* يسأل كمال الدسوقي مدرس أول لغة عربية بمدرسة ناصر الاعدادية: ما صحة هذا الحديث "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: هذا الحديث في المرويات فعلاً وقد أورده بعض المحدثين في كتبهم "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها". وعند نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ابن عمر بلفظ "ان الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها لا يحل لأحد ان يوقظها. ويل لمن أخذ بخطامها". والحق ان الفتنة تعد من المخاطر الحقيقية التي تهدد وحدة الأمة وقد حذر الإسلام من الوقوع في شراكها أو الانسياق خلفها أو تتبع أسبابها. ومن أهم هذه الأسباب الفرقة والتنازع والصراعات المدمرة التي تعد مدخلاً خطيراً لانهيار وحدة الأمة الإسلامية. سواء أكان هذا التنازع والتفرق في أمور الدين أو السياسة أو الملك أو بسبب الفوارق الطبقية أو غيرها. وقد جاء التحذير الإلهي من ذلك حاسماً قاطعاً في عبارة قصيرة تبدأ بالحث علي التمسك بالوحدة وتحذر في الوقت نفسه من التفرق. وذلك في قوله تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" "آل عمران/103". وفي آية أخري يأتي التنبيه إلي نتيجة التفرق والتنازع وذلك في قوله عز وجل: "ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" "الانفال/46". وهكذا تؤدي الفتن إلي الفرقة والتنازع والتناحر والفشل الذي تكون نتيجته النهائية هي ذهاب قوة المسلمين وضياع عزتهم. وبذلك يكونون لقمة سائغة في يد أعدائهم تداعي الآكلة إلي قصعتها. والشيء العجيب انه عند اشتداد الفتن لا تكاد تعرف محقاً من مبطل وصادقاً من كاذب. فأغلب الأخبار المتناقلة في ظروف الفتن يحوطها الكذب والاشاعات. فلا تكاد تجد خبراً عند طائفة إلا وتجد ما يناقضه عند الأخري. والواقعون في الفتنة لا يقبلون إلا ما وافق أهواءهم. ولا يسعد إلا من صبر علي ما يجد وتمني ان تذهب الفتنة وان كان علي حساب نفسه. لخبر "ان السعيد لمن جنب الفتن. ان السعيد لمن جنب الفتن. ان السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها" ومعني "فواها" أي فتلطف أو توجع. * يسأل عاطف محمد من محافظة المنيا: ما حكم الدين في زواج المتعة؟ وما شروطه؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: قال تعالي "ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" فالقرآن يرشد إلي ان أساس الزواج السكن والمودة والرحمة المتبادلة بين الزوجين وإلي ان ثمراته تكوين الاسرة وتأصيل الابناء والأحفاد والتعاون علي تربيتهم وما أبعد زواج المتعة عن هذا الاساس وهذه الثمرات. وزواج المتعة ان يقول للمرأة المرادة اتمتع بك مدة كذا وبكذا من المال. فتجيبه المرأة علي ذلك وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم ثبوتاً قاطعاً انه نهي عنها ونسخ هذه الاجابة التي كانت قبل ذلك وهذا النسخ بطريق بلغ حد التواتر. وقد أثر عن النبي صلي الله عليه وسلم انه نهي عنها ست مرات في مناسبات ليؤكد النسخ والالغاء. وقال جمهور الصحابة والتابعين والفقهاء: ان نكاح المتعة باطل لا ينعقد اصلا وان ترخيص زواج المتعة كان في وقت الضرورة وحداثة عهد الناس بالإسلام وهذا لن يكون دليلا علي المشروعية الدائمة وحجة الجمهور قائمة بثبوت النسخ بقوله تعالي: "والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم" والمتفق عليه ان المعقود عليها في المتعة ليست زوجة باتفاق علماء المسلمين. قال الإمام علي كرم الله وجهه لا أعلم أحدا تمتع وهو محصن الا رجمته بالحجارة - وقد قيل لابن عباس: أنك امرؤ تائه. ان النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن متعة النساء. وعن مسلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال: رخص رسول الله صلي الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثلاثة أيام ثم نهي عنها.
