ له تمثيل الأمة.. والقائمون عليه اكتفوا بممارسة العمل الحزبي بمفهوم السيطرة علي بعض الصحف ووسائل الإعلام وعلي بضع مئات من أعضاء الجمعية العمومية والهيئة العليا دون الاهتمام بالشارع وهو الأمر الذي أدي إلي انهيار الحزب معنوياً وهو الواقع الذي كشفت عنه ثورة 25 يناير التي كان من المفترض أن يقودها الوفد صاحب التجربة الأولي في الثورات الشعبية. * وما أسباب ذلك الانهيار المعنوي كما تسميه؟! ** أولاً افتقاد الخطاب السياسي الصادق نتيجة إبعاد الكوادر الفكرية والسياسية الحقيقية والإبقاء علي شخوص يرفضها الشارع الوفدي إلي جانب الاستقواء بالمستوفدين من الحزب الوطني والأحزاب الأخري وتصعيدهم إلي المناصب القيادية بدلاً من الاستقواء بجماهير الوفد وأبنائه الحقيقيين رغم أن أغلب أولئك المستوفدين لا علاقة لهم بفكر الوفد ولا يعنيهم ولكن تم ضمهم للحزب علي طريقة الصفقات الفاشلة للنوادي الرياضية بشراء لاعبي فرق أخري يتضح مع أول اختبار لهم أنهم دون المستوي.. وغير ذلك أسباب كثيرة حسرت دور الحزب داخل مقراته فقط علي طريقة نوادي الشباب وجمعيات الفنون الطرزية. * معلوماتي انك أنت شخصياً وعدد كبير من القيادات الوفدية المبعدة عن الحزب حالياً راهنت علي د. السيد البدوي بل ودعمته في معركته ضد محمود أباظة للفوز برئاسة الحزب.. فلماذا هذا الانقلاب الآن؟! ** معلوماتك صحيحة فقد قمنا بدور لصالح د. البدوي وأنا شخصياً دعمته ولكنه كان دوراً بعيداً عن أي مصالح أو مطالب شخصية.. دعمناه مقابل وعود قطعها علي نفسه كنت شاهداً عليها وموثقاً لها ولكنه بعد ذلك تراجع وخذلنا بل وخذلنا بل وحذفوا عضويتي من سجلات الحزب ولم يفعل أي شيء لتصحيح الأوضاع وعودة المبعدين والسعي الجاد لتفعيل الوفد الحقيقي كبيت للأمة بكل أطيافها.. وما زاد الطين بلة ذلك التعهد الذي قطعه د. البدوي علي نفسه بأن يتصدر الوفد المشهد السياسي خلال 18 شهراً من توليه وإلا فإنه سيتقدم باستقالته وهو شعار براق جاذب ولكنه أيضاً شعار مطاطي لم يحدد بنوداً معينة لمفهومه أو آلية محددة لتحقيقه ولا تنسي أن مرحلة الصدارة المزعومة بدأت بفصل محمد عبدالعليم داود نائب الأمة عن مطوبس وفوة دائرة سعد زغلول إرضاء لأصحاب الجمعيات الممولة الذين بقوا في مواقعهم بينما ذهب داود!!.. ثم كيف تتحقق الصدارة المزعومة في ظل استمرار استبعاد ما يزيد ربما علي ال 90% من أبناء الوفد وكوادره الفكرية ورموزه وقياداته حتي من الرأي والمشورة.. وأخيراً هل تصدق أن الوفد يعلن وبكل فخر أنه سيتقدم بمرشح لرئاسة الجمهورية ليس وفدياً ولكنه سينضم - حسب تصريحات قادته للحزب خلال أيام.. هذه فضيحة.. انك تعمل علي الساحة منذ ثلاثة عقود وتزعم انك امتداد لحزب أغلبية عريق ثم تقر بأنك فشلت خلال هذه الفترة الطويلة في صنع كادر واحد يصلح للمنافسة علي منصب رئيس الجمهورية الذي هو أحد الأسباب الرئيسية لإنشاء أي حزب في أي دولة!! * والحل؟! ** تحمل مجموعة من مؤسسي الوفد الجديد ورموزه المتجردة من المبعدين علي رأسهم أساتذتنا حامد الأزهري والمهندس مجدي سراج الدين والمستشار محمد علي قاسم.. ومجموعة من المحافظات سواء من الشباب أو من جيل الوسط كالنائب محمد عبدالعليم.. وأنا وغيري تحملنا مسئولية الدعوة إلي إصلاح الأمور وتفعيل مباديء الوفد الوطنية الحقيقية وعودة المبعدين وتطهير الحزب من الدخلاء وأعضاء الجمعيات الممولة وعقدنا اجتماعاً منذ أيام بنقابة الصحفيين وقررنا البدء فوراً في تنفيذ تلك الأهداف وسنعقد خلال أيام قليلة مؤتمراً صحفياً داخل مقر حزب الوفد الجديد في بولس حنا نعلن فيه السلبيات والمطالب التي لا يختلف حولها أحد ممن يهمه أمر الوفد وبناء علي مدي استجابة القائمين علي الحزب سنختار تحركنا التالي من بين عدة خيارات وبدائل مطروحة ومرتبة في جدول زمني محدد. * هل استأذنتم قيادات الحزب في عقد المؤتمر الصحفي بداخله وهل سيسمح لكم بذلك؟! ** وهل تستأذن لدخول بيتك؟!.. وإذا منعونا فلكل حدث حديث. * كلمة أخيرة توجهها للوفديين؟ ** بل أوجهها للوفديين وغير الوفديين.. فبعد الزخم الوطني والروح الجديدة التي بعثتها ثورة الشعب في 25 يناير 2011 واحتوائها لكافة التيارات أدعو الجميع للتواصل معنا وطرح رؤيته وأفكاره لإعادة صياغة برنامج "الوفد المصري" الشعبي الحقيقي بمبادئه الأصيلة كمنبر للتحرر الوطني الأمين علي ثوابت الأمة المحافظ علي هويتها الحامل لرغباتها.. المعبر بليبرالية الوطنية عن تياراتها المختلفة من إسلامها الوسطي إلي مسيحيتها المحافظة.. إلي عمالها وفلاحيها.. إلي يسارها.. إلي رأسماليتها الوطنية حتي يعود كياناً يستمد قوته من رغبة أهالي مصر. كما أرسي مؤسسه سعد زغلول.