تظل فكرة صناعة النجم في السياسة تحظي بمجهود كبير ومنظم علي مستوي دول العالم ذات الطابع الديمقراطي.. تلك الصناعة مهمتها انتقائية لتحقيق مكاسب سياسية كبيرة إما للجهات الممولة أو لدول بعينها مثل إسرائيل وأمريكا وبعض بلدان أوروبا. من ضمن تلك المؤسسات أو المنظمات.. لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة "إيباك" التي أسسها اليهودي الأمريكي سي كنن عام 1950 وتضم عشرات الآلاف من الأعضاء ينتشرون في 50 ولاية أمريكية وكل عضو من هؤلاء يدفع اشتراكا سنويا. وتصل ميزانية المنظمة إلي 14 مليون دولار وتهتم هذه المنظمة الصهيونية بتوطيد وتأكيد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وصناعة نجوم السياسة من أعضاء الكونجرس ورجال السياسة ممن يضمنون ولاءهم للوطن الأم إسرائيل وبما يؤكد ريادتها وسيطرتها علي منطقة الشرق الأوسط. نماذج السياسة التي صنعتهم ايباك كثيرون منهم مارتن انديك أحد مساعدي مستشار الأمن القومي الأمريكي ثم مساعد لوزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط في عهد كلينتون وأيضاً دينس روس مسئول عملية السلام بالشرق الأوسط وقتها وكذلك ستيف غروسمان رئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي وأرني كريستنسون رئيس مكتب رئيس مجلس النواب الأسبق وغيرهم كثيرون. الواضح في مجتمعاتنا العربية وتحديدا بعد الثورات ان فكرة صناعة النجم السياسي مازالت غير مطروحة وبشكل واضح للعيان ربما لغياب الدور الحقيقي لمنظمات المجتمع المدني من أحزاب ومؤسسات أهلية وغيرها. ولغياب أيضاً الإعلام الواعي بخطورة تلك الصناعة التي تؤثر في صناعة المستقبل لأي أمة أو دولة. ورغم حالة النزوح الكبيرة لخيرة شباب وعلماء ورجال أعمال عرب ومصريين إلي مواطن صناعة القرارات والسياسات العالمية في أمريكا وأوروبا إلا أنهم لم يستطيعوا صناعة لوبي عربي مؤثر في القرار الغربي ولم يشكلوا نجوما عربية علي غرار ما تفعله ايباك. ولعل عدم وضوح الرؤية عن المرشح القوي أو النجم في رئاسة مصر القادمة.. سواء كان عمرو موسي أو د. البرادعي أو حمدين صباحي أو الفريق مجدي حتاتة أو المستشار البسطويسي إلا أن أي واحد من هؤلاء لم تظهر له حتي الآن مؤسسة مدنية مصرية قادرة علي الانفاق ورعاية هذا النجم أو ذاك حتي تلتف حوله الجماهير لترفعه إلي سدة الحكم. فهل نشهد خلال الأيام القليلة القادمة نجماً جديداً تصنعه مؤسسة أو منظمة أم أن النجم هو واحد من هؤلاء ولكن مسألة دعمه ومؤازرته مازالت لم تجد طريقها إلي النور بعد؟ مجرد سؤال.