بعد الأحداث المؤسفة التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق عديدة.. تأكد ان هناك أصابع خفية لا تريد الاستقرار بل انها خائفة ومرتعدة من استتباب الأمن والتفرغ للتنمية الحقيقية. واقع الأمر انه لم يعد في الامكان الصبر علي مثل هذه التجاوزات والأعمال التخريبية التي وجدت في الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات فرصة لاشاعة الفوضي.. وإحداث الوقيعة بين المواطنين وبعضهم والظاهر للعيان ان هذه الأيدي المخربة يستتر وراءها بعض نماذج النظام السابق بهدف اجهاض ثورة شباب 25 يناير.. حتي لا تتمكن الحكومة من أداء مهامها وإصلاح الحكم الهش الذي أفسده الفاسدون علي مدي 30 عاما ماضية. لقد تسلمت الحكومة إرثا ضائعا واقتصادا مهلهلا.. والناس جميعهم يشكون من الظلم الذي وقع عليهم.. في كل المجالات ليس هذا فقط بل ان الصحف الصادرة قبل 25 يناير أشارت إلي أن مصر علي شفا الافلاس وان ديونها بلغت كذا تريليون!! من هنا كانت المهام التي أمام حكومة الدكتور عصام شرف صعبة تماما.. ولابد لها من إجراء الإصلاحات الضرورية في هذه الفترة الحالية.. وعليها مهام أخري هي إعادة الأموال المنهوبة من ثروات البلاد والتي جعلت الناس يخبطون كفا علي كف من هول الأرقام التي ظهرت بالمليارات من ثروات مسئولي النظام السابق. وأمام الحكومة أهداف أخري هي التحقيق في المظالم والشكاوي التي تسبب فيها المسئولون في ذلك النظام السابق سواء بالنسبة للأوضاع المعيشية أو الوظيفية أو المالية.. وكان أصحابها في الماضي يصرخون ولكن لم يكن هناك من يستمع إليهم. والآن الحكومة تريد أن تعمل وتريد أن يعمل الناس ويتجهوا إلي مصانعهم وأماكن عملهم.. بدلا من تضييع الوقت والجهد في احتجاجات واعتصامات.. تعطل مسيرة الانتاج وتتيح الفرصة للبلطجية في أن يندسوا بينهم ويثيروا الشغب والفتن.. والحكومة تريد بالفعل من خلال تصريحات رئيس الوزراء والوزراء أن تحل المشاكل وتلبي طلبات المحتجين ولكنهم يطلبون اتاحة الفرصة أمامهم واعطاءهم فسحة من الوقت. الوضع بصراحة غاية في الخطورة.. ولابد لكل المواطنين أن يتنبهوا لهذا الوضع الخطير الذي ممكن أن يؤدي إلي كوارث.. مثلا: البنوك لا تعمل بكامل طاقتها.. البورصة مغلقة تريد أن تستأنف نشاطها. ولكن يلزم إزالة العوائق أمامها.. أولياء الأمور خائفون من أي أعمال بلطجة تهدد أبناءهم أمام مدارسهم ولهذا يخشون من ارسالهم للدراسة.. وقد أوشك العام الدراسي علي الانتهاء.. طلاب الجامعة ثائرون.. يريدون إقالة رئيس الجامعة والعمداء.. في حين انه لم يبق من العام الدراسي إلا بضعة أسابيع.. المصانع في حاجة إلي جهود عمالها.. حتي تنطلق عجلة الانتاج والتصدير.. هذا بخلاف المشاكل الأخري التي تسبب فيها المسئولون في النظام السابق سواء في الجنوب أو الشمال بل ومشاكل العاملين الذين فروا من جحيم سلطات ليبيا. آن الأوان لكي ننصرف إلي أعمالنا بجهود مضاعفة.. وآن الأوان لكي نستبدل الاحتجاجات والاضرابات بالانتاج وتعويض ما فات لابد أن نعطي الفرصة للحكومة لكي تحقق أمل المصريين.