تعيش مصر حاليا فترة حرجة من تاريخها تفرض علي الجميع الوقوف صفاً واحداً لمجابهة الصعاب والعراقيل التي ملأت شوارع وأزقة البلاد.. حيث فتحت ثورة 25 يناير المجيدة بابين لا ثالث لهما أحدهما نحو مصر جديدة تتسم بالحرية والديمقراطية والحداثة والآخر نحو أرض مقفرة مليئة بالفتن والنزاعات ولذلك فينبغي علي كل مصري شرب من نيل هذا الوطن وتربي بين أحضانه أن يعي جيداً حقيقة الباب الذي يرغب في الدخول منه. وأقول هذا الكلام وقلبي ينزف دماً علي ما يحدث في بلادنا مؤخراً خاصة وأني كنت واحداً من الشباب الكثيرين الذين خرجوا يوم 25 يناير مطالبين بالنهوض بمصرنا الغالية واجتثاث الفساد من أراضيها وهم يشعرون بالحب والانتماء لكل ما هو مصري ضاربين عرض الحائط بكل الدعوات التي تنادي للفرقة أو تبعث علي التفكير فيها. إن ما حدث من مشاحنات بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين ليس له أي معني غير أن أعداء هذا البلد وأصحاب المصالح الذين يحاولون إفساد مستقبلنا كما أفسدوا جزءاً ضئيلاً من ماضينا القريب وأناشد من هنا كل عاقل والأمة ومثقفيها بتوعية أصحاب الأفكار المحدودة الذين ينقادون خلف كل ناعق مقتنعين أنهم يفعلون الصواب وهم عنه أبعد الناس. * * * أقول لكل أصحاب المظالم الذين هم الفئة الأكبر من المجتمع المصري الذي كان يقع عليه الظلم بدون تمييز أن لكل وقت آذانا بما يعني أن هذه المظالم لن ترفع بين يوم وليلة وأنه يجب بناء النظام السياسي أولاً لإصلاح البلاد وتحقيق العدالة.. فلن تستطيع الدولة رفع أية مظلمة أو رد أية حقوق قبل أن تعيد بناء نفسها من جديد علي الشكل الذي يأمل فيه الثوار والذي يعيد مصر إلي مكانتها العربية والدولية.