ما نشهده من فوضي.. وما نراه من محاولات البعض لإثارة الشغب في أكثر من مكان وأكثر من مجال.. يرفضه كل وطني شريف حريص علي مصلحة هذا البلد. ويهمه أمنه واستقراره. ما حدث في أطفيح من قيام فئة ضالة معدومة الضمير بهدم الكنيسة هناك.. لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن قيام الفئة نفسها باقتحام ميدان التحرير والاشتباك مع الأعداد المحدودة المعتصمة فيه.. فالهدف في الحالتين واحد.. وهو إثارة الفوضي وعدم الاستقرار في البلاد. ما حدث ويحدث من فوضي.. سواء بإشعال الحرائق في ملفات ووثائق أمن الدولة.. أو في الجهاز المركزي للمحاسبات.. أو في بعض المحلات.. لا يمكن أبداً فصله عن أحداث أطفيح. أو عن اشتباكات ميدان التحرير الأخيرة! وما حدث ويحدث من فوضي.. ليس سوي استمرار لفوضي النظام السابق من أجل تخريب البلاد.. وليس سوي استمرار لعمليات السلب والنهب التي جرت في العهد البائد. بلا وازع من ضمير أو أخلاق.. ولا أظن أن مظاهر الفوضي التي نشهدها حالياً يمكن فصلها بأي حال من الأحوال عن أذناب النظام السابق الذين يريدون إعادة عقارب الساعة إلي الوراء.. ووأد الثورة في مهدها. حتي تمكنوا من ممارسة أفعالهم القذرة الدنيئة والتسلط علي أبناء هذا الشعب واللعب بمقدراتهم ونهب ثرواتهم من جديد! والساعون إلي إثارة الفوضي.. وإشاعة حالة من عدم الاستقرار.. يلعبون علي كل الحبال ويلجأون إلي مختلف السبل والوسائل من أجل تحقيق أغراضهم الخبيثة.. فلا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة لإثارة الفتنة الطائفية. كما في حادث أطفيح.. ولا يترددون في إشاعة الرعب بين الناس من خلال ترويج الأكاذيب والشائعات حول وقوع عمليات سلب ونهب. وقتل وخطف أطفال. إلي غير ذلك. بهدف إيقاف عجلة الحياة عن الدوران وتعطيل مصالح الناس. وكأن زمام الأمور قد أفلت من أيدي الجميع.. ليجدوا بذلك ثغرة يبثون من خلالها مشاعر اليأس والإحباط في النفوس.. وهو ما بدأ يظهر بالفعل لدي البعض ممن لا يدركون حقائق الأمور. لكن فات هؤلاء.. أن الغالبية العظمي من الشعب المصري أصبحت واعية لما يدبر من مكائد ومؤامرات للقضاء علي الثورة التي كشفت ما تعرض له الشعب من زيف وخداع.. وفضحت دعاوي الفئة الضالة التي تحكمت في مصائر البلاد والعباد في النظام السابق. فات هؤلاء.. أن الشعب عرف من خلال الثورة.. أنه وقع فريسة لعصابة من الانتهازيين والأفاقين الذين لم يكن يشغلهم شيء سوي جمع الثروات بأي وسيلة وبلا سقف محدد. لا لشيء سوي "النهب من أجل النهب".. وتفننوا في تعذيب المواطن سواء داخل السجون والمعتقلات.. أو في طوابير الخبز والبوتاجاز.. وتسابقوا علي إحراقه وإذلاله بلهيب الأسعار التي تحولت إلي نار تأكل عقول وجماجم أصحاب الدخل المحدود. وتنهك أجسادهم بالمرض بعد أن عجزوا عن توفير ثمن العلاج. وفقدوا أي أمل في العلاج علي نفقة الدولة. حيث ذهبت مخصصاته لإجراء عمليات التجميل في الخارج وشد الوجوه والأرداف والخواصر لزوجات وبنات المليارديرات والمسئولين الذين لم يجدوا من يسائلهم!!