رغم رفض المندوبين الدائمين لجامعة الدول العربية خلال اجتماعهم مشاركة السفير عبدالمنعم الهوني المندوب الدائم للجماهيرية الليبية الذي استقال مؤخرا وانضم للثورة الليبية - أو الاستماع إلي كلمته التي أراد ان يطلع بها السفراء العرب علي حقيقة الأوضاع في بلاده إلا ان مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي المندوبين الدائمين قرر في ختام دورته الخامسة والثلاثين بعد المائة رفضه القاطع للتدخل العسكري الأجنبي في شئون ليبيا. أعلن ذلك السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحفي مشترك مع السفير خليفة بن علي الحارثي مندوب سلطنة عمان الدائم لدي الجامعة العربية ورئيس الدورة الحالية. قال بن حلي انه تم وضع جدول أعمال القمة العربية التي اتفق علي ان تعقد في موعدها وفي المكان المقرر لها "بغداد" وفقا لقرار القمة العربي في دورتها الثانية والعشرين بمدينة سرت الليبية في مارس الماضي. وأشار إلي ان جدول أعمال القمة يتضمن أيضا بنوداً تتعلق بالتطورات في العالم العربي والحراك والمظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالتغيير في العديد من الدول العربية مضيفا ان القمة ستناقش أيضا موضوع تعيين الأمين العام الجديد للجامعة العربية خاصة بعد انتهاء فترة ولاية عمرو موسي الأمين العام الحالي للجامعة. وعن الأوضاع في ليبيا أوضح بن حلي ان موضوع ليبيا كان حاضرا علي جدول أعمال المندوبين الدائمين مشيرا إلي انه في ضوء بيان المندوبين الدائمين في اجتماعه السابق يوم 22 فبراير الماضي تم اعداد مشروع قرار جيد يأخذ في الحسبان المستجدات منذ يوم 22 فبراير وحتي الآن حيث سيتم رفعه لمجلس وزراء الخارجية العرب المقرر عقده اليوم للتعامل مع الأوضاع الراهنة. ونوه بأن مشروع القرار يؤكد علي الرفض القاطع لكافة أشكال التدخل الأجنبي والعسكري في ليبيا والتأكيد علي وحدة وسلامة أراضيها وكذلك الدعوة إلي الاسراع بتقديم المساعدات والمعونات العربية للشعب الليبي وتفعيل القرار الخاص بتشكيل لجنة تقصي عربية حول الوضع في ليبيا مع الاستمرار في وقف مشاركة وفود الجماهيرية في اجتماعات الجامعة العربية ومنظماتها لحين الاستجابة لمطالب الشعب. وذكر بن حلي ان الدورة الحالية للمجلس ناقشت المهام الموكلة اليها والمتعلقة بمجمل القضايا العربية والقضية الفلسطينية وكل ما يتعلق بها من تطورات وتحركات علي مستوي مجلس الأمن الدولي وكذلك العديد من القضايا الأخري حيث تم بحث مشروع قرار حول السودان ونتائج الاستفتاء الذي جري في يناير الماضي بشأن حق تقرير المصير حول الجنوب. وأكد ان هذا الاستفتاء جري في مناخ سليم وصحي ومن ثم ستتم متابعة نتائجه والتأكيد علي متابعة ما سيتم التوصل اليه بشأن صيغة توافقية للتعامل بين شمال وجنوب السودان وما سيعلن في هذا الاطار في 9 يوليو المقبل مضيفا ان اجتماعات مجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين الدائمين استعرضت ايضا الوضع في الصومال من الجوانب كافة حيث تم اجراء مراجعة شاملة له مع التأكيد علي ضرورة تحريك الموضوع الخاص بتوفير الدعم المالي للصومال وقدره 10 ملايين دولار والذي اقرته قمة سرت حيث أعلنت الجزائر وسلطنة عمان وعدد من الدول العربية الأخري عن تقديم مساهمات في هذا الاطار. وأشار نائب الأمين العام للجاامعة العربية إلي انه تم أيضا بحث موضوع احتلال إيران للجزر الاماراتية والموقف العربي من أسلحة الدمار الشامل وتفعيل التعاون العربي مع التكتلات الدولية وزيادة مجالات التعاون مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي بالاضافة إلي مناقشة العديد من القضايا الإدارية والمالية المتعلقة بتحسين أوضاع موظفي الجامعة العربية لافتا إلي انه تم ايضا اعداد مشروع بيان حول دعم الحوار الوطني بالبحرين. وحول تطورات القضية الفلسطينية قرر المندوبون الدائمون بالجامعة العربية تبني جميع مشاريع القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية ورفعها لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده اليوم. وأوضح السفير بركات الفرا مندوب فلسطين الدائم لدي الجامعة العربية في تصريحات للصحفيين ان البنود الفلسطينية التي طرحت امام الاجتماع تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ومبادرة السلام العربية وغيرها. وقال: اننا طلبنا اضافات وأقرها مجلس الجامعة علي مستوي المندوبين حيث تقدمت فلسطين بمشاريع قرارات تتعلق بإدانة الموقف الأمريكي في مجلس الأمن الدولي واستخدامها حق النقض مشيرا إلي انه تم تقديم مشروع قرار يتعلق بمطالبة المجتمع الدولي وفي مقدمته اللجنة الرباعية الدولية والولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 4 يونيو 1967 لتكون عضو كامل العضوية في الأممالمتحدة. وأشار مندوب فلسطين الدائم إلي أن مجلس الجامعة حذر من خطورة المخطط الاستعماري الإسرائيلي المسمي عشرين - عشرين والرامي لجعل العرب أقلية لا تزيد علي 15% في القدسالمحتلة لافتا إلي ضرورة تضافر الجهود لمواجهة هذا المخطط الخطير دون تأخير. من جانبه نفي د.قيس العزاوي مندوب دولة العراق لدي جامعة الدول العربية صحة ما تردد من أنباء عن تأجيل انعقاد القمة العربية المقررة في بغداد. وقال العزاوي في تصريح له علي هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية ان القمة العربية ستعقد في موعدها علي مستوي القادة والزعماء في التاسع والعشرين من شهر مارس الجاري. واضاف: اننا في دولة العراق جددنا التأكيد علي اننا أنهينا كافة الاستعدادات لاستضافة القمة كما ان الأمانة العامة للجامعة العربية أوضحت انها لم تتسلم أي مذكرة من أي دولة عضو فيها للمطالبة بتأجيل القمة وبالتالي اتفق الجميع علي ان القمة في موعدها نهاية الشهر الحالي. وأوضح ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري سيطلع مجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية اليوم علي ترتيبات عقد القمة وسيشدد علي ضرورة عقدها في مكانها وموعدها كما هو مقرر لها من قبل القادة والزعماء في القمة العادية الثانية والعشرين بمدنية سرت الليبية. من ناحية أخري يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا اليوم لبحث تطورات الأوضاع بالمنطقة في ظل ما تشهده عدد من الدول العربية من احتجاجات وكيفية تعزيز تطلعات الشعوب العربية في النهضة الحديثة وحرية الرأي والتعبير. ومن بين البنود المدرجة علي جدول الأعمال بند حول قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي وبندا حول الأمن القومي وتفعيل مجلس السلم والأمن العربي. كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول مخاطر التسلح الإسرائيلي علي الأمن القومي العربي.