وصلت ردود الأفعال الغاضبة إزاء المجازر التي يرتكبها الرئيس معمر القذافي ضد المحتجين إلي مرحلة خطيرة حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل ديفيد لابان إن البنتاجون بدأ دراسة خطط طوارئ عدة للتعامل مع الوضع المتدهور في ليبيا. وأوضح لابان أن هذا التحرك قد بدأ بناء علي طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. مشيراً إلي أن الاحتمالات المتوفر كثيرة وهدفها وضع حد للأزمة في ليبيا. ولم ينف المتحدث أن تشمل عمليات التنسيق في هذا الصدد الاتصال بالحلفاء. مشيراً إلي أنه قد لاحت فكرة فرض حظرين جوي وبري يشملان الطائرات والآليات العسكرية الليبية.. نقلت محطة "سي إن إن" الأمريكية للأخبار عن مسئول عسكري أمريكي رفيع قوله إن وزارة الدفاع الأمريكية تنظر في "جميع الخيارات" المحتملة لدعم أوباما في التعامل مع الوضع الراهن في ليبيا. وأوضح المسئول أن الخطط الأولية للخيارات العسكرية المحتملة والمتاحة أمام أوباما حاليا تضع ضمن أولوياتها حماية المواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية. ووقف العنف ضد المدنيين الليبيين. كما انتقد "إدوارد لاك" المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمسئولية توفير الحماية لغة التحريض التي استخدمها القذافي في خطابه الأخير بشأن المتظاهرين في بلاده. وأعرب إدوارد كل عن القلق البالغ بشأن أعمال العنف ضد المدنيين. وأكد رفضه التام لمثل هذا التحريض علي ارتكاب العنف ومعاملة قطاع من المواطنين علي أنهم ليسوا بشرا وحذر إدوارد لاك من احتمالات اندلاع حرب أهلية في ليبيا.. وأهاب بمجلس الأمن أن يؤكد للقيادة في ليبيا أن هناك عواقب سوف تنجم عن أفعالهم ضد المدنيين وأن المجتمع الدولي متحد بشأن ما يحدث في ليبيا. ومن جهته. أكد السفير الفرنسي المسئول عن ملف حقوق الإنسان فرنسوا زامري توافر عناصر محددة ومتطابقة تكفي لإجراء تحقيق بشأن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا والتي بلغت الحصيلة غير الرسمية لأعمال العنف بها إلي أكثر من ألف قتيل. أوضح السفير زيمري أن هذه العناصر تتضمن معلومات وصوراً. بالإضافة إلي تصريحات القذافي وابنه سيف الإسلام. وقال إن ما هو مؤكد هو أن القذافي سيسقط حيث إنه ليس هناك أي شك بشأن عدم قدرته علي الاستمرار في ظل الأوضاع الحالية مع استقالة عدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين الليبيين. حيث لم يتبق من أركان الدولة شيء كبير. غير أن الأمر المقلق هو التكلفة البشرية التي ستكون ثمنا لسقوط القذافي. أعلنت الحكومة الاتحادية السويسرية تجميد كل أرصدة القذافي وأفراد أسرته. وقال أندري سيمونازي المتحدث باسم المجلس الاتحادي السويسري إن هذه الخطوة ستنفذ فورا وأضاف سيمونازي أنه لم يعرف علي الفور ما إذا كان القذافي يمتلك أصولا أو أرصدة في سويسرا أم لا ولكن الحكومة السويسرية سوف تجري تحقيقات لمعرفة ذلك.. كما أكد كل من رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن شعورهما بالقلق تجاه الأحداث العنيفة في ليبيا في إطار التغيرات الأخيرة في شمال أفريقيا. صرح رئيس الوزراء الروسي في مؤتمر صحفي عقده مع باروسو في ختام اجتماعهما في بروكسل بأن المخاوف الروسية تتمحور بشكل أساسي حول إمكانية تنامي خطر التطرف الإسلامي في هذه المنطقة في العالم لو حدث فراغ في السلطة وكذلك إمكانية انتقال آثار مثل هذا التطرف إلي منطقة القوقاز إلا أنه أضاف هذا لا يعني أننا لا نريد دعم إرادة الشعوب بل بالعكس نريد التعبير عن دعمنا واحترامنا لاختياراتها ولكن بدون تدخل في شئونها. من جهته أكد رئيس المفوضية الأوروبية أن الموقف الأوروبي الروسي موحد تجاه ضرورة نبذ العنف في ليبيا وكذلك القلق تجاه ارتفاع أسعار النفط ومشتقاته. وكان للانتقادات للقذافي صدي في أروقة الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تم فيه إزالة صورة له بصحبة أحد كبار المسئولين السابقين في الاتحاد الأوروبي. قد التقي وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عددا من الشباب الأردنيين حيث قدموا له رسالة موقعة تتضمن المطالبة باتخاذ خطوات عملية للضغط علي النظام الليبي لوقف استمرار سقوط الضحايا هناك. وطالبوا كذلك بإطلاق حملة إغاثة عاجلة وبذل مساع لإظهار الدعم الشعبي الأردني للشعب الليبي الشقيق.