محمد عمرتباينت ردود أفعال علماء الدين حول الفتوي التي أطلقتها الأمانة العامة بدار الافتاء أمس وذلك في معرض ردها علي ما ورد إليها من محافظة القاهرة بشأن تحويل أراضي هذه المقابر إلي حدائق عامة وهو ما دعا مجمع البحوث الإسلامية للتوصية بنشرها إلي أنه لا يجوز شرعا نقل المقابر الواقعة داخل مدينة القاهرة إلي أطرافها أو خارجها وذلك قبل المدة التي يعرفها أهل الخبرة بالفترة التي تستحيل معها تحول أجساد الموتي في هذه المقابر إلي الصورة الترابية. وقالت الفتوي إن نقل المقابر جائز ولكن بشروط شرعية عدة في حالة فقط وجود مالكين علي قيد الحياة للمقابر "أشخاصاً كانوا أو جهات" والتي أكد أهل الخبرة أن أجساد الموتي بها قد تحولت إلي الصورة الترابية والتي اشترط الشرع الحنيف فيها رضا المالك ببيعها أو استبدالها وإلا كان حراما شرعاً أيضاً. مؤكدة أنه لا يجوز للدولة إجبار ملاك هذه المقابر ان "وجدوا" علي البيع أو التنازل بغير رضاهم الكامل. وأوضحت الأمانة أنه يستثني من تلك الإجازة نقل مقابر العلماء والأولياء والصالحين والتي لا يجوز مطلقا نبشها بغرض نقلها وما كان منها موقوفاًًً كمقابر سفح المقطم لم يجز التصرف فيها بغير الدفن. يقول الدكتور عبدالرحمن العدوي الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية: لا يجوز الاعتداء علي رفات الأموات أو عظامهم إلا لضرورة قصوي وليس من الضرورة أن تكون هذه الأماكن حدائق لأن الحدائق يمكن أن تنشأ في أي مكان. كما لا يجوز نقل هذه المقابر لأن حرمة الميت كحرمته حيا وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كسر عظام الميت ككسر عظامه حيا".. إذن لا يجوز هدمها أو نقلها من أجل أن يستفاد بمكانها فالحدائق ليست ضرورة من الضرورات. يوافقه الرأي الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر فيقول إن الميت له حرمته وحرمة الميت كحرمته حيا وأن المسلم حينما يدفن في مكان يعتبر موقوفا عليه ولا يصح لأحد أن يعتدي علي ملك ميت لذا فإنه يجب علي المسئولين تسوير المكان بحيث إن تم إنشاء طريق يكون من حوله.. ولا يجوز أن نضحي بملك الميت في سبيل إنشاء حديقة أو غيره. لذا فإنه غير جائز شرعا نقل الميت من مكان إلي آخر ما دمنا في دولة الإسلام فهذا هو شرعنا. الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق يري أنه جائز شرعا نقل المقابر إلي أي مكان فهناك قانون يعمل به في هذا المجال وينص علي أن المقابر تحاط بالأسلاك الشائكة ويمنع الدفن فيها لمدة عشر سنوات ثم تنقل العظام الباقية وتستعمل أرض المقابر في أي شئ. أضاف الشيخ عبيد أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما أراد أن يبني مسجده اشتري قطعة أرض من أيتام بالمدينة وعند حفرها للبناء تبين أنها كانت مقابر وعلي ذلك استدل المسلمون بجواز نقل المقابر. أشار إلي أن الغرض من مدة العشر سنوات أن تكون الأجساد قد تحللت ووهن العظم ولا يعرف صاحبه ولم يبق من الإنسان شئ سوي ما يسمي ب"عجب الذنب" وهي عظمة صغيرة في نهاية العمود الفقري من الأسفل وتكون هذه هي الزريعة ينزل عليها المطر يوم القيامة وبمشيئة الله وقدرته يتجمع جسم الإنسان ويقوم من جديد. قال إن نقل المقابر لإنشاء حدائق عليها جائز لأنها سوف تكون منفعة للناس ليتنفسوا فيها الهواء النقي.